علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

ضجيج

حينما قررت الحكومة السعودية طرح أسهم شركة «أرامكو» للاكتتاب العام، وهي الشركة العالمية والعملاقة المتخصصة في إنتاج النفط، أحدث ذلك ضجيجاً عالمياً غطى في بعض الأحيان على الأحداث السياسية، وناقش محبو السعودية وغيرهم الموضوع باستفاضة تامة. وعلق المحبون بأن طرح أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام يكسر «الصندوق الأسود» ويكشف أسراره، وأنه يلقي بمزيد من الإفصاح على أوضاع شركة أرامكو التي لم تكن ملزمة بنشر قوائمها لأن من تملكها الحكومة السعودية.
فيما علق الكارهون بأن السعودية تخطئ حينما تطرح «أرامكو» لأنها تبيع الدجاجة التي تبيض ذهباً، وأن السعودية تبيع ثروتها النفطية وتجعلها في يد الأجانب لأن الطرح سيكون على مرحلتين؛ المرحلة الأولى محلية وتقتصر على السعودية، والثانية عالمية تطرح في بورصة نيويورك ولندن وربما اليابان، المهم أن اختيار البورصة سيكون بالاتفاق مع مديريها، وبدأ كارهو السعودية يروجون أن هذا أكبر خطأ ترتكبه السعودية حينما تبيع شركاتها، ومن المعروف أن أهداف أمثال هؤلاء لم تكن بريئة وإنما فيها شيء من نفس يعقوب، فشركة شل - وهي مماثلة لشركة أرامكو - أسهمها تتداول في البورصة.
في الأسبوع الماضي، راجت شائعات بأن السعودية لن تطرح أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام، انبرى الكارهون والذين كانوا ينادون بعدم الطرح لتفسير الموقف، بعضهم قال إن السعودية ممثلة في شركة أرامكو لن تستوفي معايير الإفصاح العالمية ما يعرضها لعدم قبول طرح أسهمها في بورصات عالمية مثل نيويورك ولندن، والبعض الآخر قال إن السعودية أدركت خطأها ولن تبيع الدجاجة التي تبيض ذهباً، فيما قال غيرهم إن عدم طرح أرامكو للاكتتاب العام يعني فشل رؤية 2030 التي تنفذها السعودية لأن اعتماد تنفيذ الرؤية سيكون مبنياً على المبالغ المحصلة من بيع أسهم أرامكو، وهذا الأمر غير صحيح جملة وتفصيلاً، لأن الرؤية تشمل الاقتصاد والتعليم والمجتمع وغير ذلك، وهي مبنية على الناتج القومي وليس على طرح أسهم شركة.
بعد كل هذا الضجيج، أعلن وزير الطاقة السعودي أن لا صحة لهذه الأنباء، وأن الطرح ماضٍ في طريقه، وأن الحكومة ستختار وقت الطرح حسب مناسبة التوقيت، بعد أن أطلقت جهينة الخبر اليقين؛ ماذا سيقول محدثو هذا الضجيج؟؟!! فحينما أعلن الطرح كانوا ضده! وحينما أتت شائعات الإلغاء كانوا ضد ذلك! فأين سيكون موقعهم اليوم؟!