عبَّر بيير كرينبول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، عن صدمته وتأثره بأوضاع جرحى المواجهات التي شهدتها حدود قطاع غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبخاصة في الرابع عشر من مايو (أيار) الحالي، والتي وصفها بالأكثر دموية من حرب 2014.
وقال كرينبول في مؤتمر صحافي له، عقب تفقده الجرحى في مستشفيات بغزة، إن الزيارة كانت صادمة ومؤثرة للغاية، وإن العالم لا يُقدّر فعلاً ما حدث في القطاع منذ بدء المسيرات في الثلاثين من مارس (آذار) الماضي، مشيراً إلى سقوط 117 ضحية وإصابة أكثر من 13 ألفاً بجروح، منهم نحو 4 آلاف بالرصاص الحي.
ودعا كرينبول إلى ضرورة العمل على إنقاذ القطاع الصحي وتقديم العلاج للجرحى والعمل على إعادة تأهيلهم، مشيراً إلى أن القطاع الصحي في غزة يعاني من ظروف صعبة وبحاجة إلى دعم من كل الجهات.
ولفت إلى أن الإصابات تركزت في مناطق محددة من أجساد المتظاهرين، خصوصاً في الأطراف السفلية والرأس والبطن والركبة والظهر. مضيفاً: «هذا يعني أن الذخيرة الحية استُخدمت لإحداث إصابات بليغة في الأنسجة الحيوية والعظام»، لافتاً إلى أن المئات من المتظاهرين سيواجهون إعاقات دائمة نتيجة لتلك الإصابات.
وبيّن كرينبول أن الأعداد الكبيرة للجرحى دفعت النظام الصحي إلى الانهيار، خصوصاً مع استمرار النقص في الأدوية والمواد الطبية، نتيجة الظروف الصعبة. وأشار إلى أن المستشفيات اضطرت إلى إلغاء وتأجيل العديد من العمليات الجراحية نظراً إلى عدد المصابين الكبير.
ولفت إلى أن عيادات تابعة لـ«أونروا» قدمت مساعدات طبية لـ1200 مصاب، تم إخراجهم من المستشفيات بسبب الضغط الشديد الذي تعرضت له.
وأكد أهمية أن يكون النظام الصحي في غزة مستعداً لما يحدث بعد هذه العمليات الجراحية، وبخاصة عمليات إعادة التأهيل، وهذا يشمل عيادات «أونروا» والعلاج الطبيعي، مشيراً إلى أن «أونروا» طوّرت وسيلة مهمة جداً، تتمثل في مراكز العلاج النفسي للتعامل مع مثل هذه الأشياء، مبيناً أن الأزمة المالية لدى الوكالة تؤثر على عمل تلك المراكز.
وأشار إلى أن الوضع في قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية وصحية كبيرة وستخلّف نتائج لا تُحصى داخل المجتمع الفلسطيني الذي يشكّل اللاجئون فيه 70%.
وأكد كرينبول حق سكان قطاع غزة في العيش بسلام وحرية وتوفير كل ضرورات الحياة. معتبراً أن تجريد غزة من الإنسانية لن يجلب السلام إلى المنطقة.
وجدد تأكيده مسؤولية «أونروا» عن جلب الانتباه إلى ما يحدث في قطاع غزة، معتبراً أن عدم تقييم العالم لما يحدث في غزة بشكل صحيح ستكون له آثار كبيرة، وبالذات على القطاعات الإنسانية والقطاع الصحي.
وأضاف: «نحن سنقوم بتشكيل عدة مقترحات لكي نجلب المال إلى غزة من أجل تركيز الجهود في هذا المكان».
وتطرق مفوض «أونروا» إلى الأزمة المالية في الموازنة، مشيراً إلى وجود عجز سابق بمبلغ 446 مليون دولار، تمت تغطية نحو 200 مليون منه فقط، مؤكداً أن «أونروا» تولي اهتمامها الأول للتعليم والصحة.
وأعرب عن أمله في أن يتم سد العجز القائم مع حلول يونيو (حزيران) المقبل، في ظل وجود بعض المبادرات، مشيراً إلى أن هذا العجز يعد الأكبر في تاريخ «أونروا».
كانت الولايات المتحدة قد أوقفت تقديم دعمها لـ«أونروا»، وربطت ذلك بشروط سياسية لفرضها على الفلسطينيين، تتعلق بعملية السلام والقبول بالمبادرة الأميركية، وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية.
مفوض «أونروا» يعرب عن صدمته خلال تفقده جرحى اعتداءات الإسرائيلية
كرينبول يطالب بإنقاذ القطاع الصحي في غزة
مفوض «أونروا» يعرب عن صدمته خلال تفقده جرحى اعتداءات الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة