بري يأمل في حل أزمة الحكومة بلقاء يجمع عون والحريريhttps://aawsat.com/home/article/1379866/%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%A3%D9%85%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%84-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A
بري يأمل في حل أزمة الحكومة بلقاء يجمع عون والحريري
طالب بتشريع زراعة الحشيشة... ودعا إلى إصدار عفو عام يستثني المجرمين
مؤيدون لحركة «أمل» خلال مهرجان في بعلبك أمس (أ.ف.ب)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بري يأمل في حل أزمة الحكومة بلقاء يجمع عون والحريري
مؤيدون لحركة «أمل» خلال مهرجان في بعلبك أمس (أ.ف.ب)
أعلن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن الحكومة اللبنانية «يجب أن تمثّل كل قوى لبنان وأن تكون قراراتها مستقلة ومرتكزة على الوحدة الوطنية»، قائلاً بأنه «متشائل» أي «غير متفائل وغير متشائم» لجهة تأليف الحكومة خلال الأيام الأربعة المقبلة، آملاً «أن تحصل فكفكة للعقد» في الاجتماع المقبل بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. وطغى موضوع الإنماء في منطقة بعلبك الهرمل في شرق لبنان، على خطاب بري الذي ألقاه أمس في مهرجان أقامته حركة «أمل» التي يرأسها في مدينة بعلبك، في الذكرى السنوية الـ40 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، حيث أكد أن «البقاع أكثر تحملا لقضية النازحين»، مشيراً إلى «أننا ننتظر حلا سياسيا للقضية بعد تأليف الحكومة»، مشدداً على «أننا نحتاج لكلام رسمي بين حكومة البلدين» في إشارة إلى حكومتي لبنان وسوريا. ورأى بري أن «لبنان وسوريا هما توأما التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة، ولا أحد يستطيع فصل العلاقات بين البلدين». ولفت إلى «أننا سنعمل مع الدولة والقطاع الخاص على فتح باب الاستثمار في البقاع وأنني شخصيا سأكون حريصاً على متابعة وتلزيم المشاريع في البقاع وفي الطليعة مبنى المحافظة». وإذ أكد أن ما تحتاج إليه منطقة البقاع «خطة إنمائية»، أعلن بري عن الاتفاق مع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في آخر لقاء بينهما على أولوية البقاع بالخدمات، وإنشاء مجلس تنمية للبقاع ومجلس آخر لعكار والضنية والمنية على غرار مجلس الجنوب، لافتاً إلى أنه «تم تقديم مشروع لمجلس النواب في هذا الإطار». وأعلن باسم حركة «أمل» و«حزب الله»، «رفع الغطاء عن كل مرتكب أو مهرب أو مروج أو مسيء»، مطالبا بإصدار «عفو عام مدروس يستثني جرائم القتل واستهداف الأجهزة الدفاعية والأمنية». ودعا بري إلى «إصدار قانون يشرّع زراعة «القنب الهندي» أي ما يُعرف بنبتة «الحشيشة» لأغراض طبية وصحية»، مشيراً إلى أنه «تبرز الحاجة لتشريع الحشيشة خصوصا أن 123 دولة شرعته للاستعمالات الطبية وأغلبها دول أوروبية وأميركا اللاتينية وأكبر دول العالم الهند والصين و29 ولاية أميركية ونقترح أن يكون مركز هذه الهيئة في بعلبك». ورأى بري أنه يجب زيادة أدوار المؤسسات الرقابية وما يتعلق بإنشاء الهيئة لمكافحة الفساد وحماية كاشفي الفساد. ودعا بري إلى «تقليص الدين العام، الذي أصبح ثالث أعلى مديونية في العالم بالنسبة إلى الناتج العام». وأكد رئيس المجلس النيابي العمل على تحرير الإمام الصدر ورفيقيه، مشيرا إلى أنه «نتيجة تدهور الأوضاع في ليبيا، لم تستطع لجنة المتابعة زيارة البلد، لكننا نحاول ولا نيأس». وطالب الحكومة بـ«إيلاء القضية كل الاهتمام».
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.