الحياة تدبّ في العريش بعد تخفيف إجراءات الحرب على الإرهاب

عناصر شرطة في شوارع مدينة العريش شمال سيناء مع عودة الحياة إلى طبيعتها (أ.ف.ب)
عناصر شرطة في شوارع مدينة العريش شمال سيناء مع عودة الحياة إلى طبيعتها (أ.ف.ب)
TT

الحياة تدبّ في العريش بعد تخفيف إجراءات الحرب على الإرهاب

عناصر شرطة في شوارع مدينة العريش شمال سيناء مع عودة الحياة إلى طبيعتها (أ.ف.ب)
عناصر شرطة في شوارع مدينة العريش شمال سيناء مع عودة الحياة إلى طبيعتها (أ.ف.ب)

دبت الحياة مجدداً في مدينة العريش بشمال سيناء، وعادت حركة البيع والشراء في الأسواق، كما كانت عليها من قبل، وتوافد الطلاب على جامعاتهم في حالة من الفرح، في المدينة التي يخوض فيها الجيش المصري حرباً على الجماعات الإرهابية.
وتجولت مجموعة من الصحافيين في أرجاء المدينة - التي لا تزال تحمل ملامح الحرب -، في أول رحلة نظمها الجيش لوسائل إعلام غير مصرية، منذ بدء العملية العسكرية في فبراير (شباط) الماضي.
وفي مطلع يونيو (حزيران) الماضي، أعلن اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء تخفيف جانب الإجراءات التي كانت مفروضة في المدينة تيسيرا على الأهالي، وقال إنها تأتي ضمن سلسلة تيسيرات ستتوالى لاحقا وفق الرؤية الأمنية.
وعبر كثير من المواطنين عن فرحتهم، بالتطور الذي طرأ على حياتهم اليومية، بعدما امتلأت الأسواق بالبضائع، وعاد أولادهم إلى دراستهم بعدما تأثرت المدينة بأجواء الحرب على الجماعات التكفيرية التي تسببت في إغلاق المدارس والجامعات، ومنع المرور في كثير من الشوارع وما تبعه من تراجع حركة المواصلات بسبب القيود التي فرضت على شراء الوقود.
وكست الفرحة وجوده الطلاب، وهم في طريقهم إلى جامعاتهم، وقال أحد الطلاب: «الحمد لله، سنذهب للتعليم منذ أن أغلقت الجامعة في التاسع من فبراير (شباط) الماضي، نشعر بالحرية وبالأمل معاً، ونقف في ظهر قواتنا المسلحة للتخلص من الإرهاب».
وعبر كثير من المواطنين عن سعادتهم بعد إن بات في مقدورهم الذهاب إلى البحر والاستمتاع بعيداً عن حرارة الطقس.
وبدأت «العملية الشاملة» على الإرهاب بعد نحو 3 أشهر من الهجوم المسلح على مسجد قرية الروضة القريبة من العريش، وراح ضحيتها أكثر من 300 شخص من المدنيين.
وأسفرت العملية حتى الآن عن مقتل أكثر من 200 من العناصر التكفيرية.
ونقل ضباط لوفد وسائل الإعلام، أنه أصبح متاحاً للمواطنين التنقل والخروج من المدينة أيام الخميس والجمعة والسبت دون اشتراط الحصول على تصريح أمني مسبق كما كان الحال من قبل، لكن تبقى هناك إجراءات مشددة على توزيع الوقود للمواطنين، منعا لوصوله إلى العناصر الإرهابية، التي تستخدمه في تنقل سياراتهم ودراجاتهم البخارية.
وقال محافظ شمال سيناء للصحافيين، إن تخفيف القيود الأمنية تزامن مع خطة لتنمية شمال سيناء تنفذها الحكومة، وتهدف إلى تحسين الخدمات في مجالات الصحة والإسكان والتعليم وتطوير قطاعي الصناعة والحرف اليدوية.


مقالات ذات صلة

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».