ليبرمان: إيران خففت نشاطها في سوريا

أنباء إسرائيلية عن «مصنع أسلحة» قرب قاعدة حميميم

TT

ليبرمان: إيران خففت نشاطها في سوريا

بعد جولة ميدانية في هضبة الجولان المحتلة، والاطلاع على تقييمات الجيش الإسرائيلي للأوضاع في سوريا وتطورات قضية الوجود الإيراني هناك، خرج وزير الأمن في تل أبيب بتصريحات قال فيها، إن الجهود التي تقوم بها حكومته بدأت تترك أثرها، حيث خفف الإيرانيون من نشاطهم في سوريا، وأن تركيزهم حالياً يتم على جبهتين أخريين، هما جبهة العراق وجبهة اليمن؛ إذ يعززون قوتهم الصاروخية بشكل كبير ويوسعون قواعدهم هناك.
وقال ليبرمان «عندما تنظر إلى الحلبة السورية كلها، عليك أن تضع سلم أفضليات. لن نسمح، مثلاً، بإقامة قواعد للاستخبارات الإيرانية تحت غطاء الجيش السوري. وحدث أكثر من مرة أنه عندما وجدنا مشكلات كهذه وأخطر منها، طرحنا الأمر أمام الروس. تم حل قسمٍ منها، والقسم الآخر قمنا بحله بأنفسنا. وعندما طلبنا من الروس طرد أفراد «حزب الله» أو إيرانيين، فقد عملوا بهذا الاتجاه». وأوضح ليبرمان، أنه لا يوجد اتفاق رسمي إسرائيلي - روسي بشأن هضبة الجولان المحتلة أو الموضوع السوري بشكل عام. وقال «توجد تفاهمات معينة، ويحظر الاستخفاف بذلك. وعندما التقى الرئيس الأميركي الرئيس الروسي، كانت إسرائيل أحد الموضوعات المركزية الموضوعة على الطاولة، وهذا ليس بالأمر المفروغ منه. هل يتوقع أحد أن يعمل الروس بموجب المصلحة الإسرائيلية؟ الإجابة هي لا. كذلك الأميركيون لا يعملون بموجب المصلحة الإسرائيلية».
في هذا السياق، قال ليبرمان، إن لإيران مكاتب في دمشق، التي تبعد عن خط وقف إطلاق النار في الجولان أقل من 100 كيلومتر، رغم تصريحات روسية بالالتزام بإبعاد قوات إيرانية مسافة 100 كيلومتر عن الجولان. وأكد أن «الروس لن يحلوا لنا هذه المشكلة». وأضاف ليبرمان، أنه «لا يمر يوم واحد لا نعمل فيه، وبضمن ذلك في الشمال (أي سوريا). ومن الجهة الثانية، فإن الإيرانيين خفضوا حجم نشاطهم في سوريا. وفي المرحلة الراهنة لا يوجد نشاط في مجال إقامة مصانع صواريخ إيرانية. ولم يبنوا ميناء في سوريا وليس لديهم مطار، لكنهم لم يتراجعوا عن الفكرة. وهم يواصلون إجراء مفاوضات مع حكومة الأسد على إقامة مراكز لهم في سوريا. ووقف هذه الخطوات سببها الأول هو عملنا اليوم المتواصل في سوريا. ورغم ذلك، ينبغي أن نتذكر أن (فيلق القدس) يركز اهتمامه على الحلبة العراقية وحرب الحوثيين في اليمن».
وأشار ليبرمان إلى إقامة هيئة في وزارة الأمن الإسرائيلية، برئاسة مسؤول في الاستخبارات، تكون مسؤولة عن مراقبة «أموال الإرهاب التي تصل إلى الشرق الأوسط» وأن جزءاً من العقوبات المفروضة اليوم على إيران تستند إلى معلومات جمعتها هذه الهيئة. وما زالت إيران التهديد رقم واحد على إسرائيل. وإيران هي أيضاً الموضوع رقم واحد في محادثاتنا مع القيادة الأمنية الروسية والأميركية. وتابع ليبرمان، أنه ما زال من غير الواضح ما إذا طرأ تغير ما على نشاط البرنامج النووي الإيراني جراء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، الصور التي التقطتها شركةImageSat International» »، وأظهرت مبنى لمصنع شبيه بمصنع صواريخ إيراني تماماً. وقالت مصادر إسرائيلية، إن هذا المبنى معروف لإسرائيل، لكنها لم تقصفه لأنه يقع في منطقة «وادي جهنم» بالقرب من قاعدة روسية مسلحة بصواريخ «إس400» المتطورة، وإسرائيل لا تريد صداماً مع الروس وتسعى إلى حل مشكلة هذا المصنع بالطرق الدبلوماسية حالياً.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.