تركيا: عملية أمنية لتوقيف 8 مشتبهين بالتورط في هجوم ريحانلي الإرهابي

بعد إفادة مخططه الرئيسي خلال التحقيقات

تركيا: عملية أمنية لتوقيف 8 مشتبهين بالتورط في هجوم ريحانلي الإرهابي
TT

تركيا: عملية أمنية لتوقيف 8 مشتبهين بالتورط في هجوم ريحانلي الإرهابي

تركيا: عملية أمنية لتوقيف 8 مشتبهين بالتورط في هجوم ريحانلي الإرهابي

أطلقت أجهزة الأمن التركية حملة للقبض على 8 مشتبهين بالإرهاب، في إطار التحقيقات المتواصلة مع يوسف نازك، مخطط هجوم «ريحانلي» الإرهابي الذي وقع بولاية هطاي جنوب تركيا عام 2013. وبناء على اعترافات «نازك»، الذي جلبته المخابرات التركية مؤخرا في عملية أمنية من مدينة اللاذقية السورية، تم توسيع التحقيقات المتعلقة بالهجوم المذكور، مع نيابة أنقرة والمحكمة الجنائية. وقالت مصادر في نيابة أنقرة إن «نازك» كشف خلال التحقيقات عن هوية 8 أشخاص متورطين في الهجوم الإرهابي، وعلى أثر ذلك أصدرت النيابة قرارا بالقبض على هؤلاء المشتبه بهم.
وفي 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، تمكن جهاز المخابرات التركي عبر عملية خاصة من جلب يوسف نازك، مخطط هجوم «ريحانلي» الإرهابي من محافظة اللاذقية السورية إلى الأراضي التركية. وكشفت التحقيقات مع نازك عن معلومات حول علاقة مخابرات النظام السوري بالهجوم، وأدلى المتهم باعترافات جديدة حول تفاصيل تفجير ريحانلي، الذي وقع في 11 مايو (أيار) عام 2013، وأسفر عن مقتل 53 مدنيا تركيّاً، فضلاً عن عدد كبير من الجرحى.
وخلال الاعترافات، قال نازك إن شخصا يحمل الجنسية الأميركية ويجيد اللغتين التركية والكردية بطلاقة، التقى به قبل تنفيذ عملية التفجير، وإن هذا الشخص له ارتباطات بتنظيمات إرهابية مثل «ما تسمّى (المقاومة السورية في لواء إسكندرون) التي يقودها الإرهابي معراج أورال». وبموجب هذه الاعترافات شكلت قوات الأمن التركية فريقا خاصا من 40 شخصاً بهدف الوصول لتفاصيل حول الأميركي المتهم، ومن ثمّ القبض عليه.
من ناحية أخرى، كشف نازك خلال تقديم اعترافاته عن الصلة القوية بين المخابرات السورية وتنظيم «المقاومة السورية في لواء الإسكندرون» المصنف تنظيما إرهابيا في تركيا، كما أفاد بمعلومات حول كثير من الأشخاص الذين يرتبطون بشكل مباشر مع المخابرات السورية. وقالت مصادر أمنية إن فرق مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أنقرة تواصل التحقيق مع نازك، الذي قدم معلومات مهمة حول ارتباطات تنظيم «المقاومة السورية في لواء الإسكندرون (الجبهة الشعبية لتحرير لواء الإسكندرون سابقا)» خلال التحقيق معه. وكشف نازك عن الوضع الحالي للتنظيم، المصنف تنظيما إرهابيا، وارتباطاته داخل تركيا وخارجها، وأنشطته في سوريا، فضلاً عن معلومات مهمة حول علاقة زعيم التنظيم معراج أورال المعرف لدى المخابرات السورية باسم «علي كيالي»، وقدّم كثيرا من الأسماء والعناوين التابعة له.
وطلبت وحدات من المخابرات والأمن التركيين من نازك التعرف على صور أظهرتها له لمشتبهين، وبدأت معه التحقيقات من أجل كشف هويات عملاء النظام السوري المرتبطين بالتنظيم، وارتباطاته داخل تركيا وخارجها.
وقدم نازك معلومات مهمة كشفت عن شخصية عميل المخابرات السورية «محمد» الملقب بـ«حجي»، أحد مصدري الأوامر لتنفيذ هجوم ريحانلي، إضافة إلى عملاء آخرين متعاونين معه. وكانت مصادر استخباراتية تركية قالت سابقا إن نازك المدرج على «القائمة الزرقاء» للمطلوبين في تركيا، تواصل مع المخابرات السورية وأصدر التوجيهات إلى منفذي تفجيري ريحانلي. وذكرت المصادر أن نازك اعترف خلال الاستجواب الأولي بتخطيطه للهجوم بناء على تعليمات من المخابرات السورية، وأنه أجرى بناء على التعليمات عملية استطلاع لإيجاد مواقع بديلة لتنفيذ تفجيرات داخل تركيا.
وكان تفجيران وقعا بقضاء ريحانلي في 11 مايو 2013، أوديا بحياة 53 شخصاً، وتسببا بإصابة العشرات.
كما تسبب التفجيران اللذان استهدفا مقر بلدية ريحانلي ومبنى البريد بخسائر في 912 مبنى، و891 متجرا، و148 مركبة. ويعد نازك واحدا من 8 إرهابيين مطلوبين على خلفية تفجيري ريحانلي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.