حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة من أن فرض عقوبات لن يجبر أنقرة على «التراجع» بعد أن هدد الرئيس دونالد ترمب بمعاقبة تركيا في حال لم تطلق سراح قس أميركي.
وعبر أول تصريحات للرئيس التركي اليوم (الأحد)، منذ توتر العلاقات في أعقاب تهديد ترمب باتخاذ تدابير ما لم يطلق سراح القس أندو برانسون قال إردوغان: «لا يمكنكم أن تجعلوا تركيا تتراجع من خلال فرض عقوبات».
وأضاف: «على الولايات المتحدة ألا تنسى أنها يمكن أن تخسر شريكا قويا ومخلصا مثل تركيا ما لم تغير موقفها».
وتوترت العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي في أعقاب سجن القس برانسون، الذي كان يشرف على كنيسة بروتستانتية في مدينة أزمير المطلة على بحر إيجه.
وسجن لسنتين تقريبا بتهمة الإرهاب، لكنه وضع قيد الإقامة الجبرية يوم الأربعاء الماضي.
ورد ترمب على قرار المحكمة مطالبا بإطلاق سراحه فورا ومحذرا من أن الولايات المتحدة ستفرض «عقوبات شديدة على تركيا لاعتقالها الطويل لبرانسون».
وكانت العلاقات قد توترت بين الدولتين على خلفية عدد من القضايا منها دعم واشنطن لفصيل كردي سوري تعتبره تركيا مجموعة إرهابية، وعدم قيامها بتسليم الداعية فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا.
وتتهم أنقرة غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل للإطاحة بإردوغان، وهو ما ينفيه بشدة.
وأوردت صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة الماضية تقريرا حول صفقة بين أنقرة وواشنطن للإفراج عن تركية مسجونة في إسرائيل، مقابل إطلاق سراح برانسون.
وسجنت التركية إبرو أوزكان (27 عاما) لأكثر من شهر في إسرائيل بتهمة نقل مئات الدولارات لصالح منظمة «إرهابية»، لكنها عادت إلى تركيا في 16 يوليو (تموز).
وقالت الصحيفة الاتفاق: «أُبرم شخصيا» من جانب ترمب، لكنه انهار عندما تقرر وضع برانسون قيد الإقامة الجبرية.
ورد إردوغان على تقرير الصحيفة مؤكدا أن تركيا «لم تجعل القس برانسون أبدا ورقة مقايضة».
غير أنه قال إن أنقرة طلبت مساعدة واشنطن في ضمان عودة أوزكان.
وأكد إردوغان في تصريحات للصحافيين خلال زيارة لجنوب أفريقيا: «لم نقل: (مقابل هذا سنعطيكم برانسون). لم تتم مناقشة أي شيء كهذا».
ويواجه برانسون حكما بالسجن يصل إلى 35 عاما في حال إدانته بالقيام بأنشطة لصالح مجموعتين تعتبرهما أنقرة منظمتين إرهابيتين شبكة غولن وحزب العمال الكردستاني.
ويرفض برانسون التهم فيما يشدد المسؤولون الأميركيون على براءة القس.
وقال إردوغان في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن تركيا يمكن أن تطلق سراح برانسون في حال قامت الولايات المتحدة بتسليم غولن، وهو مقترح رفضته واشنطن.
إردوغان يصعّد قضية القس ويحذر واشنطن من فرض العقوبات
إردوغان يصعّد قضية القس ويحذر واشنطن من فرض العقوبات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة