انتقادات حادة لـ«انفتاح» رئيس وزراء أستراليا على نقل السفارة للقدس

قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده منفتحة تجاه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إلى المدينة.
وهذه الخطوة، مثل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المثير للجدل في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي بنقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال موريسون في وقت سابق اليوم (الثلاثاء): «أعتقد أن علينا تحدي الفكر الذي يدفع هذا الجدل ويقول إن قضايا مثل دراسة مسألة العاصمة تعد من المحرمات».
وأضاف: «لم يتخذ قرار فيما يتعلق بالاعتراف بالعاصمة أو نقل سفارة... لكن ما نفعله في الوقت نفسه هو ببساطة أن نكون منفتحين على هذا المقترح».
ولاقى خطاب رئيس وزراء أستراليا انتقادات عدة، وقال محمد خيرت السفير المصري لدى أستراليا إن سفراء 13 دولة عربية اجتمعوا في كانبيرا اليوم واتفقوا على إرسال خطاب لوزيرة الخارجية الأسترالية لإبداء قلقهم.
وأضاف: «أي قرار مثل هذا قد يضر بعملية السلام... ستكون لذلك عواقب سلبية على العلاقات، ليس فقط بين أستراليا والدول العربية وإنما كثير من (الدول الإسلامية) أيضاً».
وفي سياق متصل، من المقرر أن توقع أستراليا اتفاقاً تجارياً العام الحالي مع إندونيسيا أكبر دولة في العالم من حيث عدد المسلمين، وحيث القضية الفلسطينية قضية حساسة، واحتج عشرات الآلاف على قرار ترمب.
وأكدت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في جاكرتا، دعم إندونيسيا لحل الدولتين في صراع الشرق الأوسط وحذرت أستراليا من المجازفة بزعزعة الأمن.
وقالت: «تطالب إندونيسيا أستراليا ودولاً أخرى بدعم محادثات السلام... وعدم اتخاذ خطوات ستهدد عملية السلام واستقرار الأمن العالمي».
وقال موريسون للبرلمان اليوم (الثلاثاء)، إنه على اتصال بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو لتوضيح موقفه. وقال المالكي إنه يشعر بالحزن لاحتمال انتهاك أستراليا القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وتابع أن أستراليا تجازف بالعلاقات التجارية والأعمال مع بقية العالم خصوصاً العالمين العربي والإسلامي.
ويأتي انفتاح موريسون تجاه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى هناك قبل 4 أيام من الانتخابات الفرعية في سيدني، حيث يواجه تحالف يمين الوسط الذي ينتمي له خطر فقدان قبضته على السلطة.
وستجري انتخابات على مقعد ونتوورث الشاغر الذي كان يشغله رئيس الوزراء السابق مالكولم ترنبول الذي تمت الإطاحة به في انقلاب داخل حزب الأحرار الذي ينتمي له موريسون والشريك الكبير في التحالف بين حزب الأحرار والحزب الوطني في أغسطس (آب).
وسيتحتم على موريسون التفاوض مع نواب مستقلين كي يستمر في الحكم بحكومة أقلية إذا خسر التحالف في الانتخابات يوم السبت.
وكانت أستراليا صارمة في موقفها الرافض لاتخاذ الخطوة التي اتخذها ترمب، لكن موريسون قال للصحافيين في البرلمان إنه «منفتح» الآن على فعل ذلك مع التمسك بسياسة أستراليا المؤيدة لقيام دولة فلسطينية.