> هناك ثلاث طرق وحيدة تؤدي بالشخص إلى مزاولة الإخراج. وهي الدراسة أو شراء كاميرا والبدء بتصوير أي شيء أو العمل داخل مؤسسة سينمائية كمساعد مخرج أو مساعد مونتير أو مساعد أي مهنة أساسية أخرى، أو يكون ممثلاً.
> هوليوود الأولى عمدت إلى الطريق الثالث: المخرجون حينها كانوا يأتون من وراء العمل في مهن أخرى كإدارة المجاميع أو العمل في التوليف أو كمساعد في الإنتاج. المخرج روبرت ألدريتش اشتغل موظفاً في مكتب أحد المنتجين ثم دلف إلى العمل كمساعد ثان ثم كمساعد أول قبل أن يحقق عمله الأول كمخرج سنة 1953. وقس عليه الكثير من الأمثلة.
> بالنسبة للدراسة في الأكاديمية فهي باتت الاختيار الأول منذ أربعين سنة أو نحوها لكونها توفر المنهج الذي يقوم الإخراج عليه مروراً بعناصر ما قبله (كالسيناريو) وما بعده (المونتاج) ولأن الطالب سيتاح له تحقيق فيلم أو اثنين قبل فيلم تخرجه.
> الثالثة تحتاج إلى دراية وموهبة وكاميرا ينطلق بها الراغب ليصور ما يريد بالشكل الذي يريد مبتدعاً أسلوبه ومنهجه، لكن هذا لن يتم قبل تجارب كثيرة معظمها فاشل في ناحية أو أكثر.
> في كل هذه الوسائل لا بد من المعرفة المسبقة. من الإلمام بالتاريخ والحاضر. لا يكفي أن يتخذ المرء قراره وينطلق لتنفيذه كما لو أن السينما وُلدت معه كما هي اليوم. ولا يمكن التعلم من أفلام الميزانيات الضخمة والأعمال التي تنبذ الذات وتقبل على أنواع الترفيه والحكايات المسلية.
> رغم هذا يختصر الكثيرون الطريق فيصوّرون فيلماً ركيكاً يستند إلى مقوّمات إنشائية صيغت كسيناريو ويسارعون عبره لحمل لقب «مخرج». التصوير السريع والسهل، نسبياً، لكاميرا الدجيتال زاد من الطين بلّـة وعلى ضرورته، في هذا العصر الاقتصادي الصعب، فإن القلة فقط تستطيع أن تستخدمه لتحقيق الفيلم الجيد وغالباً لأنها شاهدت الأفلام الأساسية والكلاسيكية في تاريخ السينما أولاً.
م. ر