البنك الدولي يحذر من انهيار اقتصادي وشيك في غزة

كشف تقرير جديد للبنك الدولي أن الاقتصاد في قطاع غزة آخذ في الانهيار تحت وطأة الحصار وتفاقم شح السيولة في الفترة الأخيرة، وذلك على نحو لم تعد معه تدفقات المعونة كافية لتحفيز النمو.
وأوضح البنك، في تقرير نشره اليوم (الثلاثاء)، أن هذا أسفر عن وضع مثير للقلق، إذ يعاني شخص من كل اثنين من الفقر. ويصل معدل البطالة بين سكان قطاع غزة، الذين يغلب عليهم الشباب، إلى أكثر من 70 في المائة.
وسيتم تقديم أحدث تقرير للبنك الدولي إلى اجتماع لجنة الارتباط الخاصة في نيويورك في 27 سبتمبر (أيلول)، وهو اجتماع على مستوى السياسات يعقد مرتين كل عام لتقديم المساعدة الإنمائية إلى الشعب الفلسطيني.
وتعليقاً على التقرير، قالت مارينا ويس المديرة والممثلة المقيمة للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة، «لقد تكالبت عوامل الحرب والعزلة والصراعات الداخلية، تاركة اقتصاد غزة في حالة من الشلل تفاقمت معها المحن الإنسانية. إنه وضع يعاني فيه الناس الأمرّين لتلبية متطلبات الحياة الأساسية، ويكابدون أحوال الفقر المتفاقمة، واشتداد البطالة، وتدهور الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي».
ويشير التقرير إلى أن الاقتصاد في غزة في حالة انهيار شديد، إذ بلغ معدل النمو سالب 6 في المائة في الربع الأول لعام 2018، وسط مؤشرات تنبئ بمزيد من التدهور منذ ذلك الحين.
ولفت البنك إلى أنه «رغم أن الحصار الذي مضى عليه عشرة أعوام هو المشكلة الرئيسية، ثمة مجموعة من العوامل أثَّرت في الآونة الأخيرة على الوضع في غزة، منها قرار السلطة الفلسطينية خفض المدفوعات الشهرية إلى القطاع بمقدار 30 مليون دولار، والتقليص التدريجي لبرنامج معونات الحكومة الأميركية الذي يتراوح بين 50 مليون و60 مليون دولار سنوياً، وتخفيضات لبرامج وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين».
وشدد التقرير على ضرورة إتباع نهج متوازن في معالجة الأوضاع في غزة، بحيث «يجمع بين التدابير الفورية لمواجهة الأزمة، وخطوات لإيجاد بيئة مواتية للتنمية المستدامة».
وحث التقرير الحكومة الإسرائيلية على «دعم بيئة مواتية للنمو الاقتصادي عن طريق رفع القيود على التجارة، والسماح بحركة السلع والناس، التي من دونها لن يتحسن الوضع الاقتصادي في غزة أبداً».
ولفتت ويس إلى أن «رأس المال البشري الفلسطيني، الذي يغلب عليه الشباب، ويتمتع بحظ وافر نسبياً من التعليم، يمكن أن يكون مصدراً لإمكانات هائلة».