تعامد الشمس على معابد «هابو» بالأقصر في يوم الاعتدال الخريفي

تعامدت الشمس صباح اليوم (الجمعة)، على معابد «هابو» الفرعونية غربي الأقصر بجنوب مصر، فيما يسمى بيوم الاعتدال الخريفي، حيث تتساوى ساعات الليل بالنهار.
وتسللت أشعة الشمس، لتضيء الأعمدة الثمانية التي نقشت عليها صور الملك رمسيس الثالث وهو يقدم القرابين للآلهة في الصالة الثانية من بهو الأعمدة بمعابد هابو، التي تعد واحدة من أكبر المعابد في مصر القديمة.
كما ربطت أشعة الشمس بين معابد الكرنك الشهيرة في شرق مدينة الأقصر، ومعابد هابو في غرب المدينة، بزاوية 90 درجة، في ظاهرة وصفها الباحثون بالفريدة، لتضيء رحلة انتقال الإله آمون من مقره وسط معابد الكرنك إلى جبانة طيبة في البر الغربي للأقصر، لزيارة الأسلاف القدامى الذين دُفِنوا في معابد هابو، وهو الانتقال الذي عُرِفَ قديما باسم «مواكب الاحتفالات العشرية» في مصر القديمة.
وبحسب تصريحات الدكتور أحمد عوض، الباحث المتخصص في رصد الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية القديمة، لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم (الجمعة)، فإن ظاهرة تعامد الشمس على أعمدة ولوحات الملك رمسيس الثالث في معابد هابو، وربط أشعة الشمس بين معابد الكرنك ومعابد هابو تتكرر مرتين في العام، الأولى في يوم الاعتدال الربيعي في يوم 21 مارس (آذار)، والثانية في يوم الاعتدال الخريفي الذي يوافق 21 من شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام.
وكان فريق بحثي مصري برئاسة «عوض» وعضوية أيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، والطيب محمود الباحث في علوم المصريات، قد تمكن من رصد 17 ظاهرة فلكية بالمعابد والمقصورات المصرية القديمة في محافظات الجيزة والأقصر وقنا وأسوان والوادي الجديد، وذلك بموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية.
وقال أيمن أبو زيد، عضو الفريق البحثي، ورئيس الجمعية الراعية لمشروع رصد الظواهر الفلكية بمعابد ومقصورات مصر القديمة، إن ظاهرة ربط الشمس بين معابد الكرنك وهابو، وانتقال أشعة الشمس من عمود إلى آخر في البهو الثاني للأعمدة داخل معابد هابو، هو تأكيد على تمكن قدماء المصريين من علوم الهندسة والعمارة والفلك «بأصالة واقتدار يصل إلى حد المعجزات».