سفيرة الاتحاد الأوروبي تثني على الانتخابات وتؤكد الالتزام بدعم لبنان

كريستينا لاسن سفيرة الاتحاد الأوروبي خلال حفل استقبال أقامته في بيروت بمناسبة «يوم أوروبا»... («الشرق الأوسط»)
كريستينا لاسن سفيرة الاتحاد الأوروبي خلال حفل استقبال أقامته في بيروت بمناسبة «يوم أوروبا»... («الشرق الأوسط»)
TT

سفيرة الاتحاد الأوروبي تثني على الانتخابات وتؤكد الالتزام بدعم لبنان

كريستينا لاسن سفيرة الاتحاد الأوروبي خلال حفل استقبال أقامته في بيروت بمناسبة «يوم أوروبا»... («الشرق الأوسط»)
كريستينا لاسن سفيرة الاتحاد الأوروبي خلال حفل استقبال أقامته في بيروت بمناسبة «يوم أوروبا»... («الشرق الأوسط»)

عبّرت سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن عن ارتياح الاتحاد لإجراء الانتخابات النيابية في لبنان، لأول مرة منذ 9 سنوات. ورأت أن «العملية أجريت في أجواء سلمية عموماً، رغم بعض الملاحظات»، مؤكدة أن أوروبا «تلتزم بدعم استقرار لبنان وأمنه وتنميته الاقتصادية، بوصفه شريكا أساسيا لها، ولأنه يعدّ رمز التعايش والتسامح في هذه المنطقة».
وفي كلمة ألقتها خلال حفل استقبال أقامته في بيروت بمناسبة «يوم أوروبا»، بحضور رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بصفته الرسمية وممثلا عن رئيس الجمهورية ميشال عون، وحضور النائب عاطف مجدلاني ممثلاً لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدد كبير من الوزراء والنواب والسفراء، عدّت لاسن أن «هذا الأسبوع مميز جدا بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي في لبنان، لأننا شهدنا على أول انتخابات نيابية منذ عام 2009».
وعبرت عن سعادتها بطلب الحكومة اللبنانية من الاتحاد الأوروبي نشر بعثة مستقلة لمراقبة الانتخابات، ولفتت إلى أن «البعثة وضمن تقريرها الأولي لاحظت، رغم بعض الملاحظات والدروس المستقاة، أن الانتخابات قد أجريت بشكل جيد وفي أجواء سلمية عموما»، متمنية لو كانت سمحت بوصول مزيد من النساء إلى مجلس النواب، وقالت: «هذا أمر نؤيده بشدة، وسنستمر في تشجيع النساء على الترشح والاقتراع، على أن يكنّ ناشطات في السياسة، ونأمل خلال الانتخابات المقبلة في أن تحقق النساء خرقا».
ورأت المسؤولة الأوروبية أن «إجراء الانتخابات وسط الاضطرابات الإقليمية، أظهر مجدداً أن للبنان قدرة لافتة على التكيف... بالإضافة إلى الانتخابات، ساهمت المؤتمرات الدولية التي انعقدت في الشهرين الماضيين والتي ركزت على لبنان، في جوانب مختلفة من استقرار هذا البلد الذي نعتز به جميعاً».
وأشارت لاسن إلى أن «الأسرة الدولية اجتمعت قبل شهرين في روما في إشارة قوية إلى دعم المؤسسات الأمنية الشرعية اللبنانية، وفي الشهر الماضي في باريس، وأيد المجتمع الدولي الرؤية الاقتصادية للحكومة، وتعهد بدعم خطتها الاستثمارية الرأسمالية الطموح». وشددت على «الحاجة إلى إصلاحات هيكلية وقطاعية من أجل نجاح تلك الخطة». وتابعت: «في بروكسل، اجتمع قبل أسبوعين فقط 80 وفدا من جميع أنحاء العالم لدعم البلدان الأكثر تضررا من الأزمة السورية - لا سيما لبنان - ولتقديم دعمهم السياسي والمالي لأولئك الذين يتحملون عبء استضافة اللاجئين السوريين إلى حين تمكنهم من العودة إلى بلدهم».
وقالت سفيرة الاتحاد الأوروبي: «يظهر كل هذا أن أوروبا تلتزم بدعم استقرار لبنان وأمنه وتنميته الاقتصادية، والأهم أن كل هذا يظهر أن أوروبا أفضل صديق للبنان، والسبب لا يعود إلى أننا نحب هذا البلد حصرا لجماله وشعبه، بل لأن لبنان شريك أساسي لنا، ولأنه الجار القريب لأوروبا»، مؤكدة أن لبنان «بات رمز التعايش والتسامح ليس فقط في هذه المنطقة، بل في العالم كله، فهو بلد يصنع رغم كل شيء، وعلى حد تعبير دولة الرئيس الحريري، خيرا عاما عالميا لسائر أنحاء العالم باستضافة مليون ونصف مليون لاجئ»، مؤكدة أن أوروبا «تتشاطر مع لبنان قيماً أساسية، وكذلك بعض التحديات الأساسية، كالإرهاب والهجرة والحاجة للنمو الاقتصادي».
وأملت المسؤولة الأوروبية في أن «تتاح للمجلس النيابي الجديد وللحكومة العتيدة الفرصة للاستفادة من الزخم الإيجابي الذي أوجدته مؤتمرات الدعم، والانتخابات، لإجراء الإصلاحات الضرورية والاقتراب أكثر من لبنان الذي تتحدثون عنه وتحلمون به جميعا»، عادّة أن «الفرصة سانحة للتغيير، ونحن نرغب في دعم لبنان حتى النهاية، لأن أوروبا، كما قلت، أفضل صديق للبنان».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.