آلين لحود: فكرة الهجرة تراودني في ظل أجواء الفن الفاسدة

تحضّر لتصوير أغنيتها الجديدة «شيالو»

تستعد الفنانة الين لحود لدخول عالم السينما من خلال قصة تكتبها بنفسها
تستعد الفنانة الين لحود لدخول عالم السينما من خلال قصة تكتبها بنفسها
TT

آلين لحود: فكرة الهجرة تراودني في ظل أجواء الفن الفاسدة

تستعد الفنانة الين لحود لدخول عالم السينما من خلال قصة تكتبها بنفسها
تستعد الفنانة الين لحود لدخول عالم السينما من خلال قصة تكتبها بنفسها

قالت الفنانة آلين لحود إن المسرح في لبنان وحده الذي لا يزال محافظاً على مستواه الفني بلا محسوبيات. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد مرت ثلاث سنوات من دون أن أشارك في مسلسل تلفزيوني. وفي المسرح أجد نفسي، حيث أستطيع تقديم الفن على المستوى المطلوب، وأي دور أؤديه على الخشبة أتفاعل معه بشكل كبير، ومن بعده تصبح أدوار التمثيل في المسلسلات أسهل». وتتابع: «منذ عام 2015 وأنا بعيدة عن أجواء الدراما رغم أنه عُرضت عليّ أدوار عديدة. كنت يومها منشغلة بتصوير برنامجي التلفزيوني (ميوزك ميكس)، كما أنها بالمجمل لم تقنعني، فأنا لا أجامل على حساب قناعاتي وتهمني نوعية العمل بالدرجة الأولى. فالبطولة لا تهمني على قدر ما أفضل تقديم شخصية تُحدث عندي التحدي فتسمح لي بتطوير نفسي على دور باهت لا يضيف إلى مسيرتي».
تستذكر آلين لحود، ابنة الفنانة الراحلة سلوى القطريب والمخرج المسرحي ناهي لحود، وتقول: «اليوم استوعبت ما كانا يردده والداي على مسمعي (شو بدك بهالشغلة) وبأن طريق الفن شائكة ولن أستطيع تحمل شوائبها. ولذلك تراودني حالياً فكرة الهجرة في ظل المستوى الفني الهابط السائد على الساحة والأساليب الملتوية التي تمارس فيه لتحقيق النجاحات. أحزن كثيراً عندما أتطلع حولي وأجد مبالغ المال التي يدفعها بعض الفنانين هنا وهناك كي يحافظوا على مكانتهم وأعمالهم. فالموسيقى الأصيلة ليست بحاجة إلى ذلك والدليل على ذلك هي ظاهرة تجديد الأغاني القديمة وتقديمها من قبل مغنين حديثين. كما آسف لاكتشافي أقنعة يعيش وراءها كثر كنت أعتقد أنهم أشخاص خلوقون. لم يتجرأ أحد على وضع حد للفلتان الذي يحيط بنا، وبكل أسف يمكنني القول إن الفن اليوم يعيش فساداً ملحوظاً».
تستعد آلين لحود لتصوير أغنية جديدة لها بعنوان «شيالو» التي تقدمها باللهجة البدوية اللبنانية. وهي تحضّر لتصويرها وتوقيع عملية إخراجها لا سيما أنها درست الإخراج والتمثيل. والأغنية من كلمات مروان مزهر وألحان نادر خوري (أحد أعضاء الفريق الغنائي «الفرسان الأربعة»)، وتوزيع عمر صباغ، ومن إنتاجها.
«لقد شعرت بأنه آن الأوان لأقوم بهذه المهمة خصوصاً أنني سبق وقدمت عملين مصورين وثائقيين، وشاركت في وضع اسكريبت أغنيتي السابقة (ذكرني باسمك)».
وعن الفكرة التي تنوي تنفيذها في الكليب تقول: «أجواء الأغنية في حد ذاتها ولّدت لديّ الفكرة التي سأنفّذها في أواخر الشهر الحالي سبتمبر (أيلول)». وتتابع في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أحب تقديم فكرة ترتكز على قصة معينة، فهذا الأمر يلفتني من زمان، فيكون الكليب بمثابة فيلم قصير يتضمن عناصر فنية مختلفة. فعلى الكليب أن يخدم صاحبه بالصورة وبالموضوع، ولو تطلب منه الأمر التمثيل بدل الغناء. ومع (شيالو) شعرت بأن الوقت حان لترجمة رؤيتي الإخراجية في مجال الأغاني المصورة».
وتعد آلين لحود المخرجة اللبنانية نادين لبكي أول من حقق نقلة نوعية في مجال تصوير الأغاني. «لاحظنا جميعنا ذلك منذ انطلاقتها الأولى مع نانسي عجرم وكذلك مع ماجدة الرومي وغيرهما. فلفتتنا بأفكارها وبطريقة إدارة المغنين، كما أنها ميّالة إلى استخدام القصة في الكليب». وتؤكد لحود أنها سبق ولجأت إلى هذا الأسلوب في أغنية صوّرتها للجيش اللبناني بعنوان «سلام لجيشنا العظيم» التي غنّتها وصوّرتها بهذه الطريقة.
من ناحية ثانية تتطلع لحود إلى دخول عالم السينما من خلال قصة بدأت في كتابتها منذ فترة. «تأخرت في إنجاز القصة وسيناريو الفيلم لانشغالاتي في أعمال المسرح والتلفزيون. اليوم سأتفرغ لها على أمل إيجاد جهة إنتاجية لتنفيذه».
وعن رأيها في صناعة السينما اللبنانية تقول: «لدينا محاولات ناجحة في هذا الإطار ولكن تنقصنا شركات إنتاج تثق بقدرات كتابنا ومخرجينا وممثلينا. كما أننا بحاجة إلى من يهتم بتبني الأعمال التي ترتكز على سينما الثقافة لتلفت الغرب فتخرج من جلباب الأعمال المحلية المحدودة الانتشار».
وعما إذا كانت الأفلام السينمائية الحديثة التي تعتمد على أفكار غريبة وغامضة تلفتها ترد: «لطالما تألفت أعمال السينما من مروحة غنية من الموضوعات، ولكنّي أميل بشكل أكبر إلى البسيط منها الذي يشبهنا بتفاصيل قصته. قد تستقطب الأفلام التي تتحدثين عنها شريحة من النخبة ولكن بشكل عام فإن الغالبية تحب مشاهدة أفلام سينمائية تحكي عن مجتمعاتها. ففي النهاية الأمر يتعلق بالذوق العام للمشاهد تماماً كما في صناعة الأغاني. فنلاحظ أن البسيطة منها والتي تتضمن رسائل اجتماعية بذكاء وبساطة هي التي تضرب على الساحة. ومن هذا المنطلق نجحت نادين لبكي بأفلامها التي حاكت بها اللبناني بلسان حاله».
تتابع آلين لحود الأفلام السينمائية اللبنانية وتعلّق: «شاهدت مجموعة كبيرة منها وبعضها لفتني بموضوعاته القريبة من الناس ولكن بشكل قليل. فلدينا محاولات في هذا المجال ولكننا لم نبلغ بعد المستوى المطلوب فيها. واليوم أتطلع إلى مشاهدة فيلم نادين لبكي الجديد (كفرناحوم) وأتوقع أنه لا يقل أهمية عن سابقيه بالتأكيد».


مقالات ذات صلة

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».