معرض بورتريه كاريكاتيري بريشة أدهم لطفي في القاهرة

أكثر من ثلاثين لوحة لوجوه متناثرة عبر الزمن والجغرافيا

من أعمال أدهم لطفي لوحة للكاتب الايطالي ألبرتو مورافيا - الملك فاروق الأول -  نجيب محفوظ  -  بورتريه لأم كلثوم («الشرق الأوسط»)
من أعمال أدهم لطفي لوحة للكاتب الايطالي ألبرتو مورافيا - الملك فاروق الأول - نجيب محفوظ - بورتريه لأم كلثوم («الشرق الأوسط»)
TT

معرض بورتريه كاريكاتيري بريشة أدهم لطفي في القاهرة

من أعمال أدهم لطفي لوحة للكاتب الايطالي ألبرتو مورافيا - الملك فاروق الأول -  نجيب محفوظ  -  بورتريه لأم كلثوم («الشرق الأوسط»)
من أعمال أدهم لطفي لوحة للكاتب الايطالي ألبرتو مورافيا - الملك فاروق الأول - نجيب محفوظ - بورتريه لأم كلثوم («الشرق الأوسط»)

«إذن هي نرجسية الفنان ولا شيء آخر؟». تراجع الفنان، صاحب هذه التجربة المدهشة، إلى الوراء قليلاً وكأنه فوجئ بالسؤال، من ثم تطلع بعينين حالمتين إلى لوحاته المتراصة عبر المعرض الذي تستضيفه قاعة «الجريك كامبس» في الجامعة الأميركية بوسط القاهرة، قبل أن يهزّ رأسه مؤمّناً وهو يقول، نعم، هذا صحيح... يمكنك أن تقول كذلك!
إنه معرض من النوع الذي يندر أن تجده في العاصمة المصرية؛ ففن البورتريه الكاريكاتيري لم يشكل أبداً شغفاً على مر تاريخ الحركة التشكيلية المصرية، بل المدهش أنك لا تكاد تجد فناناً تخصص فيه، وكل ما لدينا رسامو كاريكاتير صحافيون من النوع المعتاد أرادوا أن يمارسوا هذا الفن على هامش عملهم في الصحف نوعاً من النزوة الفنية أو رغبة في التجريب دفعاً للضجر، لا أكثر ولا أقل على نحو ما كان يفعل أحياناً المصري من أصل أرمني ألكسندر صاروخان (1898 – 1977)، ومصطفى حسين الذي رحل عن عالمنا قبل أربع سنوات. أي أنه لدينا طوال الوقت فن كاريكاتير من ناحية وفن بورتريه «اعتيادي» من ناحية أخرى، أما المزج بينهما في سيرة فنية مكرسة لهذا الغرض فقط، فهو ما يحدث للمرة الأولى مع أدهم لطفي في تجربة تمتد على نحو ربع قرن من الزمان حتى الآن.
أكثر من ثلاثين لوحة لوجوه متناثرة عبر الزمن والجغرافيا، فمن حكام مصر المنحدرين من سلالة محمد علي، إلى نجوم الكرة والفن في أوكرانيا، ومن رموز الثقافة العربية إلى نجم أفلام الحركة جاكي شان، ونجم الكويت عبد المحسن عبد الرضا. لا توجد وحدة في الموضوع ولا خيط يربط بين تلك الاختيارات سوى انفعال الفنان بملامح إنسانية أثارت بداخله الرغبة في التقاط جوهرها وتجسيدها عبر لعبة الخطوط وحوار الظل والضوء على نحو يشعره بالتحدي والرغبة في اقتحام الصعب والمختلف بما يثير نشوته ويشبع رغبته في «الانتصار»... إنها نرجسية الفنان المشار إليها آنفا التي هي بالطبع حق مشروع تماماً، غير أن ما يعنينا كمتلقين هو النتيجة النهائية للعمل نفسه بصرف النظر عن دوافع إنجازه أو محددات اختياره.
عندما تتصدى لتجسيد وجه ما، فإن التحدي الحقيقي الذي يواجهك يتمثل في مدى نجاحك في فهم «روح» الشخص، أو ما كان يسمى في مناهج التحليل النقدي في أواسط القرن العشرين بـ«مفتاح الشخصية». وهذا ما برع فيه لطفي على نحو لافت، فعميد الرواية العربية نجيب محفوظ يفيض وجهه بالوداعة والسلام الداخلي، بينما يطل الدهاء من عيني محمد علي مؤسس مصر الحديثة الذي كان عليه ترويض القوى الدولية ليغضوا الطرف عنه وهو يبني جيشاً عصرياً محترفاً. وإذا كان الكبرياء عنوان سيدة الغناء العربي أم كلثوم، فإن الشاعر الغنائي الأشهر أحمد رامي، تظلله غمامة من الشجن مشوبة بشيء من الانكسار، بينما تلمع عيون رواد الفن التشكيلي العالمي من أمثال فان جوخ ومونيه بمزيج من التحدي والسخرية.
ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» عن المادة الخام التي اشتغل عليها الفنان ودلالتها، قال أدهم لطفي إنه يفضل دوماً الحبر الأسود، عبر أقلام ذات أطراف رفيعة متناهية الدقة مع لوحات من الورق الأبيض. وبقدر ما هي خامات بسيطة، بقدر ما تتطلب صبراً هائلاً بسبب التفاصيل الصغيرة التي تشكل تحدياً كبيراً. وعن الملاحظة الخاصة بعدم إطلاق اسم أو عنوان للمعرض كما هو معتاد بالفعاليات التشكيلية، أوضح «لم أرد أن أحدد زاوية التلقي لدى الجمهور. أريد كل شخص أن يستقبل اللوحات بحرية كاملة ويتفاعل معها على النحو الذي يستشعره من دون أي عوامل مسبقة حتى لو كان هذا العامل المسبق عبارة عن إطلاق اسم جامع مانع للتجربة». ويضيف الفنان مختتماً تعليقه، أتعامل مع البورتريه الكاريكاتيري مثل فنان الأرابيسك، هذا الذي عليه أن يتحلى بطاقة خُرافية من الصبر والتأني والبال الرائق، عبر أيام وليالٍ طوالٍ حتى يُخرج لنا في النهاية تحفة فنية من الأخشاب. وصحيح أن مصر لم تعرف تراثاً قوياً في فن البورتريه الكاريكاتيري، لكنها تملك ذخيرة حية من فنون أخرى، شعبوية ونخبوية، ملهمة للغاية.



