الحمد الله يجري تحقيقاً في تسريب عقار تاريخي في القدس لمستوطنين

جدل فلسطيني حول الجهة التي سهّلت انتقال ملكيته

TT

الحمد الله يجري تحقيقاً في تسريب عقار تاريخي في القدس لمستوطنين

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، عن تشكيل لجنة تحقيق بشأن تسريب عقار تاريخي يقع قرب المسجد الأقصى، للمستوطنين.
وقال بيان للحمد الله، إنه «يريد أن يقف على حقيقة وملابسات قضية عقار القدس، ومساءلة الأطراف ذات العلاقة، بهدف الاطلاع على كل الوثائق المتعلقة بالموضوع، لضمان الوصول إلى حقيقة ما حدث، وإعلان نتائج التحقيق للجمهور فور انتهاء اللجنة من إنجاز مهمتها، وملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة». والعقار المعروف بعقار آل جودة، أثار جدلاً كبيراً في الشارع الفلسطيني واستياءً عارماً، وقاد إلى اتهامات متبادلة حول الجهة المتسببة في ذلك.
ونجحت جمعية استيطانية في الاستيلاء على العقار المكون من 3 طوابق على أرض بمساحة 800 متر، بعد إبراز وثائق طابو إسرائيلية رسمية، تثبت شراءهم للعقار من فلسطينيين.
وقالت الحكومة الفلسطينية إن الاستيلاء على العقار التاريخي القديم في عقبة درويش، داخل البلدة القديمة من القدس العربية المحتلة، يترافق مع الهجمة الاحتلالية الاستيطانية على حي سلوان الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، من الجنوب، وعلى سائر أحياء مدينة القدس العربية المحتلة. وطالب المجلس المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية، خصوصاً منظمة اليونيسكو، بالتدخل لمنع الاحتلال من الاستيلاء على الموروث الحضاري العربي الأصيل في مدينة القدس العربية المحتلة، والعبث بهوية المدينة العربية الإسلامية والمسيحية.
لكن اتهام إسرائيل لم يقنع كثيراً من الفلسطينيين، الذي طالبوا السلطة الفلسطينية بتوضيحات حول كيفية تسريب العقار، خصوصاً أن السلطة تدخلت لمنع تمليك العقار سابقاً للمعارض الفلسطيني فادي السلامين، وحجزت أمواله التي جُهزت لشراء العقار من آل جودة، واتهمت السلامين بأنه كان ينوي تسريبه، ثم تم بيع العقار، حسب وثائق إسرائيلية، لشخص يدعى خالد العطاري قبل أن يتم تسريب المنزل للمستوطنين.
وشن السلامين هجوماً كبيراً على قادة السلطة، واتهمهم بالمساعدة على تسريب العقار عبر العطاري، الذي نفى ذلك ثم اختفى.
وتم شراء العقار من آل جودة بمليونين ونصف المليون دولار، ولا يعرف ثمن بيعه للمستوطنين. وانقسم الفلسطينيون حول القضية، ووزعوا الكثير من الاتهامات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويمنع القانون الفلسطيني تسريب عقارات للإسرائيليين في القدس أو الضفة الغربية، وعلى الرغم من ذلك، ثمة عمليات تسريب مستمرة تجري للأراضي والمنازل.
وطالب حاتم عبد القادر وزير القدس السابق، الحكومة الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق مهنية ومستقلة لتقصي الحقائق، بشأن تسريب عقار آل جودة في القدس. وقال حاتم عبد القادر «إن الصمت الغريب والعجيب الذي تلوذ به الأجهزة الرسمية الفلسطينية حول هذه القضية، أثار لغطاً وإشاعات وأقاويل خطيرة في الشارع الفلسطيني ليس في مصلحة السلطة الفلسطينية السكوت عنها».
وحذّر عبد القادر من التزام الصمت الرسمي حول هذه القضية، التي شكّلت ضربة موجعة للقدس ومواطنيها، «ستكون له تداعيات خطيرة من شأنها المس بالسلطة الوطنية، ووضع علامات استفهام كبيرة حول موقفها في هذه القضية». وأوضح عبد القادر أن عدم كشف الحقائق للشارع الفلسطيني وعدم محاسبة المتورطين، يوجه طعنة إلى صمود المواطنين في المدينة المقدسة، ويشعل الضوء الأخضر أمام السماسرة لتسريب المزيد من العقارات في القدس.
وطالب عبد القادر، النائب العام الفلسطيني بتحمل مسؤولياته في تحريك الدعوى، واستخدام صلاحياته في التحقيق والاتهام ضد الشخص والأشخاص المتهمين في هذه القضية الذين أصبحوا معروفين للجميع.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.