السلطات المصرية تلقي القبض على قيادات بارزة في الجماعة الإسلامية

حاولوا الهرب عبر الحدود السودانية

السلطات المصرية تلقي القبض على قيادات بارزة في الجماعة الإسلامية
TT

السلطات المصرية تلقي القبض على قيادات بارزة في الجماعة الإسلامية

السلطات المصرية تلقي القبض على قيادات بارزة في الجماعة الإسلامية

قالت مصادر أمنية إن قوات حرس الحدود المصرية تمكنت من توقيف القيادي الإسلامي البارز صفوت عبد الغني عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وأربعة آخرين، أثناء محاولاتهم الهرب خارج البلاد عبر الحدود مع السودان. وعلق الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان على توقيف عبد الغني قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن أجهزة الأمن أتاحت العديد من الفرص لقيادات الجماعة الإسلامية لاستعادة رشدهم، لكنهم استمروا في رهانهم على جماعة الإخوان المسلمين، مقللا من تأثير القبض على قيادات الإسلاميين، ووصفهم بـ«الواجهة السياسية» التي استنفدت الجماعة غرضها منها.
وقال العميد محمد عبد العزيز غنيم المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، في بيان على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن قوات حرس الحدود تمكنت، مساء أول من أمس (الأحد)، «من القبض على عدد خمسة أفراد ينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود الجنوبية للبلاد»، على حد وصف البيان.
وأوضح المتحدث العسكري أن المقبوض عليهم هم «صفوت أحمد عبد الغني، ورمضان جمعة عبد الفتاح، وعلاء محمد أبو النصر، وطارق عبد المنعم عبد الحكيم، وطه أحمد طه الشريف». ويعد هؤلاء الخمسة من قيادات الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية، حزب البناء والتنمية.
وتعد الجماعة الإسلامية وحزبها من أبرز الداعمين لجماعة الإخوان، وإحدى القوى المؤسسة لـ«التحالف الوطني لدعم الشرعية»، الذي يدعو إلى التحركات الجماهيرية والفعاليات الاحتجاجية لأنصار الجماعة طوال العام الماضي.
وألقت قوات الأمن القبض على قيادات بتحالف دعم الشرعية مطلع شهر يوليو (تموز) الحالي، من بينهم نصر عبد السلام القائم بأعمال حزب البناء والتنمية، كما داهمت منزل أبو النصر، وهو أمين عام الحزب، قبل أن تتمكن من ضبطه قبل هروبه إلى السودان.
ويعتقد على نطاق واسع أن أغلب قادة جماعة الإخوان الذين فروا خارج البلاد في أعقاب إزاحة الجماعة عن الحكم إثر مظاهرات شعبية غير مسبوقة الصيف الماضي، استخدموا الطريق نفسه للتسلل خارج البلاد.
وكانت قوات الأمن قد داهمت منازل اختبأ بها قادة «الإخوان» عقب فض اعتصامين لأنصارهما في أغسطس (آب) الماضي، ووجهت لهم سلطات التحقيق اتهامات بالقتل والتحريض على القتل، وصدرت أحكام بالإعدام بحق بعضهم، وعلى رأسهم مرشد الجماعة محمد بديع، لكن قيادات التحالف ظلت تعمل من داخل البلاد، من دون تضييق أمني يُذكر.
وقال بان، وهو عضو سابق في جماعة الإخوان، إن «الأجهزة الأمنية منحت قيادات الجماعة الإسلامية فرصة ليستعيدوا حالتهم العقلية لإدراك الواقع والابتعاد عن مركب (الإخوان)، لكنهم استمروا في رهانهم على الجماعة».
واستبعد بان أن يؤثر القبض على قادة التحالف في المشهد الاحتجاجي الذي لا تزال جماعة الإخوان تعيد إنتاجه على مدار العام الماضي، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «هؤلاء القادة ليسوا إلا واجهة سياسية تسعى الجماعة عبرهم للحفاظ على وسطاء للاتصال مع الدولة في مرحلة ما، لكن يبدو أن الجماعة قررت أن تخوض صراعا صفريا مع السلطة، وهي لم تعد في حاجة لهؤلاء».
ولجأت الجماعة الإسلامية إلى رفع السلاح في وجه السلطات وانتهاج العنف المسلح خلال سنوات الثمانينات والتسعينات، قبل قيام قادتها بالمراجعات الفكرية التي انتهت بخروج معظم أعضاء الجماعة الإسلامية من السجون.
وعما إذا كان القبض على قادة الجماعة الإسلامية قد يدفع قواعدها لتبني نهج العنف مجددا قال بان: «من الصعب الحديث عن قواعد للجماعة الإسلامية، هذا تعبير مبالغ فيه، فأقصى عضوية في الجماعة بلغت نحو خمسة آلاف عنصر، معظم هؤلاء اعتزل العمل السياسي، ولم يتبقَّ غير الراغبين في الاستفادة من جماعة الإخوان»، على حد قوله.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».