تعتبر حصوات الكلى kidney stones في الأطفال من الأمور غير معتادة الحدوث، ولذلك نادراً ما يتم تشخيصها خاصة في الأطفال الصغار، ولذا يتم اكتشافها عن طريق الصدفة عند إجراء مسح بالأشعة على البطن والحوض. وهي تكون سبباً لبكاء الطفل بشكل متكرر نتيجة للألم. وفي الأغلب يتم علاج الحالة على أنها مغص معوي، وبالطبع تستجيب للعلاج بالمسكنات.
- حصوات الكالسيوم
الحصوة هي جسم صلب يتكون من الأملاح المختلفة حينما يزيد تركيز هذه الأملاح على الحد الذي يستطيع الجسم التخلص منه وأشهرها في الأطفال الكالسيوم. وهناك أيضا حصوات حمض البوليك. كما يوجد نوع آخر تتسبب فيه البكتيريا التي تقوم بتغيير التركيبة الكيميائية للبول وتساعد على تكوين الحصوات Struvite Stones. ومن المهم أن تتم معرفة نوع الأملاح المكونة للحصوة للتوصل لطريقة لعلاجها. وفي بعض الأحيان تؤدي العيوب الخلقية في الجهاز البولي إلى تراكم المواد الكيميائية المكونة للحصوات.
ويحدث في الأغلب جزء من تزايد إصابة الأطفال بالحصوات نتيجة لزيادة استخدام الكالسيوم. ولا شك أن انتشار الوعي عن طريق وسائل التواصل أدى إلى أن تصبح معظم الأمهات على اختلاف خلفياتهن الاجتماعية والثقافية على دراية بأهمية أن ينال الطفل قسطاً وافياً من الفيتامينات والأملاح والمعادن المختلفة من خلال الغذاء أو عن طريق الأدوية، خاصة أن معظم الأمهات يعانين من صعوبة تناول أولادهن للطعام. وبالتالي تكون فكرة الحصول على القيمة الغذائية من خلال الدواء فكرة منطقية. والحقيقة أن هذا التفكير على الرغم من منطقيته لا بد أن يخضع لاعتبارات طبية دقيقة، وأن بعض الفيتامينات لا يجب تناولها بشكل مبالغ فيه حتى لا تحدث عواقب من زيادتها في الجسم. ويعتبر الكالسيوم من أشهر هذه المعادن في الإفراط في الاستخدام لدوره المعروف في نمو العظام والأسنان.ما يضاعف من المشكلة ارتباط الكالسيوم في أذهان الأمهات بفيتامين (دي) بشكل يشبه المتلازمة. وعلى الرغم من أن هذا الارتباط حقيقي فعلا وفيتامين (دي) يلعب دورا كبيرا في استفادة الجسم من الكالسيوم، فإن الكالسيوم مثلما يترسب في العظام ويساعد في نموها فهو في المقابل يمكن أن يترسب في الكلى أو المثانة ويؤدى إلى تكوين حصوات تقود إلى ظهور آلام قوية للطفل. هذا فضلا عن حدوث اعتلال وظيفة الكلى، حيث إن الحصوة يمكن أن تعوق سريان مجرى البول تبعا لمكانها، سواء عند مدخل المثانة أو في الحالب، وتؤدي إلى ضغط عكسي back pressure يمكن أن يؤدي إلى تضخم الكلية وتلفها على المدى الطويل محدثا الفشل الكلوي الكامل.
- الأعراض والتشخيص
هناك بعض الأمور التي تزيد من فرص الإصابة مثل عدم شرب الماء بشكل كافٍ، والتاريخ العائلي، والالتهابات المتكررة لمجرى البول.
- الأعراض. وبالنسبة للأعراض في الأطفال فإن أهم عرض لوجود حصوات هو نزول الدم في البول والألم. ولكن الألم يمكن أن يختلف في المكان والقوة تبعاً لمكان الحصوة وإلى أي مدى سببت من إعاقة لسريان البول والحاجة الملحة لدخول الحمام فور الشعور برغبة في التبول. وفي بعض الأحيان يمكن أن تتسبب الحصوة في عدم مقدرة الطفل على التبول، وبجانب هذه الأعراض الرئيسية يمكن أن تحدث بعض الأعراض المصاحبة مثل: الغثيان والرغبة في القيء، وارتفاع في درجة الحرارة في بعض الأحيان، ويكون لون البول أقرب إلى اللون الرمادي.
- التشخيص. ويتم التشخيص في الأطفال من خلال إجراء مسح بالأشعة على البطن، والتي تعتبر وسيلة تشخيص كافية. ويفضل عدم اللجوء إلى الأشعة العادية إلا في الحالات التي لا تكون الحصوة واضحة تماماً لتجنيب الطفل أشعة إكس كلما أمكن. وفي أغلب الأحيان يكون التشخيص مؤكدا وآمن خلال الأشعة، ولكن يمكن إجراء تحليل بول وعمل مزرعة لمعرفة وجود عدوى ميكروبية. وبالنسبة للحالة الإكلينيكية فإنها تكون مفيدة في الأطفال الكبار الذين يستطيعون الإشارة إلى مكان الألم ووصفه بالطريقة الصحيحة.
- العلاج. حتى وقت قريب كان علاج الحصوات يعتمد على الإجراء الجراحي بشكل أساسي، ولكن الآن يتجه العلاج إلى طرق أقل حدة تعتمد على تفتيت الحصوات من دون الحاجة إلى المشرط وما يتضمنه من مخاطر مثل التخدير، واحتمالية العدوى. وهذا التفتيت يحدث من خلال توجيه موجات بشكل مكثف shock waves للحصوة.
وعامل الأمان في هذه التقنية في الأطفال الصغار لا زال تحت النقاش نظراً لحداثة استخدامها، وفي بعض الأحيان التي تفشل فيها هذه التقنية نظرا لعيوب تشريحية في الجهاز البولي أو في حالة أن تكون الحصوة كبيرة جداً، يستحسن استئصالها بشكل كامل بدلاً من تفتيتها عدة مرات عن طريق الصدمات، وذلك عن طريق المنظار.
- الاحتياطات. بالنسبة للأطفال الذين عانوا من الحصوات في طفولتهم تكون لديهم فرص كبيرة للإصابة بالحصوات في البلوغ، ولذلك يجب أن يتناول هؤلاء الأشخاص كميات كافية من الماء. ولا يتم تناول الكالسيوم على سبيل الوقاية إلا إذا تم وصفه من قبل الطبيب. وينصح أيضا بعدم الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على أملاح الأوكسلات مثل الفراولة وعدم شرب المشروبات مثل الكولا، وكذلك التقليل من تناول الشوكولاته والمكسرات، وتجنب المكملات الغذائية التي تحتوى على فيتامين «سي»، وعدم التعرض للجفاف وخصوصاً في فصل الصيف حيث يزيد الاحتياج للماء، إضافة إلى ضرورة علاج التهابات مجرى البول بشكل كامل، والاستمرار في تناول المضاد الحيوي إذا وجدت البكتريا تبعاً للمزرعة حتى الشفاء التام.
- استشاري طب الأطفال