ورد الخال: «ثورة الفلاحين» انتشل الدراما المحلية من كبوتها

قالت الممثلة اللبنانية ورد الخال، إن مسلسل «ثورة الفلاحين» ساهم في انتشال الدراما اللبنانية من كبوتها. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «هو عمل جاء في وقته في ظل هبوط نلحظه في أعمالنا المحلية والاستخفاف والتهميش الذي يعاني منه الممثل اللبناني ككل». وتتابع «مع هذا العمل القوي برهنّا أن صناع الدراما موجودون في لبنان، ومعهم تنفس الممثل والكاتب والمخرج الصعداء بعد أن كانوا يعانون من الاختناق وقلة التقدير. فهو علامة فارقة نفتخر بها على أمل أن يتكرر هذا النوع من الأعمال لتتلقفها صناعتنا المحلية».
تؤدي ورد الخال في «ثورة الفلاحين» دور لميس ابنة البكاوات التي تعاني من حالة نفسية معقدة وصعبة سببها مراحل قاسية مرت بها في حياتها. فنجحت في تمثيل دور الفتاة الشريرة التي تقدمها للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة. لفتت المشاهد بقدرتها وموهبتها في تجسيد هذا الدور مترجمة من خلاله الخبرة والتقنية والحرفية التي تتمتع بها، فتلقت الكثير من الإطراءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول أدائها. وتعلق «لقد سمعت ثناءات كثيرة حول دوري هذا، وأنا سعيدة بالأصداء التي حققتها من خلاله. فالممثل أيضاً يطرب لأدائه المشاهد تماماً كما المغنون. لكن الأهم عندي هو المصداقية في مشواري. فالموضوع يتمحور حول إقناع المشاهد ليصدقك فيعيش الحالة التي تنقلينها إليه». وعما إذا هي لا تزال تسعد بعبارات الثناء التي توجه إليها، ولا سيما أن تعليقات محبيها على وسائل التواصل الاجتماعي طالبت بأن يتم تدريس أدائها في الجامعات ترد «طبعاً أسعد بهذا الكلام، لكني لا أحب المبالغة بالأمر. فالشخصيات التمثيلية تشبه كثيرين منا في الحياة الطبيعية؛ لذلك نجيد تقديمها. ولحسن حظي أني شاركت في عمل على هذا المستوى الرفيع ولم أخيّب أمل محبي. فأنا أعلم جيداً أن لدي موقعي ومكانتي لدى المشاهد؛ وهو نتاج مشوار طويل محترم ومقدر من قِبلهم. فنجاح الممثل لا يقتصر على أدائه فقط، بل على مجموعة عناصر أخرى تساهم في تقديره واحترامه. لذلك؛ لا يجب أن يعمل الممثل على مهنته فقط، بل أيضاً على صيته ومسموعيته وأدائه في حياته العادية وهي مجموعة تؤلف هذه الهالة التي تحيط به».
وعما إذا هناك إمكانية أن تقود «لميس» ثورة الفلاحين كما تشير بعض مجريات العمل، تقول «لا أبداً؛ فهذه الإمكانية غير واردة؛ كون لميس هي ثائرة على الجميع وتكره الإقطاعيين كما الفلاحون. فوحدتها تمخضت عنها ثورة خاصة بها، وفي مجريات العمل سيستغل ابن عمتها رامح (باسم مغنية) انكسارها وجنونها وضعفها. وسنلمس هذا الضياع الذي تعيشه من خلال انفعالاتها وغضبها وهدوئها».
حضّرت ورد الخال للدور بشكل معمق تطلب منها العمل على تفاصيل صغيرة يكتنفها غموض وانفعالات وقساوة وغيرها؛ مما اضطرها إلى أن تفلت من طبيعتها. فهل ترددت قبل الموافقة على هذا الدور؟ ترد «استفزتني هذه الشخصية منذ البداية. وعندما عرضت عليّ كاتبة العمل كلوديا مرشيليان الدور، شارحة لي خطوطه العريضة لم تذكر لي عبارة (شريرة)، بل امرأة مهتزة نفسياً، عدائية وضعيفة ومكسورة. فقرأت النص وتحمست للدور الذي رحت أحيكه في خيالي وصولاً إلى الحلقة الأخيرة. هو دور صعب دون شك أحببته كثيراً فشعرت بأنه يتحداني فوافقت عليه دون تردد، خصوصاً أنه يتطلب أداءً في التمثيل، وبلغة الجسد ستلحظونها قريباً؛ وهو الأمر الذي أتعبني كثيراً».
