مع تصريحات بأن هزيمة تنظيم «داعش» على الأرض لا تعنى هزيمة نشاطاته الإلكترونية، ومع زيادة نشاطات «داعش» الإلكترونية بعد سقوط الرقة، عاصمة التنظيم الإرهابي، وبالإضافة إلى توقع مواجهات مع دول مثل الصين وروسيا، أعلن «البنتاغون»، أول من أمس، تأسيس قيادة مستقلة للحرب الإلكترونية.
وأعلن البنتاغون تولى الجنرال بول ناكاسون رئاسة «قيادة الأمن الإلكتروني الأميركي». وقالت وكالة «رويترز» إن هذا «يضعها، لأول مرة، في مصاف تسع قيادات قتالية أميركية أخرى».
وقال مساعد وزير الدفاع، باتريك شاناهان، إن هذا التغيير «إقرار بأن هذا النوع الجديد من الحروب بلغ أعلى درجة من التطور». وقال اللفتنانت جنرال فينسنت ستيوارت، نائب مدير قيادة الأمن الإلكتروني: «نحن مستعدون لإطلاق قواتنا الإلكترونية، ولحماية وطننا من كل خطر».
في الوقت ذاته، أعلن البيت الأبيض تولي ناكاسون منصب مدير وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه)، المسؤولة عن المراقبة إلكترونية على مستوى العالم، وأيضاً عن حماية الشبكات الإلكترونية العسكرية من القرصنة. وبهذا، صار مدير وكالة الأمن الوطني يشرف، أيضاً، على قيادة الأمن الإلكتروني.
وتشمل قيادة الأمن الإلكتروني وحدات عسكرية مدربة على صد هجمات القرصنة الإلكترونية، وعلى إطلاق حروب إلكترونية.
وقالت «رويترز»: «بينما تجري قيادة الأمن الإلكتروني عمليات ضد جماعات مثل تنظيم (داعش)، يعزف الرؤساء الأميركيون عن الدخول في حرب إلكترونية مع دول كبيرة مثل روسيا والصين، لأن الولايات المتحدة، باعتمادها كثيراً على الإمكانيات الإلكترونية، صارت أكثر عرضة للاختراق من خصومها».
في بداية هذا العام، ومع تزايد هزائمه أمام قوات التحالف في سوريا والعراق، أعلن تنظيم «داعش»... «الحرب الافتراضية» على الدول والمصالح الغربية. وقال خبراء إرهاب أميركيون إن حرب الإنترنت هذه ربما ستؤذي الدول الغربية أكثر، وذلك لأنها ستجند متطرفين ليس لحروب في الشرق الأوسط فقط، ولكن، أيضاً، لحروب في الدول الغربية.
وقال تقرير نشره مركز «سايت»، المتخصص في الإرهاب والحرب ضد الإرهاب، إن «داعش»، حتى قبل سقوط عاصمته الرقة، كان أعد خططاً لشنِّ هجمات إلكترونية. وأنه يرى أن «الجهاد الإلكتروني» ليس أقل فعالية من «الجهاد» في ميادين القتال. في ذلك الوقت، قالت ريتا كاتز، مديرة المركز: «بدأ (داعش) الخطوات الأولى لإعادة تجميع وسائلها الإعلامية. وكانت عانت من انتكاسات كبرى بسبب هجمات دول التحالف ونظام (الرئيس السوري بشار) الأسد. لكنها تتخذ حالياً خطوات كبيرة لإعادة تجميع عملياتها الدعائية التي تعتبر من أكثر أسلحتها خطراً».
ونشر المركز صورة وزعها «داعش»، وفيها شخص يخفي معالمه وراء علم «داعش» الأسود، وفي الخلف صورة «سنترال بارك» (حديقة نيويورك المركزية) في فصل الشتاء. مع الصورة عبارة: «وي آر إن يور هوم» (نحن في وطنكم). هذا بالإضافة إلى فيديو عمليات إرهابية نشره «داعش» في قنوات الإنترنت، وفيه شخص يقول: «حان وقت حصد الرؤوس»، مع صور جنود أميركيين في الشرق الأوسط.
وقال تقرير «سايت» عن دعايات «داعش» الأخيرة: «تغير المحتوى بشكل كبير منذ فقدان محافظة الرقة، التي كانت في الماضي مركزاً للإعلام الرسمي للتنظيم، ومركز الإنتاج السينمائي والإلكتروني، بعد أن اختفت المجلات المصقولة، والفيديوهات التي كانت تصور الحياة الفاضلة في ظل حكم المتشددين».
«البنتاغون»: قيادة مستقلة للحرب الإلكترونية
«البنتاغون»: قيادة مستقلة للحرب الإلكترونية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة