التمور العراقية تغيب عن موائد رمضان والمستوردة تغزو الأسواق

تراجع أعداد أشجار النخيل من 35 مليونا إلى 16 مليونا

كان العراق ينتج ثلاثة أرباع محصول التمر الإجمالي في العالم وأصبح حاليا يأتي بعد مصر وإيران والسعودية في ترتيب الدول المنتجة
كان العراق ينتج ثلاثة أرباع محصول التمر الإجمالي في العالم وأصبح حاليا يأتي بعد مصر وإيران والسعودية في ترتيب الدول المنتجة
TT

التمور العراقية تغيب عن موائد رمضان والمستوردة تغزو الأسواق

كان العراق ينتج ثلاثة أرباع محصول التمر الإجمالي في العالم وأصبح حاليا يأتي بعد مصر وإيران والسعودية في ترتيب الدول المنتجة
كان العراق ينتج ثلاثة أرباع محصول التمر الإجمالي في العالم وأصبح حاليا يأتي بعد مصر وإيران والسعودية في ترتيب الدول المنتجة

لعله الطبق الأشهر على موائد العراقيين، يسجل غيابه هذا العام أيضا بعد التراجع الكبير في مستوى الإنتاج المحلي خلال السنوات الماضية. وفي المقابل أغرقت الأسواق بأنواع من التمور المستوردة التي ترتفع أسعارها ويغيب عنها الطعم المميز للتمور العراقية الشهيرة مثل الخستاوي والبرحي والزهدي والبرزن وغيرها، والتي يصل عددها إلى 600 نوع. هذه كانت تشكل علامة فارقة في الزراعة العراقية قبل أن تنحسر بسبب الحروب والمشكلات الزراعية وغياب الدعم الحكومي.
وعلى الرغم من تصريحات وزارة الزراعة العراقية المتواصلة بارتفاع أعداد النخيل ومستوى إنتاج التمور، فإن المواطن صار يعتمد على ذكرياته فقط لتذكر النوعيات المميزة منها، ويضطر إلى تجهيز موائده بالمستورد منه بسبب شحة المنتوج المحلي وعدم تسويقه بالشكل المطلوب.
تقول الموظفة وداد إبراهيم 45 عاما، في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إنها اضطرت لشراء نصف كيلو من التمر المستورد نوع عادي بسعر دولارين تقريبا، في حين أن أسعار المحلي منه تبلغ أقل من دولار واحد، لكنه غير متوفر في الأسواق.
وتضيف: «هناك مشكلة قديمة في تسويق التمور المحلية التي لا تضاهي تسويق المستورد منها وهذه تمتاز بتغليفها أو تطعيمها بالمكسرات والهيل والعسل غيرها من المطيبات التي تغري على شرائها}.
أما مثنى عادل، من منطقة المنصور، فيقول إنه استعاض عن شراء المستورد من التمور بالاعتماد على حديقته الشخصية في البيت والتي تحوي نخلتين، تؤمن له ولأهله احتياجه من التمر طيلة عام كامل، لكنه شكا من ارتفاع تكاليف العناية بها من حيث المبيدات الحشرية وتلقيحها.
المشكلة أن محاولات إعادة إنتاج التمور إلى مكانته الطبيعية اصطدمت بالإهمال الحكومي لدعم هذا المحصول، فضلا عن الافتقار إلى المستلزمات العلاجية فيما لو داهمت الأمراض الموسمية النخلة. لكن تقول وزارة الزراعة إنها أعطت أهمية خاصة للنخيل من خلال تشكيل الهيئة العامة للنخيل، وإنجازها مشاريع تهدف للارتقاء بواقع هذا المنتج.
يقول أمين متعب من جمعية رعاية مصنعي التمور في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: {إن غياب دعم الفلاح والافتقار للعوامل المشجعة له بمواصلة زراعة النخيل كان من أهم أسباب تراجع التمر العراقي الذي دفع بنا للاستيراد من الخارج}. وأكد أن «العام الماضي كان سعر الطن الواحد من التمر الزهدي 150 ألف دينار عراقي، ولكنه ارتفع خلال العام الحالي إلى مليون دينار للطن بعد أن تعرض لأمراض السوسة وغياب المستلزمات العلاجية والوقائية للحد من هذا المرض}.
