كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، جانباً من التفاهمات الروسية - الإسرائيلية لتنسيق الطلعات الجوية في سوريا، وقال إن بلاده نبهت الإسرائيليين أكثر من مرة إلى أن نشاط الطيران الإسرائيلي في أجواء سوريا قد يؤدي إلى «عواقب كارثية» بسبب فشل تل أبيب في تنفيذ التزاماتها، وفقاً لتفاهمات منع الاحتكاك بين الطرفين.
ولوحظ أن السجالات الروسية - الإسرائيلية تجددت خلال اليومين الماضيين، على الرغم من حملة علاقات عامة واسعة النطاق أطلقتها تل أبيب بهدف تحسين العلاقات مع الكرملين، تحضيراً للقاء متوقع قد يجمع الرئيس فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الأسبوع في باريس.
واشتملت الحملة النشطة التي أطلقتها تل أبيب على استضافة طواقم إعلامية روسية، أجرت سلسلة مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين، فضلاً عن تحريك حملة دعائية وإعلامية كبيرة داخل روسيا.
ودلَّ حديث لافروف إلى صحيفة إسبانية، على تمسك موسكو بموقف متشدد حيال استعادة التنسيق مع إسرائيل في سوريا. وقال الوزير الروسي إن تل أبيب انتهكت كل التفاهمات التي توصل إليها الطرفان، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي كان وضع مع نتنياهو أساساً لـ«فهم مشترك لضرورة التنسيق بهدف تجنب الاشتباكات الجوية بين مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية العاملة في سوريا من جهة والقوات الجوية الإسرائيلية من جهة أخرى، والحديث هناك يدور عن تفاهمات وليس عن اتفاق خطي على غرار المذكرة الروسية - الأميركية المبرمة في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، والخاصة بتفادي وقوع الحوادث وضمان أمن تحليقات الطيران في إطار العمليات في سوريا».
وحملت كلمات الوزير إشارة إلى اللقاء الذي جمع نتنياهو ببوتين في أكتوبر 2015 مباشرة بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، وخرج بتفاهم اشتمل على ثلاث نقاط هي فتح خط ساخن مباشر بين قيادتي الجيشين لتلافي وقوع انتهاكات، وضمان روسي بألا تقوم سوريا بهجوم على إسرائيل، وأن تقتصر الضربات الإسرائيلية في سوريا على مواقع تشكل تهديداً مباشراً على أمن إسرائيل.
وأوضح لافروف: «للأسف، لم يطبق الجانب الإسرائيلي دائماً التزاماته بصورة صارمة، لا سيما فيما يخص إبلاغ العسكريين الروس بعملياته العسكرية المنفذة على الأراضي السورية. وفي بعض الحالات عرض هذا الأمر حياة وصحة عسكريينا في سوريا للخطر، كما حصل ذلك، على سبيل المثال، خلال غارات الطائرات الإسرائيلية على مواقع في منطقة مدينة تدمر في مارس (آذار) 2017».
وزاد أن موسكو «حذرت الإسرائيليين مراراً من أن مثل هذا الأسلوب للتعامل مع القضية يمكن أن يؤدي إلى تداعيات كارثية، وتم توجيه هذه الرسائل عبر جميع القنوات وعلى مستويات رفيعة، وبالتزامن مع ذلك شددنا على أن العمليات العسكرية لا تستطيع حل مبعث قلق إسرائيل في مجال أمنها، وإنما على العكس تسهم حصراً في زيادة التوتر الإقليمي». وأشار لافروف إلى أن إسرائيل، وعلى الرغم من هذه التحذيرات، واصلت ممارساتها بشن الضربات على الأراضي السورية، ما أسفر عن كارثة طائرة «إيليوشين - 20» الروسية وقتل 15 عسكرياً كانوا على متنها. وأكد لافروف «لم يكن بإمكاننا أن نبقي الأمور على حالتها السابقة بعد الحادث، ورد روسيا كان معتدلاً لكنه حاسم».
في غضون ذلك، هدد وزير شؤون القدس والبيئة والتراث الثقافي الإسرائيلي، زيف إلكين، باستهداف منظومات «إس - 300» الروسية التي سلمت أخيراً إلى دمشق، وقال لوسائل إعلام روسية أمس، إن تل أبيب تعتبر نشر المنظومات في سوريا «خطأ جسيماً وقد تكون له عواقب خطرة».
لافروف: حذرنا إسرائيل مراراً من استهداف مواقع في سوريا
تجدد السجال بين موسكو وتل أبيب حول «إس 300»
لافروف: حذرنا إسرائيل مراراً من استهداف مواقع في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة