تظاهرة حاشدة في لندن ضد «بريكست»

شارك عشرات الآلاف من البريطانيين المعارضين لـ "بريكست" في تظاهرة في وسط لندن اليوم (السبت) وفق تقديرات الجهات المنظمة، في محاولة جديدة للحؤول دون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
واتّسمت مسيرة المتظاهرين نحو مقر البرلمان بالاحتفالية والضجيج، وقد جمعت حشدا كبيرا في مسعى لا تبدو حظوظه كبيرة في إقناع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بتنظيم استفتاء ثان.
واصطحب عدد من المشاركين في المسيرة كلابهم، تلبية لمطالب الجهة المنظمة لـ"مسيرة تصويت الشعب" التي انطلقت من منطقة هايد بارك إلى قصر وستمنستر في أجواء صافية.
وسعى المشاركون في التظاهرة إلى توجيه رسالة مفادها أن "بريكست" الذي وعد به مؤيدوه قبل استفتاء يونيو (حزيران) 2016، بعيد كل البعد عما يتم التفاوض حوله حاليا. ويقول المتظاهرون إنهم كانوا ليصوتوا ضد "بريكست" لو علموا حينها الأثمان المترتبة على ذلك.
وبلغ عدد التواقيع على عريضة تطالب بتنظيم استفتاء ملزم حول أي اتفاق يتم إبرامه قبل موعد خروج بريطانيا من التكتل في مارس (آذار) 2019 950 ألف توقيع قبيل انطلاق المسيرة.
وكانت رئيسة الوزراء أعلنت بوضوح أنها لا تنوي السماح بإعادة النظر في بريكست. والاربعاء قالت في البرلمان: "يطالبون الآن باستفتاء ثان والعودة للشعب البريطاني ليقولوا له: نحن آسفون للغاية نعتقد أنك أسأت الخيار". وأضافت: "لن يُجرى استفتاء ثان. الشعب قال كلمته، وهذه الحكومة ستنفّذ قرار الشعب".
لكن وصول المفاوضات بين لندن وبروكسل إلى حائط مسدود يثير الشكوك حول ماهية الاتفاق الذي يمكن أن تتوصل إليه الحكومة البريطانية، أو ما إذا كان الاتفاق ممكنا. ومع قرب موعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، تواجه الحكومة البريطانية احتمال الخروج من دون اتفاق ينظم العلاقة مع الاتحاد، أو البقاء لسنوات في فترة انتقالية مع تعديلات سيكون أبرزها خسارة بريطانيا قدرتها على التأثير في قرارات الاتحاد.