قناة سعودية رسمية تعتزم إطلاق أول برنامج مواهب غنائية

الشريان لـ«الشرق الأوسط»: القناة الجديدة حققت المركز الثاني في نسبة المشاهدات

داود الشريان
داود الشريان
TT

قناة سعودية رسمية تعتزم إطلاق أول برنامج مواهب غنائية

داود الشريان
داود الشريان

خاضت قناة «SBC» التي أطلقتها هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية تجربة وضعتها أمام اختبار حقيقي للتنافس على كعكة المشاهدات خلال رمضان الماضي. سعت القناة التي وُلِدت خلال أربعة أشهر إلى استقطاب المشاهد صوب قناة تطلقها جهة رسمية وهو تحدٍّ آخر.
ولقياس مدى النجاح، سألت «الشرق الأوسط» داود الشريان المدير التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية عن أبرز الأرقام، فقال: «وفقاً لاستطلاعات شركة (إيبسوس) حققنا المرتبة الثانية من حيث نسب المشاهدات».
وأعلن الشريان في حديث عبر البريد الإلكتروني، أن القناة ستطلق برنامجاً غنائياً للمواهب السعودية، ليكون أول برنامج من هذا النوع تبثه قناة تشرف عليها جهة رسمية سعودية، مشدداً على أن الانطلاقة الحقيقية للقناة ستكون متزامنة مع اليوم الوطني الـ88 «انطلاقتنا الحقيقة ستعكس توجه الهيئة لتطوير صناعة الإعلام السعودية لتواكب آخر التطورات الحالية في المنطقة».
وصحَّح المدير التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون مفاهيم كان يجري تداولها في السابق، أبرزها أن موارد القناة الإعلانية تذهب إلى شراء البرامج والمسلسلات والأفلام.
الشريان يعتبر أن القناة «ستعكس توجه الهيئة لتطوير صناعة الإعلام السعودية لتواكب آخر التطورات الحالية في المنطقة»، ويكرر دائماً بأن المشاهد السعودي «سيرى نفسه» في هذا القناة، «وسنقدم له باقة واسعة من البرامج الترفيهية والمسلسلات الحصرية المحلية والعربية».
وفيما يلي نص الحوار:
> ما أبرز ثلاثة برامج تراهنون على أنها ستحمل القناة وتنافس على المستوى المحلي؟
- لا يمكن حصر البرامج المميزة في ثلاثة فقط، لأن استراتيجيتنا تعتمد على المحتوى المحلي، وذلك بالعمل مع أهم بيوت الإنتاج المحلية والعالمية التي تملك الخبرة والمعرفة الإنتاجية الاحترافية، فأنتجنا مجموعة كبيرة من البرامج التي أثبتت قيمتها بتقديم وجوه سعودية بطريقة بصرية عالمية ولكن بقالب محلي بنسبة 100 في المائة. لذلك سيستمتع مشاهدونا بـ«نجم السعودية» وهو البرنامج الغنائي السعودي الأول للمواهب الغنائية من الشباب والشابات، بالإضافة إلى برنامج «رحّال» حيث سيتنقل فيه شابان سعوديان داخل مركبة بين المدن السعودية لاكتشاف ثقافتنا والهوية التي تميز كل منطقة بقالب ترفيهي يغلب عليه طابع التحدي بين المقدمين، وهناك برنامج «أحب السعودية» حيث سيتيح للمشاهدين فرصة التعرف على وطنهم بطريقة مسلية وجديدة، وغيرها كثير من البرامج.
> هل أنتم راضون عن الفترة الماضية؟
- الفترة الماضية كانت لنا بصمة واضحة في الخريطة البرامجية الرمضانية، حيث تمكّنّا من وضع القناة في سباق الأفضلية في عدة برامج رغم أننا أطلقنا القناة خلال أربعة أشهر، وهذه سابقة في سرعة إطلاق القنوات، على المستويين الإقليمي والعالمي، لذا تعد الفترة الماضية أكبر حافز لنا لتقديم الأفضل في الفترة المقبلة، كما أؤكد أن الأهم بالنسبة لنا كسب ثقة المشاهد السعودي، الذي يبحث عن كل جديد.
