وجبات شوارع حول العالم بأقل من 5 دولارات

ازدادت ظاهرة سفر الشباب في رحلات حول العالم لاستكشاف الحضارات المختلفة قبل الاستقرار في وظيفة مدى الحياة. بعض الشباب يمد فترة هذه الرحلات إلى عام كامل قبل أو بعد مرحلة التعليم الجامعي، ولا يصطحبون معهم في هذه الرحلات إلا حقيبة على الظهر فيها كل متعلقاتهم أثناء السفر. وهي رحلات تحتاج إلى تمويل كبير لا يستطيعه معظم الطلبة المسافرين؛ لذلك فإن اعتمادهم يكون على الحياة بميزانية محدودة طوال الرحلة العالمية. وهنا نشأت فكرة البحث عن وجبات الشوارع الرخيصة التي تساهم في منح الشباب فرصة السفر لفترات أطول بميزانيات محدودة.
وفي إحصاء لمنظمة الزراعة والغذاء العالمية، تبين أن ما لا يقل عن ملياري ونصف المليار إنسان يتناولون وجبات الشوارع في أنحاء العالم يومياً. ويتناول هؤلاء طعامهم باليدين وبالخبز، ومن دون أدوات مائدة ويصنف الطعام على أنه طعام سريع.
من فوائد الاعتماد على وجبات الشوارع أثناء السفر، أنها تتيح للشباب فرصة تذوق أكلات الشعوب والاختلاط بهم والتعرف على عاداتهم. ولدى عودتهم تفيد هذه التجارب الطلبة ليس فقط في توسيع نطاق معارفهم، وإنما أيضاً في العثور على وظائف، حيث تفضل الشركات من لهم تجارب سفر متعددة، وخصوصاً من له نشاطات خيرية، عن مجرد طلبة بدرجات دراسية جيدة.
وهذه النخبة من أطعمة الشوارع المشهورة حول العالم تتميز فيما بينها بأنها رخيصة، وتقل في ثمنها عن خمسة دولارات للوجبة، وأحياناً أقل بكثير من هذا الثمن. وتتيح هذه الوجبات إمكانية المعيشة اليومية بأقل من 15 دولاراً مخصصة للطعام على ثلاث وجبات، أي نحو 450 دولاراً لكل شهر من شهور السفر.
> «ماسالا دوسا» (الهند): وهي وجبة منتشرة في الولايات الجنوبية من الهند، وتتميز بالنكهة الطازجة والسعر الرخيص الذي يقل عن دولارين أحياناً، وتوفر نسبة كبيرة من الطاقة والسعرات الحرارية للشباب. وأشهر منافذ بيعها يقع في مومباي ويسمى أناند، وهو يوفر كميات كبيرة لكل وجبة ومذاق متميز لها مع بعض الخبز الطازج.
> «بوتين» (كندا): وهي وجبة متنوعة المكونات، وتعتمد أساساً على البطاطس المقلية والجبن واللحوم المغطاة بصلصة اللحم. وهي وجبة مصدرها مقاطعة كوبيك الفرنسية، ويقترب معنى الاسم من «الخلطة» التي تأتي مختلفة بين منفذ بيع وآخر. ولا تبدو الوجبة جذابة في شكلها، لكنها لذيذة الطعم وتجذب زبائن جدداً يومياً. ولا يزيد ثمن الوجبة في المتوسط على أربعة دولارات. ويقام مهرجان سنوي في مدينة أوتوا يسمى مهرجان بوتين، حيث يقتصر الطعام المتاح فيه على تنوعات وجبة بوتين.
> «كاري فورست» (ألمانيا): وهو ببساطة نوع من السجق الألماني المقطع، بالإضافة إلى البطاطس المقلية، وعليها نوعان من الصلصة: كاتشاب وصلصة الكاري. ولا تبدو الوجبة شهية بالنظر إليها، لكنها تنتشر بين الألمان، ويقبل عليها السياح والزائرون أيضاً. وهي وجبة ذات مذاق جيد ولا يزيد ثمنها على ثلاثة دولارات. وتتاح الوجبة في كل أنحاء ألمانيا، خصوصاً في العاصمة برلين، وأشهر منافذ بيعها اسمه «كاري 36» في برلين.