ثلاثينية تخطف تاج جمال فرنسا

ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
TT

ثلاثينية تخطف تاج جمال فرنسا

ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)

في الساعة الأولى من صباح الأحد، ومن بين 30 متسابقة، فازت المارتينيكية أنجليك أنغارني فيلوبون، بتاج الجمال الفرنسي في حفل جرى في مدينة بواتييه، جنوب البلاد. وهي المرة الأولى منذ انطلاق هذه المسابقة قبل نحو مائة عام التي تحصل فيها ممثلة جزر المارتينيك الفرنسية على اللقب. لكن اللافت هو أن الملكة تبلغ من العمر 34 عاماً. وقالت وهي تقدم نفسها للجنة التحكيم ولقاعة احتشدت بأكثرِ من 4 آلاف متفرجٍ، إنها تعبّر عن فئة واسعة من النساء اللواتي يعتقدن أن أوانهن قد فات.

المتسابقات في الدور نصف النهائي على خشبة المسرح (أ.ف.ب)

تنافست الحسناء الثلاثينية مع مرشحات يصغرنها بـ10 سنوات على الأقل. وانتهت التصفيات النهائية إلى 5 حسناوات يُمثّلن مناطق مختلفة من فرنسا. ودارت الترجيحات بين اثنتين منهن، هما ملكة جمال كورسيكا وملكة جمال كوت دازور، أي الساحل الجنوبي لفرنسا. لكن التصويت النهائي جاء لصالح المتسابقة الأكبر سناً في إشارة إلى أن معايير الجمال باتت مختلفة عن السابق، وهي تأخذ في الحسبان الخبرة والثقة بالنفس. وقالت الفائزة إنها لم تكن متفوقة في المدرسة وقد مارست أعمالاً كثيرة آخرها مضيفة طيران. وجدير بالذكر أن من بين اللواتي بلغن التصفية النهائية شابة من أصل مغربي هي صباح عايب، سبق أن كانت ضحية لتعليقات عنصرية منذ انتخابها ملكة جمال «نور با دو كاليه»، في الساحل الشمالي للبلد. وقالت في تصريحات سابقة إنها تلقت رسائل تستهجن مشاركتها في المسابقة، هذا رغم أنها ووالديها وجديها مولودون في فرنسا.

ملكة جمال المارتينيك أنجيليك أنجارني فيلوبون ومقدم البرامج جان بيير فوكو (أ.ف.ب)

كالعادة، وللسنة الثلاثين على التوالي، تولّى تقديم الحفل النجم التلفزيوني جان بيير فوكو (77 عاماً). وعلى مدى 3 ساعات تهادت الجميلات على المسرح في أزياء مختلفة، كما شاركن في استعراضات راقصة أثبتن فيها قدراتهن على الجري والقفز والدوران بالكعب العالي، من دون أي سقطة. وشارك الجمهور في التّصويت الإلكتروني، إلى جانب لجنة تحكيم تألفت من نخبة من الشهيرات أبرزهن المغنية سيلفي فارتان التي أعلنت النتيجة النهائية، وخبيرة الموضة كريستينا كوردولا، ونجمة الفكاهة نوال مدني، والبطلة الأولمبية ماري جوزيه بيريك.