تضارب بشأن اختطاف «القسام» جنديا إسرائيليا والفلسطينيون يحتفلون حتى الصباح

الإعلان عن مقتل جنديين أميركيين في الكمين ذاته

شاؤول آرون
شاؤول آرون
TT

تضارب بشأن اختطاف «القسام» جنديا إسرائيليا والفلسطينيون يحتفلون حتى الصباح

شاؤول آرون
شاؤول آرون

تضاربت التقارير الفلسطينية والإسرائيلية بشأن اختطاف كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، جنديا إسرائيليا خلال كمين أدى إلى مقتل 13 جنديا إسرائيليا من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي (غولاني).
وبينما أكد أبو عبيدة، الناطق بلسان كتائب القسام، في خطاب متلفز، مساء أول من أمس، اختطاف الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون صاحب الرقم العسكري «6092065». نفت إسرائيل اختفاء أحد من جنودها، لكن سرعان ما أشارت إلى أنها لا تزال تحقق في الأمر.
وعرضت «القسام» هوية الجندي دون أن تعرض صورته، أو شريط فيديو يثبت أنه اختطف. وخاطب أبو عبيدة القيادة الإسرائيلية، التي نفت الخطف، بالقول: «إذا استطعتم الكذب في أعداد القتلى والجرحى فعليكم أن تجيبوا جمهوركم عن مصير هذا الجندي».
ومن غير الواضح حتى الآن إذا ما صحت رواية «القسام»، وما إذا كان الجندي آرون اختطف حيا أو مجرد جثة هامدة، أو أن عناصر «القسام» تمكنوا من اختطاف أشلاء من جثته.
وأقر الجيش الإسرائيلي بمقتل 13 من جنوده في العملية لكنه قال إنه سيتحقق من صحة ما أعلنته «القسام» حول آرون. وأكدت مصادر إسرائيلية أن قتلى «غولاني» خلال العملية التي جرت في حي التفاح، شرق مدينة غزة، تفحموا، بعد تعرضهم لهجوم داخل مركبتهم، مما عطل عملية الفحص والتشخيص، ويثبت ذلك أن الجيش الإسرائيلي تأخر في اكتشاف أن اثنين من الجنود الذين قتلوا في العملية يحملان الجنسية الأميركية.
وأقرت وزارة الخارجية الأميركية بأن أميركيين اثنين كانا من بين الجنود الإسرائيليين الـ13، الذين قتلوا في الاشتباكات في غزة، وهما ماكس شتينبرغ، وهو من سان فرناندو فالي بولاية كاليفورنيا، ونسيم شين كارميلي من جزيرة ساوث بادر، في ولاية تكساس.
وأكدت المصادر الإسرائيلية أن الجيش ما زال يجري فحوصات على الجثث، بينما شيع بعضا من القتلى، وليس كلهم.
وأظهرت صفحة الجندي آرون الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن أصدقاءه كانوا يتحرون أخباره منذ فجر أول من أمس. واستفسر منه البعض عن مكان وجوده، قبل أن يعلن آخرون أنه قتل في عمليات بغزة، وراحوا يتذكرون طفولته، وينشرون مزيدا من الصور المشتركة لهم.
ولم يصمد حساب آرون طويلا، إذ يبدو أن عائلته أغلقته بعد ساعات من إعلان «القسام» اختطافه. ومع إعلان الاختطاف، علت التكبيرات الفلسطينية في كل شارع وزقاق في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس. وخرج الفلسطينيون بعفوية غير مسبوقة، رجالا ونساء وشبانا وأطفال، وراحوا يهتفون مرة لكتائب القسام ومرة للانتقام. وحتى العائلات الثكلى التي كانت داخل مستشفى الشفاء، وفقدوا قبل قليل فقط أحباءهم في مجزرة الشجاعية، راحوا يهتفون ويغنون كمن نسي عمق الجرح.
وبدا الفلسطينيون كأنهم ينتظرون صورة «نصر»، بعدما قضوا يومهم على صورة المجازر والدم واللحم المنصهر. وهتف الفلسطينيون بصوت عالٍ: «يا قسام عيد الكرة.. اخطف جندي وحرر أسرى».
وأطلق الفلسطينيون «المنتشون» في كل المدن ألعابا نارية في الهواء، وأطلقوا العنان لأبواق السيارات تعبيرا عن الفرح. واستمرت الاحتفالات الفلسطينية حتى الفجر، ولم ينهها إلا حاجة الصائمين لتناول وجبة سحور بعدما تناولوا الحلوى في الشوارع.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.