أنقرة: اتفاق إدلب يدعم العملية السياسية

TT

أنقرة: اتفاق إدلب يدعم العملية السياسية

أعلنت تركيا أن قمة سوتشي التي عقدت الاثنين الماضي بين الرئيسين رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين حول إدلب استهدفت منع وقوع كارثة إنسانية في المدينة. واعتبرت أنها ستمهد الطريق لدفع العملية السياسية في المنطقة. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع موسكو بشأن محافظة إدلب السورية، عقب القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بمدينة سوتشي كان خطوة لوقف نزف الدماء.
وقال إردوغان، في كلمة أمس خلال احتفالية لقدامي المحاربين أقيمت في أنقرة أمس (الأربعاء): «لقد سعينا لوقف نزف الدم في إدلب، واتخاذ الخطوات اللازمة لذلك، وعليه جرى تحديد 12 مادة والتوقيع عليها، (في إشارة للاتفاق مع موسكو)». وأضاف: «هذه الخطوة كانت من أجل تحقيق السلام خارج حدودنا، ونأمل أن تتبعها خطوات».
في السياق ذاته، قال المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، أمام أعضاء مجلس الأمن في جلسة عقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك الليلة قبل الماضية، إن الاتفاق استهدف المحافظة على منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشيراً إلى أنه يهيّئ الظروف اللازمة لمنع وقوع كارثة إنسانية، ويمهد الطريق للنهوض بالعملية السياسية.
وأضاف سينيرلي أوغلو أن الظروف الإنسانية باتت «رهيبة» في إدلب، ولذلك تهدف مذكرة التفاهم التي وقعت بين أنقرة وموسكو، في المقام الأول، إلى تجنب مأساة وشيكة يواجهها الناس هناك.
وشدد على أن الاتفاق لن يمنع الهجوم العسكري فحسب، بل سيساهم أيضا «في تسريع العملية السياسية، وإيجاد حل تفاوضي في سوريا».
ولفت إلى أن تركيا ترغب في تسريع الجهود من أجل إنشاء لجنة شاملة وذات مصداقية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، ومعالجة التطلعات المشروعة للشعب السوري من أجل مستقبل ديمقراطي.
كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ذكر في لقاء مع سفراء عدد من الدول الأجنبية في أنقرة أول من أمس أن اتفاق قمة سوتشي بين الرئيسين التركي والروسي بشأن محافظة إدلب السورية يعد مكسباً مهماً للدول المعنية ولسكان إدلب. وأكد أكار، في الوقت ذاته، أن بلاده ستواصل أنشطتها العسكرية المتعلقة بإدلب، بالتنسيق مع روسيا، قائلا إن تركيا تتعامل مع أكثر من تهديد في المنطقة، وتكافح في هذا الإطار تنظيمات إرهابية مختلفة. وشدد على أن بلاده تحترم وحدة وسلامة أراضي جميع جيرانها، وعلى رأسها سوريا والعراق، وأنها «لم ولن تبقى مكتوفة الأيدي أيضا تجاه الاعتداءات التي تنطلق من دول الجوار ولن تسمح في هذا الإطار بتشكيل (حزام إرهابي) من جانب وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا».
وقالت مصادر عسكرية إن تركيا سترسل المزيد من قواتها إلى محافظة إدلب بعدما أبرمت اتفاقا مع روسيا جنب المحافظة السورية هجوما عسكريا من جانب قوات النظام ورحبت به المعارضة التي قالت إنها قضت على آمال الرئيس بشار الأسد في استعادة سيطرته الكاملة على سوريا.
ورحبت دمشق بالاتفاق الذي أعلن يوم الاثنين لكنها تعهدت بمواصلة حملتها لاستعادة «آخر شبر» من الأراضي السورية، وقالت إيران، حليف الأسد أيضا، إن «الدبلوماسية المسؤولة» جنبت إدلب الحرب «بالتزام صارم بمحاربة التطرف».
وأسهم دور تركيا على الأرض في إدلب في تعقيد خطط الأسد لاسترداد شمال غربي البلاد حيث تنشر عسكريين في 12 موقعا بإدلب ضمن إطار اتفاق مناطق خفض التصعيد في آستانة، وتزود بعض قوات المعارضة بالسلاح.
وحذر خبراء من أن تنفيذ الاتفاق يواجه تحديات كبيرة، خاصة كيفية التمييز بين المتشددين وغيرهم من مقاتلي المعارضة وهو أمر تسعى أنقرة لتنفيذه منذ فترة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن «المعارضة المعتدلة» ستحتفظ بأسلحتها، وإنه «سيتم تطهير المنطقة من المتشددين، لافتا إلى أن تركيا سترسل المزيد من قواتها، وإن نقاط المراقبة الأمنية التركية ستظل كما هي في إدلب.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.