تؤكد ورد الخال، أنها لم تقصد الغياب عن الساحة التمثيلية، بل هي تنتظر النص المناسب لكل إطلالة جديدة لها. وتوضح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، «يكذب من يقول إن هناك عروضاً كثيرة يدرسها ونصوصاً يقرأها، وإنه محتار بأي عمل يشارك. فالحقيقة عكس ذلك تماماً، وليس لدينا هذا الكم من الخيارات أبداً. وإذا كانت التجربة المعروضة عليّ لا تناسبني بمضمونها فأنا أرفضها تماماً. وعندما سئلت عن سبب غيابي قلت إنني أعمل على دور جديد يتطلب مني تحضيرات كثيرة. لم أكذب يومها، والمشاهد لمس صعوبة الدور الذي أؤديه في (ثورة الفلاحين)». لكن هل تشعرين بالحسرة عندما تكونين بعيدة عن الساحة؟ ترد «طبعاً، فهذا الأمر يحزّ في نفسي فأكون في غاية الشوق لممارسة عملي. فأنا شغوفة بالتمثيل، ولدي طاقة كبيرة تخنقني أحياناً؛ إذ أكون في أشد الحاجة إلى إخراجها من أعماقي. وأحزن في المقابل على مهنتي عندما أتابع أعمالاً لا تشارك فيها أسماء صنعت الدراما المحلية وأخرى هابطة لا تستأهل المشاهدة. لكن في غياب العمل الذي يقنعني فأنا أفضّل أن أبقى بعيدة».
تؤكد ورد الخال، أن المشاهد اللبناني بات أنضج بحيث لم يعد من السهل الاستخفاف بذوقه «لقد صار مطلعاً بنسبة عالية على الفن السابع، يفهم أصوله من خلال الإنترنت والأعمال التي يتابعها عبر (نتفليكس) وغيرها. وفي (ثورة الفلاحين) استطعنا أن نحصد المتابعين من شرائح اجتماعية مختلفة. لذلك؛ يوجد أشخاص مطلعون ومثقفون يشاهدون (ثورة الفلاحين)، وكذلك هواة المسلسلات المحلية المشغولة بشكل جيد، إضافة إلى آخرين ينتمون إلى خانة (بحضر كل شي) فكانت نسبة الإعجاب عالية جداً».
وتصف وضع الممثل عامة اليوم بالصعب؛ كونه يتخبط بين الخطأ والصح ليؤمّن على مكانته، «المزاحمة كبيرة بين الأعمال اللبنانية وتلك العربية المشتركة، وغيرها من رمضانية وموسمية. فاللعبة التي تحيط بنا كبيرة فنركض في ملعبها لا إرادياً، والممثل وحده من يختار الطريق المناسبة له». تتمنى ورد الخال أن يتطور موقع الدراما المحلية عربياً، ويتم دعم منتجيها من قبل محطات التلفزة. وتعلق «هناك موقف مسبق معتمد ضد أعمالنا عربياً وحرباً مباشرة علينا؛ فهم لا يثقون بالممثل اللبناني. إلا أن (ثورة الفلاحين) قلب هذه المعادلة، والدليل على ذلك شراؤه من قبل فضائيات عربية». أما ما يستفزها حالياً على الساحة فهو سياسة غض النظر التي يعتمدها البعض كأن يصرحون بأنهم لم يتابعوا هذا العمل الناجح أو ذاك. وتختم «جميعنا يجب أن نفخر بنجاح عمل لبناني. فإنكار الحقيقة سيؤذي صاحبه قبل أي شخص آخر. وآسفة لوجود هذا النوع من الفنانين الذين يعيشون على مجد باطل، إلا أن الحقيقة ساطعة كالشمس ولا أحد يمكنه أن يتجاهل نورها».