موسكو تحبط هجوماً إرهابياً واسعاً خلال احتفالات عيد النصر

ضبط كميات من الأسلحة والمتفجرات كانت بحوزة متطرفين

الرئيس بوتين خلال مشاركته في مسيرة فوج الخالدين بعيد النصر على النازية في التاسع من الشهر الجاري (إ.ب.أ)
الرئيس بوتين خلال مشاركته في مسيرة فوج الخالدين بعيد النصر على النازية في التاسع من الشهر الجاري (إ.ب.أ)
TT

موسكو تحبط هجوماً إرهابياً واسعاً خلال احتفالات عيد النصر

الرئيس بوتين خلال مشاركته في مسيرة فوج الخالدين بعيد النصر على النازية في التاسع من الشهر الجاري (إ.ب.أ)
الرئيس بوتين خلال مشاركته في مسيرة فوج الخالدين بعيد النصر على النازية في التاسع من الشهر الجاري (إ.ب.أ)

كشفت موسكو جانبا من تفاصيل إحباط هجوم إرهابي واسع استهدف إيقاع خسائر فادحة في صفوف المدنيين الروس وتوجيه ضربة سياسية كبرى إلى الكرملين من خلال اختيار توقيت الهجوم مع احتفالات روسيا بعيد النصر على النازية في التاسع من الشهر الجاري.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف المسؤول عن ملف الإرهاب في الوزارة أن جهاز الاستخبارات الروسي أحبط هجمات إرهابية متزامنة كانت مخططة على المشاركين في مسيرة «فوج الخالدين» بموسكو ضمن الفعاليات الاحتفالية بعيد النصر.
ونقلت وكالة «تاس» الرسمية عن الدبلوماسي أن الأجهزة الخاصة الروسية تمكنت، قبيل عيد النصر من توقيف عناصر إرهابية كانت تخطط لتنفيذ هجمات باستخدام متفجرات على المشاركين في «فوج الخالدين» في العاصمة موسكو، علما بأن هذه المسيرة التي تنظم سنويا لأحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية ضمت أكثر من مليون نسمة في هذا العام وكان يمكن لنجاح المخطط أن يوقع عددا كبيرا من الضحايا بسبب الازدحام الشديد والتداعيات المحتملة لعمليات التدافع أو الذعر.
كما أن إيقاع هجوم ضخم بهذه الطريقة كان من شأنه أن يشكل صفعة قوية للرئيس فلاديمير بوتين الذي شارك في جانب من المسيرة كما أنه قاد احتفالات واسعة بالمناسبة في الساحة الحمراء جرى خلالها تنفيذ عرض عسكري ضخم هدف إلى إبراز قوة روسيا وعظمتها. وأوضح سيرومولوتوف أن الأمن الروسي ضبط كميات من الأسلحة والمتفجرات كانت بحوزة عناصر تلك المجموعات الإرهابية، مشيرا إلى أن تعقب أفراد المجموعة بدأ قبل أسابيع عندما حصلت الأجهزة الأمنية على معلومات دلت إلى تحضيرات جارية لتنفيذ هجوم قوي، وأسفرت عمليات دهم وملاحقات في عدد من المدن الروسية جرت «خلال الفترة من 21 حتى 24 أبريل (نيسان) عن القضاء على 26 إرهابيا». وقال المسؤول الروسي إن الشبكة الإرهابية كانت نشطت في شمال غربي سيبيريا، وتحديدا في دائرة أورال الفيدرالية، مشيرا إلى أن الخيط الأول الذي قاد إلى كشف الشبكة كان وقوع أحد المخططين في مدينة سان بطرسبورغ بأيدي رجال الشركة الروسية العام الماضي. وأفاد أن التحقيقات المتعلقة بمصادر تمويل المجموعة دلت إلى أن أموالا جاءت إلى أفرادها من جهات في تركيا، وزاد أن استكمال التحقيقات وعمليات الملاحقة قاد إلى وجود مجموعة سيبيريا التي كانت احتياطية واستعدت لتنفيذ الهجوم بعد سقوط مجموعة بطرسبورغ.
وكانت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسية أعلنت عن نجاح عملياتها في إحباط نشاط عدد من المجموعات المتشددة خلال الأسابيع الأخيرة، ونشرت قبل أسبوع تفاصيل عن اعتقال خمسة أشخاص في مدينة ياروسلافل شمالي موسكو وإقليم ستافروبول جنوب البلاد.
وأشارت الهيئة إلى أن التنسيق لشن هجمات جرى من خارج البلاد عبر قنوات مغلقة في تطبيق «تلغرام». وأعلنت الهيئة في وقت سابق عن اثنين من أبرز عناصر خلية متشددة في مدينة نيفينوميسك بإقليم ستافروبول جنوب البلاد كانا يخططان لشن هجمات.
وأوضحت الهيئة أن المتطرفين تصديا لعناصر الأمن أثناء عملية اعتقالهما وتم القضاء عليهما، مشيرة إلى أن أفراد الأمن عثروا في الموقع على مصنع متفجرات وعبوة ناسفة وأسلحة نارية وقنابل يدوية، بالإضافة إلى كميات من الذخيرة.
وأفاد مدير الجهاز الأمني الروسي ألكسندر بورتنيكوف، بأن الأجهزة المختصة قامت بإحباط 6 عمليات إرهابية وتفكيك 12 خلية سرية منذ بداية العام الجاري.
وقال بورتنيكوف خلال اجتماع لجنة مكافحة الإرهاب الروسية قبل أسبوعين أنه «تم إيقاف عمل 12 خلية إرهابية سرية. ومنذ بداية العام الجاري تم اعتقال 189 مسلحا ومقتل 15 إرهابيا في روسيا».
وأضاف أن من بين العمليات الإرهابية التي أحبطها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي هجمات خطط لها تنظيم داعش في جمهوريتي إنغوشيا وبشكيرستان الروسيتين خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».