المرشحون الأربعة لخلافة ميركل

من يتول زعامة الحزب الديمقراطي المسيحي يملك الفرص الأكبر لنيل منصب المستشارية

المستشارة الألمانية انجيلا ميركل
المستشارة الألمانية انجيلا ميركل
TT

المرشحون الأربعة لخلافة ميركل

المستشارة الألمانية انجيلا ميركل
المستشارة الألمانية انجيلا ميركل

يكاد الشباب في ألمانيا لا يتذكر من كان زعيم البلاد قبل تولي أنجيلا ميركل (64 عاما) منصب المستشار، ولكن بعد قضائها 13 عاما في السلطة، يأتي قرارها بالتنحي عن زعامة حزبها الديمقراطي المسيحي (CDU) كأقوى دليل على أن قبضتها على الحكم قد بدأت ترتعش.
وتعتزم ميركل البقاء على رأس حكومتها حتى الموعد المقبل للانتخابات العامة في ألمانيا والمقرر لها عام 2021، ولكن الحزب الديمقراطي المسيحي قد يجبرها على الاستقالة في موعد مبكر، ويعتقد أن المرشح أو المرشحة لتولي زعامة الحزب خلفا لميركل، لديه أو لديها فرصة كبرى في الفوز بمنصب المستشارية، إذن فمن هم المرشحون الرئيسيون؟
أنغريت كرامب - كارنباور:
كانت ميركل قد أكدت عند إعلانها التنحي عن زعامة الحزب أنها لم ترشح أي شخص لخلافتها. ولكن كرامب – كارنباور بدت خلال الشهور الأخيرة كأنها الاختيار المفضل من جانب المستشارة لخلافتها على الزعامة الحزبية، وهو ما لم يكن مفاجأة بالنسبة لأعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي الذين يلقبون كارنباور بـ«ميني ميركل» أو ميركل الصغيرة، ولكن بما أن قوى ميركل داخل الحزب تتلاشى، فإن الارتباط الوثيق بين كارنباور والمستشارة قد يفسد خطط الأولى لتولي قيادة الحزب.
كارنباور (56 عاما) أصغر ثماني سنوات من ميركل، ولكنها مثل مستشارتها تمثل الجناح المعتدل بالحزب، وأصبحت رئيسة حكومة ولاية سارلاند عام 2011، وظلت في منصبها حتى العام الماضي عندما تم اختيارها لتصبح السكرتير العام للحزب المسيحي الديمقراطي.
ينس شبان:
يمثل السياسي الشاب (38 عاما) جناح أقصى اليمين بالحزب المسيحي الديمقراطي وبدأ في تقديم نفسه قبل وقت كخليفة محتمل لميركل، وفور الإعلان عن اعتزام الأخيرة التنحي عن زعامة الحزب، أعلن شبان أنه مستعد لخلافتها، وذلك وفقا لما ورد في عدد من وسائل الإعلام في ألمانيا.
ويجادل أنصاره بأن تعيين شبان على رأس الحزب سوف يؤذن بتولي جيل جديد لزمام الأمور، ويشكل نهاية فعلية لعهد ميركل، الذي طالما اعتبره المنتقدون يفتقر إلى الحوار الداخلي، وتبنى قضايا في العادة ما تكون محسوبة على الأحزاب الليبرالية أو ذات التوجه اليساري.
تحت قيادة ميركل، تبنى الحزب المسيحي الديمقراطي مواقف ليبرالية من قضايا الهجرة، وزواج المثليين، والإغلاق التدريجي للمفاعلات النووية، وإن كان قد تم التراجع لاحقا عن بعض هذه المواقف.
ويرجح أن يساهم تعيين شبان في تحول الحزب المسيحي الديمقراطي إلى أقصى اليمين، ولكن يمكن أيضا اعتباره تحديا بالنسبة لميركل ومحاولة لإنهاء ولايتها المستشارية مبكرا، ويتوقع أن يمتنع أنصار ميركل داخل الحزب عن التصويت لشبان، الذي يتوقع أن يضطر إلى أن يتنافس على ما يتبقى من أصوات مع المرشحين الآخرين من منتقدي توجه ميركل.
فريدريش ميرتس:
المحامي ذو الـ62 عاما لم يكن مرشحا رئيسيا لخلافة ميركل، ولكنه بات بديلا محتملا عقب تقديم نفسه منافسا على زعامة الحزب المسيحي الديمقراطي إثر قرار ميركل التنحي، تولى ميرتس من قبل رئاسة الكتلة المحافظة بالبرلمان الألماني «البوندستاغ»، لكنه لم يتولى من قبل أي منصب وزاري.
تم تجريد ميرتس من منصبه القيادي عام 2002 في أعقاب صعود ميركل للسلطة، وهو ما أثار استياء عدد من أنصاره في هذا الوقت. وترك ميرتس مضمار السياسة قبل عقد تقريبا ليعمل محاميا وعضو مجالس عدد من الشركات المالية والبنوك.
أرمين لاشيت:
يتم طرح اسم أرمين لاشيت (57 عاما) وهو رئيس وزراء ولاية شمال الراين - فيستفاليا، كبديل قوي لخلاقة ميركل من جانب أنصاره، وإن كان هو نفسه لم يبد رغبته في زعامة الحزب، ولم يتضح بعد إن كان مستعدا لتقديم استقالته من منصبه بولاية شمال الراين، حتى يتولى منصبا قياديا في برلين، ولكن قيادته لأكبر ولايات ألمانيا من حيث تعداد السكان منحته الخبرة اللازمة في أمور الحكم، كما أن لاشيت يحظى بدعم كريستيان ليندنر، زعيم الحزب الديمقراطي الحر الذي يعد حليفا متكررا للحزب المسيحي الديمقراطي في تشكيل الحكومات، كما أن دعم لاشيت القديم لميركل قد يساعده في الفوز بعدد من أصوات أنصارها داخل الحزب.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».