غضب فلسطيني بعد حجب مساعدات أميركية عن مستشفيات في القدس الشرقية

فلسطينيون يحتجون على قطع المساعدات عن «الأونروا» أمام مقرها الرئيسي في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتجون على قطع المساعدات عن «الأونروا» أمام مقرها الرئيسي في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

غضب فلسطيني بعد حجب مساعدات أميركية عن مستشفيات في القدس الشرقية

فلسطينيون يحتجون على قطع المساعدات عن «الأونروا» أمام مقرها الرئيسي في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتجون على قطع المساعدات عن «الأونروا» أمام مقرها الرئيسي في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

قررت الولايات المتحدة حجب أكثر من 20 مليون دولار عن المستشفيات الفلسطينية في القدس المحتلة، بعد أيام من قرار وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بشكل كامل. واتخذ القرار الأميركي الجديد رغم ضغوطات مارستها مجموعات مسيحية تدعم هذه المستشفيات الأهليّة في القدس الشرقية.
واستهدف قرار حجب المساعدات المالية مستشفيي «أوغوستا فيكتوريا (المُطّلع)»، وهو مستشفى كنسي عريق إلى جوار جبل المشارف، و«سانت جورج (الفرنساوي)»، وهو أحد أهم المستشفيات التخصصية لعلاج أمراض العيون في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الأميركيّة إن «المبلغ سيتم تحويله إلى أهداف أخرى في الشرق الأوسط». والمبلغ المذكور أقره الكونغرس من أجل دعم مستشفيات القدس العام الماضي. وهاجم مسؤولون فلسطينيون القرار الأميركي، ووصفه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني بأنه استكمال للضغوط والإجراءات التي تقوم بها إدارة الرئيس دونالد ترمب ضد الفلسطينيين. وقال مجدلاني إن «تلك الإدارة أصبحت شريكاً رسمياً مع الاحتلال في فرض الحصار»، واتهمها بأنها «تحارب» الفلسطينيين «في الأمور الإنسانية». وتابع: «في الوقت الذي تتباكى فيه إدارة ترمب والاحتلال على قطاع غزة تحت حجة الوضع الإنساني، ها هي تنكشف لعبتها السياسية، بمحاصرة مستشفيات القدس التي تقدم خدمات إنسانية وطبية وبعيدة كل البعد عن الأمور السياسية».
وأكد أن القيادة الفلسطينية «لن تتخلى عن مستشفيات العاصمة (القدس) بل ستبذل كل جهودها في سبيل بقاء هذه المشافي بتقديم الخدمات الطبية». ووجه مجدلاني دعوة للاتحاد الأوروبي لتعويض المبلغ الذي أوقفته إدارة ترمب.
كما أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي القرار الأميركي وقالت إنه يأتي في إطار «هجمة منظمة».
وأصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بياناً اتهمت فيه الإدارة الأميركية بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية. وقالت: «هذا التصعيد الأميركي الخطير وغير المبرر تجاوز لجميع الخطوط الحمراء وعدوان مباشر على الشعب الفلسطيني بما في ذلك البعد الإنساني، حيث يهدد هذا القرار حياة الآلاف من المرضى الفلسطينيين وعائلاتهم، ويلقي إلى المجهول مستقبل آلاف العاملين في هذا القطاع ومصدر رزق أبنائهم».
وأكدت الوزارة أن هذا التصعيد الخطير «يلقي بظلاله القاتمة على جميع الدول التي تدعي الحرص على المنظومة الدولية والشرعية الدولية وقراراتها، وتلك الدول أيضاً التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان بما فيها حقه في الحياة وفي العلاج، الأمر الذي بات يتطلب أكثر من أي وقت مضى صحوة ضمير تجاه معاناة شعبنا، ويستدعي وقفة جدية في وجه هذا التغول والظلم الأميركي لشعبنا وحقوقه».
وانتقاد خطوة الإدارة الأميركية لم يقتصر على الفلسطينيين فحسب؛ فقد حذّر المسؤول السابق في «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، ديب هاردن، من أن هذا القرار قد يؤدّي إلى «انهيار» شبكة المستشفيات في القدس المحتلة، خصوصا أنه سيضر بمرضى السرطان في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يعتمدون على هذه المستشفيات. وتحوّل السلطة في العادة مرضى من الضفة وغزة إلى هذه المستشفيات في سبيل دعمها.
وجاء القرار الأميركي بعد أسابيع من التردد، لكنه اتخذ في ضوء تصريحات لترمب نفسه قال فيها إنه «سيستمر في قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين» ما لم توافق قيادتهم على مناقشة خطة سلام تهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية؛ (الخطة المعروفة بـ«صفقة القرن»).



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.