الجيش اليمني يقترب من تأمين باب المندب بعد استعادة جبال كهبوب

تقدّم ميدانياً غرب تعز بدعم من التحالف

عناصر بالجيش اليمني (رويترز)
عناصر بالجيش اليمني (رويترز)
TT

الجيش اليمني يقترب من تأمين باب المندب بعد استعادة جبال كهبوب

عناصر بالجيش اليمني (رويترز)
عناصر بالجيش اليمني (رويترز)

استعادت قوات الجيش الوطني اليمني جبال كهبوب الاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب جنوب غربي محافظة تعز، عقب مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثي ‏المدعومة من إيران.‏
وقال مصدر عسكري في تصريح نقله الموقع الإلكتروني ‏لوزارة الدفاع اليمنية، إن قوات الجيش فرضت سيطرتها على ‏جبال «الحجيجة» المطلة على مضيق باب المندب بعد مواجهات عنيفة استمرت لساعات أفضت في مجملها إلى ‏السيطرة على السلاسل الجبلية الاستراتيجية.‏ֹ
وعثرت قوات الجيش على عدد من السراديب التي كانت ‏الميليشيا تتخذها مخازن أسلحة، واستعادت كميات كبيرة من ‏تلك الأسلحة.‏ֹ
من جانبه أوضح الناطق الإعلامي باسم جبهة الساحل الغربي ‏أحمد عاطف الصبيحي، أن الجيش يقترب من تأمين الممر ‏ׁالدولي في باب المندب والذي يبعد عن جبال كهبوب قرابة ‏ֹ‏ֹ35 كيلومتراً، في حين لم يتبقَّ أمام قوات الجيش الوطني سوى ‏مناطق صحراوية.‏ֹ
وفي تعز، فرضت قوات الجيش الوطني اليمني مسنودة بقوات ‏التحالف العربي بقيادة السعودية، سيطرتها على آخر المناطق التي كانت ‏تتمركز فيها ميليشيا الحوثي الانقلابية ‏ֹغرب محافظة تعز، جنوب غربي اليمن.‏
وقال مصدر عسكري يمني، إن الجيش استعاد قرية «العقمة» ‏ֹوهي آخر منطقة تسيطر عليها الميليشيات في مديرية موزع ‏والمحاذية لمديرية الوازعية، وسط انهيار واسع في صفوف ‏الانقلابيين.
وأضاف المصدر في بيان نشره المركز الإعلامي للقوات ‏المسلحة اليمنية، التحام قوات الجيش بمديرية موزع، مع ‏القوات الموجودة بمفرق مديرية الوازعية، التي هي الأخرى ‏كانت تزحف باتجاه مركز الوازعية.‏ֹ
وأشار إلى أن قوات الجيش أحكمت سيطرتها على ‏معسكر العمري غرب محافظة تعز بعد معارك عنيفة ‏ֹخاضتها مع ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مبيناً أن تحرير ‏ׁالمعسكر جاء عقب شن الجيش هجوماً مباغتاً على الميليشيا، نجح في السيطرة عليه.‏



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.