> ما أبرز ملامح التغيير التي تختلف في الانطلاقة الفعلية للقناة عن الانطلاق التجريبي؟
- في المرحلة الأولى التجريبية حصلنا على أبرز الأعمال المحلية والعربية وكنا الأقوى في المحتوى بشهادة الجميع مما أثر إيجاباً على نسب المشاهدة، وكان هدفنا إيصال رسالة واضحة لجميع أطراف السوق الإعلامية في المنطقة وكبار منتجي العالم أن المملكة قادمة بذراعها الإعلامية الحكومية للدخول لسوق المحتوى الإنتاجي. كما كانت لنا فرصة التعرف على ما هو مطروح من خيارات إنتاجية متطورة على مستوى العالم، فكانت لنا زيارات لبريطانيا والولايات المتحدة لبحث سبل التعاون مع كبرى الشركات مثل «BBC» و«ITV»، وذلك لنقل رؤية المملكة التي يقودها ولي العهد من خلال قنوات التلفزيون السعودي، وتعريفهم بالخطط التي نسعى لتنفيذها من بداية شهر سبتمبر (أيلول)، التي تعتمد على نقل الإمكانيات التقنية والأفكار الإبداعية وسعودة نكهتها لتلائم ذائقة المشاهد السعودي، كما سنسهم في تأهيل الكوادر الوطنية وتطوير المحتوى المحلي. في حين تتزامن المرحلة الثانية مع ذكرى اليوم الوطني الـ88، لتكون انطلاقتنا الحقيقة التي ستعكس توجه الهيئة لتطوير صناعة الإعلام السعودية لتواكب آخر التطورات الحالية في المنطقة.
> هناك أنباء تفيد بأن العائد الإعلاني لا يذهب مباشرة للقناة؛ فهل استطعتم إيجاد طريقة تجعل من العائد رافداً للقناة يغذي ميزانيتها ويمنحها مزيداً من المرونة والسرعة في التطور؟
- هذا غير صحيح مطلقاً. العائد الإعلاني يودع مباشرة في حسابات التلفزيون السعودي، ويجري إنفاقه على شراء البرامج والمسلسلات والأفلام.
> هل أنتم راضون عن أداء القناة في وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني؟ وهل هناك خطة لتطوير المنصتين بالتوازي مع الانطلاقة الفعلية للقناة؟
- كما أسلفتُ؛ الفترة الماضية كانت للتقييم والتطوير ونحن مع الفريق الشاب نعمل على مدار الساعة للتطوير والتحسين، حتى نستطيع خلق منصات رقمية مؤثرة، لكن هذه المنصات تحتاج إلى محتوى تنافسي قوي وهو ما نسعى إليه في الفترتين الحالية والمقبلة؛ إن شاء الله، لذلك نحن حريصون على تهيئة منصات رقمية تسهل وصول أكبر شريحة ممكنة من المتابعين، ومن هنا انطلقت شاشتكم.
> هل نستطيع الحصول على أرقام لنسب المشاهدات؟
- وفقاً لاستطلاعات شركة «إيبسوس» حققنا المرتبة الثانية من حيث نسب المشاهدات، والمركز الأول حسب استطلاعات «بارك» في موسم رمضان، وهما المعياران اللذان تحتكم إليهما الشركات الإعلانية والقنوات الفضائية.
> بماذا تعدون المشاهد السعودي عبر «sbc»؟
- سيرى المشاهد نفسه في هذا القناة، وسنقدم له باقة واسعة من البرامج الترفيهية والمسلسلات الحصرية المحلية والعربية، مما سيمكننا من دخول منظومة العمل الإعلامي الهادف، كما سنعمل على استقطاب كل المواهب السعودية الشابة، المحترفة والهاوية، لتصبح قناة سعودية بقيادات ووجوه وإبداع سعودي، تعتمد على الترفيه والإبهار البصري بجودة عالية، لتجذب أكبر نسبة من الجمهور إلى شاشتها.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».