بينما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأميركيين خفضوا سقف توقعاتهم من نجاح «صفقة القرن» بسبب المقاطعة الفلسطينية، قال رامي الحمد الله، رئيس الوزراء الفلسطيني، إن القيادة الفلسطينية لن تقايض على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، في رسالة إضافية موجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف الحمد الله: «إن شعبنا ملتفّ حول موقف الرئيس محمود عباس، المتمسك بالثوابت الوطنية الأصيلة، ولن نقبل بإسقاطها أو إلغائها أو تجاوزها مهما كلف الأمر».
وجاء حديث الحمد الله بعد يوم من المظاهرات، التي جابت الأراضي الفلسطينية، أول من أمس (الجمعة)، رفضاً لخطة السلام الأميركية المعروفة بصفقة القرن.
وقالت الحملة الوطنية لإسقاط صفقة القرن، التي تقود حراكاً شعبياً ضد الصفقة، أمس، إن «شعبنا الثائر، الذي أسقط كل المشاريع المشبوهة الأخرى، سيسقط صفقة القرن وأدواتها وعناوينها».
ولم ينشر الأميركيون خطتهم حتى الآن، لكن السلطة الفلسطينية ترفض الاستماع إليها سلفاً، وذلك بسبب الإعلان الأميركي عن القدس عاصمة لإسرائيل، ومن ثم نقل السفارة الأميركية إلى المدينة. كما تتهم السلطة الولايات المتحدة بشطب قضيتي القدس واللاجئين عن طاولة المفاوضات، وتحويل القضية إلى قضية إنسانية.
من جهته، قال الناطق الرئاسي نبيل أبو ردينة إن «الأميركيين حولوا الصفقة إلى صفقة إنسانية في غزة، والفلسطينيون لن يتعاملوا معها».
وبسبب هذه المقاطعة المتواصلة فإن الأميركيين خفضوا سقف توقعاتهم من نجاح خطتهم. وفي هذا السياق نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم»، المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتيناهو، أن المبعوثين الأميركيين لعملية السلام، جارد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومبعوثه الخاص جيسون غرينبلات، أعلنا في نهاية جولتهما بالمنطقة خلال الأسبوع الماضي أن فرص نجاح «صفقة القرن» باتت متدنية للغاية.
وأضافت الصحيفة أن السبب الرئيسي لهذه التوقعات المتدنية وسط الوفد الأميركي إلى المنطقة، الذي عمل لسنة ونصف السنة على عملية السلام وصفقة القرن، هو المقاطعة التي فرضها الفلسطينيون على الإدارة الأميركية، بما في ذلك العملية التي يقودها غرينبلات وكوشنر. كما أوضحت الصحيفة أن مبعوثي ترمب تحدثوا عن خفض التوقعات من نجاح «صفقة القرن» في ثلاثة اجتماعات مختلفة.
وأشارت «يسرائيل هيوم» إلى أن كوشنر وغرينبلات أبلغا محاوريهم بأنه ينبغي عليهم إدخال تعديلات على الخطة، وأن جزءاً كبيراً من الخطة التي وضعتها الإدارة الأميركية يركز على التنمية الاقتصادية بين الفلسطينيين، وليس فقط على ما يتعلق بالقضية السياسية. كما كشفت الصحيفة عن صعوبة أخرى واجهتها جولة فريق ترمب في المنطقة، تتمثل في رفض بعض القادة العرب تجاوز الفلسطينيين. وقالت إن «العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي زار واشنطن هذا الأسبوع، قال في أحد الاجتماعات التي عقدت في العاصمة الأميركية، إن نشر الخطة الأميركية دون تعاون فلسطيني سيكون كارثة».
وأكدت صحيفة «هآرتس» أن جهات عربية طلبت من المبعوثين الأميركيين عدم نشر خطة السلام الأميركية حتى لا تؤثر على استقرار الشرق الأوسط، إذا لم تلبِّ طموحات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها «إن ممثلين لدول عربية حذروا مبعوثي الإدارة الأميركية جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات من نشر خطة السلام الأميركية في ظل الظروف الحالية».
وبحسب الصحيفة أيضاً فإن قادة الدول العربية، الذين التقوا الوفد الأميركي خلال جولته في المنطقة، قالوا «إن الدول العربية تواجه تحديات داخلية، إلى جانب تطورات إقليمية، منها الحرب الأهلية في سوريا، والعمليات الإيرانية في المنطقة، ونشر خطة سلام لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني ستنعكس على حالة الاستقرار في الشرق الأوسط».
وكان المبعوثان الأميركيان قد أنهيا جولة قبل عدة أيام جولة في المنطقة، بهدف الترويج للخطة الأميركية للسلام، وقد زار الوفد كلاً من مصر والأردن والسعودية وإسرائيل، لكنه لم يلتقِ بعباس المقاطع.
ونشرت القناة السابعة العبرية أن الوفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، بقيادة جاريد كوشنر، لم يناقش مع نتنياهو مسألة التنازلات الإسرائيلية بهدف إنجاح تمرير «صفقة القرن»، معتبرةً أن ذلك يعود إلى رفض الجانب الفلسطيني الحوار مع نظيره الأميركي.
وقال مصدر أميركي بارز إن ما يعرقل إتمام «صفقة القرن» هو رفض الفلسطينيين مجرد الجلوس مع الأميركيين، رغم أن جولة صهر الرئيس جارد كوشنر المكوكية في منطقة الشرق الأوسط ناقشت الأمر نفسه مع الدول العربية، وإسرائيل.
وبحس بالمصدر، فإنه بسبب هذه المقاطعة يرغب الطرف الإسرائيلي بالحديث عن سلام اقتصادي أعمق وأفضل من السلام السياسي.
ومن غير المعروف إذا ما كانت الإدارة الأميركية ستنشر خطتها في ظل المقاطعة الفلسطينية.
صحف إسرائيلية: الأميركيون خفضوا سقف توقعاتهم من نجاح «صفقة القرن»
صحف إسرائيلية: الأميركيون خفضوا سقف توقعاتهم من نجاح «صفقة القرن»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة