الشركات الألمانية الأولى أوروبياً في المبيعات

الشركات الألمانية الأولى أوروبياً في المبيعات
TT

الشركات الألمانية الأولى أوروبياً في المبيعات

الشركات الألمانية الأولى أوروبياً في المبيعات

تهيمن الشركات الألمانية والبريطانية والفرنسية على الأسواق الأوروبية في الوقت الحاضر. وتمثل هذه الهيمنة عاملا ضاغطا على شركات في بلدان أخرى مثل إيطاليا أو إسبانيا أو البرتغال أو اليونان.
وحسب تحليل الخبراء الألمان لا تنجح الأقل قدرة على المنافسة في أوروبا في تحقيق العائدات المنشودة من جهة، وتعجز عن الانخراط في استثمارات استراتيجية من جهة أخرى. كما أن درجة تنافسيتها خلال الأعوام الأربعة الأخيرة كانت في تراجع مستمر. بمعنى آخر لا يسع الشركات في هذه البلدان إلا الصمود والبقاء على قيد الحياة والإبقاء على الإنتاجية المتواصلة، لكن من دون تسجيل أي نمو يُذكر لا في كوادرها البشرية ولا في مبيعاتها المحلية والخارجية.
يقول باتريك بوش الخبير الاقتصادي إن الشركات الألمانية العملاقة لا منافس لها على الإطلاق اليوم في القارة الأوروبية. وستحتفظ بمكانتها الطليعية حتى بعد خروج بريطانيا من تكتل دول الاتحاد الأوروبي.
أما أكبر 3 شركات ألمانية فهي «فولكسفاغن» ويصل إجمالي مبيعاتها الدولية إلى 231 مليار يورو (267.9 مليار دولار) ثم شركة «دايملر» بمبيعات تعادل 165 مليار يورو (191.4 مليار دولار) بعدها شركة «بي أم دبليو» في المركز الثالث وتصل مبيعاتها إلى 99 مليار يورو (114.8 مليار دولار).
ويتخطى إجمالي مبيعات الشركات الألمانية الثلاث بقوة إجمالي مبيعات أكبر 10 شركات في إيطاليا، والتي رست في العام الفائت على 90 مليار يورو تقريبا. علاوة على ذلك، تنجح الشركات الألمانية في تسجيل مبيعات تعادل 10 أضعاف ما تبيعه الشركات الإيطالية. في حين تنجح الشركات الفرنسية في تسجيل مبيعات تساوي 4 أضعاف ما تبيعه الشركات الإيطالية.
ويستطرد باتريك بوش: «على صعيد أكبر 10 شركات ألمانية، فإن إجمالي تداولاتها التجارية يعادل نصف الناتج القومي الإيطالي. ومن ناحية الرسملة، فإن مجموع قيمتها يتجاوز قيمة البورصة الإيطالية. وبين أكبر 10 مجموعات تجارية أوروبية، من حيث المبيعات، يوجد 5 مجموعات ألمانية، واثنتان فرنسيتان، واثنتان هولنديتان، هما (إيرباص) و(أكسور)».
ولا شك أن عائدات الشركات الأوروبية الكبرى لها تأثير إيجابي مباشر ومنافع متعددة على الناتج القومي في بلدانها. ففي ألمانيا توازي هذه العائدات 24.6 في المائة من الناتج القومي، وفي بريطانيا 8.3 في المائة، وفي فرنسا 15.7 في المائة، أما في إيطاليا فهي تساوي 5.2 في المائة.
وحسب تقدير الخبير الألماني، «سجلت مبيعات الشركات العملاقة الألمانية خلال الفترة الممتدة بين عامي 2013 و2017 نموا مطردا بمعدل 19.5 في المائة لترسو على 803 مليارات يورو. في حين سجلت في فرنسا نموا بنسبة 19.1 في المائة لتصل إلى 360 مليار يورو، وفي بريطانيا بنسبة 13.2 في المائة لتبلغ 192 مليار يورو، وسجلت في إيطاليا نموا بنسبة 10.7 في المائة لتسجل 93 مليار يورو. ولقد استغلت الشركات الألمانية والفرنسية والبريطانية هذا الوضع التجاري الإيجابي لتجنيد موظفين جدد، حيث زاد عدد الموظفين بنسبة 8.6 في المائة لدى الشركات الألمانية و7.9 و4.4 في المائة لدى الشركات الفرنسية والبريطانية».
من جانبها تقول كيرستين بيرفروا، الخبيرة في بورصة فرانكفورت، إن انتعاش العائدات له دور رائد في أوضاع رسملة الشركات في الأسواق المالية الأوروبية. فمنذ العام 2013 إلى اليوم نجحت الشركات الإيطالية في تقوية رسملتها بمعدل 9.2 في المائة، أي أن كل شركة من شركات إيطاليا العشر الأكبر زادت رسملتها الخاصة بمعدل 10 مليارات يورو. لكن هذه الزيادة تبقى أدنى من نظيرتها الفرنسية، فكل شركة من كبريات الشركات الفرنسية زادت رسملتها 53 مليار يورو في الأعوام الخمسة الأخيرة، مقارنة بالشركات البريطانية التي زادت رسملة كل واحدة منها 51 مليار يورو، وتجاوزت الزيادة في رسملة كل شركة موجودة على لائحة أكبر 10 شركات ألمانية 62 مليار يورو.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».