عون: مسيرة الإصلاح لن تتوقف

TT

عون: مسيرة الإصلاح لن تتوقف

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن مسيرة الإصلاح لن تتوقف، «وهي معركة سنخوضها مع المواطنين، وتتطلب صراعا مع مافيات عدة لا تريده وتعمل على إعاقته»، وقال إنه لا يريد أي أمر من الحكم «سوى إنجاز الإصلاح الذي ينادي به اللبنانيون».
وشدد عون خلال استقباله زوارا ووفودا يوم أمس على «أهمية استقلالية القضاء»، مذكرا بما سبق وتوجه به إلى كافة القضاة وفي مناسبات عدة، بـ«ضرورة المحافظة على هذه الاستقلالية، ورفض أي ضغط قد يمارس عليهم ومن أي جهة أتى». وأضاف: «قلت لهم يومها إذا ما واجهتكم أي مشكلة في هذا الخصوص، فانقلوها إلي. هل هناك بعد أهم من هذه الحماية؟ هذه أكبر حماية يمكن أن تعطى للقضاة»، وذكّر بـ«أهمية إنجاز التشكيلات القضائية بعد تعذر حصول ذلك لسنوات عدة، وقد أنجزت وفقا لسقف القضاء، والكفاءات والأصول المعمول بها، ومن دون أي تدخل سياسي». كما شدد عون على «أهمية تأمين المستلزمات التي من شأنها توطيد نزاهة القضاة وكفاءتهم ليقيموا العدل بمسؤولية ويكون ذلك في عجلة ومن دون تسرع في آن، وتجديد المقومات العلمية للقضاة من خلال حضورهم دورات تدريبية وغيرها».
وأكد رئيس الجمهورية «أهمية الإصلاح القضائي وضرورة أن يكون للقضاء دور أساس في مكافحة الفساد وحماية حقوق الإنسان، ما من شأنه محاربة ثقافة الفساد وتكريس دور المواطنة في ذلك».
كذلك بحث عون مع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس الإشكال العقاري القائم بين العاقورة واليمونة «وسبل معالجة الخلاف الناشئ بين أبناء البلدتين، والإجراءات الواجب اتخاذها للمعالجة»، وأشار جرمانوس إلى أن عون «يولي هذه المسألة عناية خاصة». ونقل عنه تأكيده أن «الإشكال القائم قيد المعالجة»، وقال: «إذا كانت العاقورة عيني اليمنى، فان اليمونة هي عيني اليسرى، وهاتان البلدتان اعتبرهما بلدة واحدة، وأهلهما يجب أن يكونوا مثل عائلة واحدة، لأنهم كانوا كذلك عبر التاريخ ويجب أن يستمروا».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.