يشار إلى أن العراق أصبح اليوم يعاني من تراجع شديد في إنتاج التمور، فبعد أن كان العراق ينتج ثلاثة أرباع محصول التمر الإجمالي في العالم أصبح حاليا يأتي بعد مصر وإيران والسعودية في ترتيب الدول المنتجة.
وكانت وزارة التخطيط العراقية قد أعلنت أن أعداد النخيل في العراق تراجعت خلال السنوات العشر الماضية إلى أكثر من النصف وأنه يمتلك الآن [16] مليون نخلة بعد أن كان يمتلك [35] مليون نخلة.
ويرجع سبب التراجع إلى الحروب وأثرها على المزارعين والجفاف وضعف الخدمة والإرواء وكثرة الإصابات بالنخيل، كل تلك الأسباب اجتمعت ليصبح العراق في ذيل قائمة مصدري التمور.
ويزرع النخيل في محافظات عراقية عدة، أهمها البصرة وبابل وكربلاء وديالى. وتعد محافظة البصرة من أكثر المحافظات نخيلا إذ أحصي بها ما يزيد على ثلاثة عشر مليون نخلة.
وتتميز البصرة بتنوع أصناف التمور المزروعة فيها التي تمتد من قضائي القرنة والمدينة شمالا إلى قضاء الفاو، وتكاد تكون زراعة النخيل أهم مورد رزق لسكانها.
يقول الفلاح ذياب صادق، يملك بستان للنخيل مساحته نحو 13 دونما، قال: «البداية تنطلق من النخلة فلا بد من وجود عوامل دعم النخلة والحفاظ عليها وإبداء أقصى درجات الاهتمام، ولجوء العراق لشراء فسائل النخل رغم أنه من أشهر بلدان زراعتها}.
وأكد: «على الحكومة منع استيراد التمور والتوجه لدعم التمور العراقية وتوفير وسائل نجاح عملية تصنيعها وتعبئتها في المعمل المحلية}.
وزارة الزراعة العراقية دافعت عن نفسها بالقول إنها أعطت أهمية خاصة للنخيل من خلال تشكيل الهيئة العامة للنخيل، وإنجازها عددا من المشاريع التي تهدف للارتقاء بواقع النخيل الذي شهد تراجعا خلال الحقبة الزمنية الماضية.
وتؤكد وزارة الزراعة أن {المعلومات الواردة من الشبكة الدولية للنخيل والتمور تشير إلى ارتفاع أسعار تمور الزهدي العراقي إلى الضعف تقريبا حيث تراوحت بين 800 - 900 دولار للطن}، مشيرة إلى أن {حركة تصنيع وتعبئة التمور واستخدامها في الصناعات التحويلية هي الأخرى شهدت تطورا ملموسا}.
وبحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة (فاو)، فإن العراق كان المنتج الأول للتمر بـ550 ألف طن وكان يصدر منها 100 ألف طن أي ما يساوي 80 في المائة من السوق العالمي.
وتدر هذه الصادرات سنويا على العراق 25 مليون دولار. غير أن الأمور تغيرت كثيرا حيث إن أرقام صادراته لم تعد تظهر على المستوى الدولي رسميا.
بدورها تقول ندى الحسناوي، مديرة معمل الطارق لتعبئة التمور في العاصمة بغداد: «نلمس توجها لأجل إعادة الهيبة للتمر العراقي عبر تفعيل دور المعامل في إنتاج وتصنيع التمور بطرق جديدة وبنوعيات مختلفة}، مؤكدة أن {الرغبة العارمة التي تغلف تطلعات العاملين في هذا المجال غالبا ما تصطدم بالإهمال الحكومي وعدم تقديم العون والإسناد لأصحاب المعامل}.
وتعد الحسناوي أن {المبادرة الزراعية لمجلس الوزراء التي تأخذ على عاتقها دعم المعامل لم يكن لها ذلك التأثير الكبير، والأهم هو توفير الأدوية والعلاجات للنخيل العراقي والوقوف على مسافة قريبة من أصحاب المعامل لتقديم العون لهم، لتعود العافية للمنتوج المحلي ويستعيد مكانته في الأسواق العربية والعالمية أيضا».
وطالبت الحسناوي بـ«دعم مكافحة الأمراض الموسمية التي تصيب النخيل، وإجراء البحوث والدراسات التي تساعد في تطوير زراعة النخيل ورفع كفاءة الإنتاج والقيام بحملة تشجير واسعة للفسائل في عموم العراق كحملة بديلة لما تعرضت له بساتين النخيل من تدهور».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».