> «باستيل دي ناتا» (البرتغال): وهو نوع من الكعك المغطى بالكاسترد، ويتكون من الطحين والسكر وصفار البيض والزبد. ويباع الكعك من عربات تطوف به المناطق المزدحمة والأسواق. ولا يزيد ثمن الكعكة الواحدة على دولار، ويمكن تناول ثلاث كعكات في وجبة واحدة. وأشهر منافذ بيع هذا النوع من الكعك يقع في العاصمة لشبونة واسمه مانتيغاريا.
> «جيرك تشكن» (جامايكا): وتشير كلمة «جيرك» إلى أسلوب الطهي، وأيضاً إلى مواقع بيع هذه الوجبة من الدجاج المشوي، وهي أكواخ صغيرة تنتشر على جوانب الطرق. وتباع الوجبات حريفة المذاق مع أطباق من الأرز والبازلاء. وتطهى الوجبة على نيران أخشاب البيمنتو التي يمكن تمييزها من على بعد أميال. ثمن الوجبة لا يتعدى أربعة دولارات، وأفضل الأنواع مذاقاً تباع في مدينة كنغستون من منفذ يطلق على نفسه اسم «سويتوود جيرك جوينت».
> «باد تاي» (تايلاند): وهي وجبة مرنة تتكون من شعرات النودل وبعض المكونات الأخرى التي تطهى طازجة على النار أمام المشتري بأسلوب القلي السريع (ستير فراي). ويقال إن أصل الوجبة صينية، لكنها ترتبط الآن بتايلاند كوجبة شعبية محببة. ولا يزيد ثمن الوجبة على دولارين. وهناك الكثير من منافذ بيع هذه الوجبة في بانكوك، ومنها «باد تاي سماي» الذي يتخصص في الوجبة ويقدمها بأحجام ومستويات عدة.
> «تشوروس» (إسبانيا): وهو أحد أفضل وجبات الشوارع طعماً، خصوصاً بعد إضافة الشوكولاته السائلة إليه. وهو يتكون من أصابع الطحين المقلي مثل الدونات، ويأتي مع أكواب من الشوكولاته السائلة التي يغمس فيها المشتري أصابع «تشوروس». الثمن لا يزيد على أربعة دولارات، وتنتشر منافذ البيع في كل أنحاء إسبانيا من شمالها إلى أقصى جنوبها في الأندلس.
> «كوتو روتي» (سريلانكا): وجبة تنتشر في شرقي البلاد، ويتم فيها خلط الخبز مع اللحم والبيض في إناء على النار مع التوابل. ويتم طبخ الوجبة على إيقاع الموسيقى بحيث تكون تجربة مشاهدة إعداد الوجبة جزءاً من الاستمتاع بها. ولا يزيد ثمن الوجبة على دولارين. وتوفر بعض منافذ البيع طاولات جماعية لتناول الوجبة وتتخصص عائلات في تقديم «كوتو روتي» على الشواطئ القريبة من مناطق الجذب السياحي.
> الفلافل أو الطعمية (مصر): تعد الفلافل، أو الطعمية كما تسمى في مصر، من أشهر وجبات الشوارع، إضافة إلى الفول والكشري. وهي الآن تنتشر على نطاق عالمي، وأيضاً في دول المشرق مثل الأردن وفلسطين ولبنان، حيث تصنع من الحمص بدلاً من حبوب الفول. ويضاف إلى خلطة الفلافل المصرية الخضراوات المكونة من البقدونس والكزبرة والبصل الأخضر والثوم والكمون. ويعتبرها الزائرون من الوجبات النباتية الصحية. ولا يزيد ثمن وجبة الفلافل على دولار واحد، وتشتهر الكثير من منافذ البيع والمطاعم الشعبية بتقديم الوجبة في القاهرة ومدن الأقاليم.