كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن وزير الخارجية الأميركية الجديد، مايك بومبيو، بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، في كيفية استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وفق مشروع «صفقة القرن»، وذلك بعد تدشين المقر المؤقت للسفارة الأميركية في القدس الغربية، في منتصف شهر مايو (أيار) المقبل.
وقالت المصادر إن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مصِر على نقل السفارة حتى ولو بشكل رمزي، حتى يكسب ود اليمين الإسرائيلي الحاكم. ولكنه اختار وزير خارجية جديدا، مؤمنا بإمكانية التقدم في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. «لا بل إنه يعد خطة شاملة لهذا الغرض، ستبدأ بمنح الفلسطينيين محفزات عدة، مالية ومادية ومعنوية، تتيح لهم العودة إلى المفاوضات»، كما قال أحد المطلعين.
وكان نتنياهو قد أضفى جوا حميما على زيارة بومبيو. فقد استهل جلسة الحكومة العادية، صباح أمس، بالقول: «سنستقبل اليوم بكل حفاوة، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وهو صديق حقيقي لإسرائيل. أعتقد أن قيامه بزيارة إلى إسرائيل في إطار الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها كوزير خارجية، خارج الولايات المتحدة، تحمل أهمية خاصة. سأبحث معه التطورات الإقليمية والعدوان الإيراني المتزايد، وبالطبع الاتفاقية النووية التي أبرمت مع إيران، والقرار بشأنها سوف يتخذ قريبا. إن العلاقات الإسرائيلية الأميركية أقوى اليوم من أي وقت مضى. وفي هذه المناسبة، أود أن أشكر الرئيس ترمب مجددا على قراره بنقل السفارة الأميركية إلى أورشليم، وهذا سيحدث بعد أيام. وقلت وقتها إنه ستكون هناك دول أخرى ستنضم إلى هذا الحراك، وأستطيع أن أقول لكم إن هذا يحدث على الأرض».
وعندما وصل بومبيو إلى مقر رئاسة الوزراء، هنأ نتنياهو ضيفه بتولي منصبه الجديد، كوزير للخارجية، وقال له: «نفتخر كثيرا بأن هذه هي زيارتك الأولى كوزير الخارجية الأميركي». وقد رد بومبيو: «أنتم شركاء هامون للغاية وهناك مكان خاص في قلبي مخصص لكم».
وأكدت مصادر أميركية في تل أبيب، أمس، أن الموضوع الفلسطيني ساد الجلسة مع نتنياهو، التي أبدى فيها الوزير الأميركي، إصرارا على التقدم في هذا الملف باتجاه حل الدولتين. وقد استغرب نتنياهو هذا الإصرار. ولكنه أمام رؤية الإصرار نفسه على افتتاح السفارة الأميركية في القدس، في منتصف الشهر المقبل، رغم أن المبنى غير جاهز والترتيبات الأمنية فيه ناقصة، لم يستطع الدخول في نقاش خلافي مع بومبيو.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أبلغت المحكمة العليا في القدس، بأنها تبذل جهودا خارقة في التحضيرات والاستعدادات لحفل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأنها لن تنهي هذه الاستعدادات في اليوم المقرر للافتتاح. ولذلك، فإن الافتتاح سيكون حدثا رمزيا، والسفير لن ينتقل إلى القدس في هذه المرحلة.
وكانت جمعية «عير عميم»، رفعت دعوى إلى المحكمة العليا، تجري مناقشتها اليوم الاثنين. وقد تم توجيه الدعوى ليس فقط ضد وزير المالية، موشيه كحلون، الذي منح إعفاء من رخصة بناء للسفارة بغرض تسريع نقلها من تل أبيب، بل أيضا ضد أطراف أخرى مثل: وزارة الخارجية الأميركية، والمجلس القطري للتخطيط والبناء في إسرائيل، وبلدية القدس، والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية. وتطلب جمعية «عير عميم» ونحو 20 من سكان حي «تلبيوت» المنضمين للدعوى، أن تصدر المحكمة أمرا مؤقتا لوقف العمل حتى صدور قرار بشأن ما إذا كان الإعفاء بموجب المادة 266 هو شرعي وقانوني.
وفي رد الدولة على الالتماس، الذي سيقدمه هداس عيران، من إدارة الالتماسات في مكتب المدعي العام للدولة، اليوم، يعترف بأنه للمرة الأولى، لن يتم الانتهاء من الأعمال التي من أجلها تم منح الإعفاء من رخصة بناء في الوقت المناسب، بما يمكِن من نقل كامل لأنشطة السفارة. ويشمل ذلك، بناء جدار بطول 3.2 متر، وتعبيد طريق للخروج بحالات الطوارئ، كما أن الأعمال لا تتوافق مع الخريطة الهيكلية المحلية، التي كانت في الأصل مخصصة لاحتياجات القنصلية الأميركية، وليس لبناء سفارة ذات قيود أمنية صارمة. ويستدل من رد الدولة أنه لن يكون من الممكن البدء في بناء الجدار الخارجي حتى حفل افتتاح السفارة في القدس في 14 مايو 2018. ومع ذلك، تنوي الولايات المتحدة استخدام الوقت المتبقي قبل حفل الافتتاح، لاستكمال تخطيط الجدار والتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية للبناء، إذ سيتم الشروع ببناء الجدار بعد حفل افتتاح السفارة. وفي ردها على الالتماس، توضح الدولة أنه وفقا للمتطلبات الأمنية لإدارة الرئيس دونالد ترمب، فإن الجدار شرط ضروري لنشاط وعمل السفارة، وبسبب صعوبة بناء ذلك في الجداول الزمنية المحددة، سيكون نشاط السفارة الأميركية في القدس في هذه المرحلة جزئيا فقط.
من جهة ثانية، حذرت وزارة الخارجية الروسية، من تداعيات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأعربت عن «خشيتها من تزايد تفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على خلفية نقل السفارة الأميركية المرتقب، بالتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين في منتصف مايو. وشددت على أن موسكو «تشعر بقلق عميق بسبب الأحداث المأساوية في الأراضي الفلسطينية»، داعية «كل الأطراف ذات العلاقة إلى التحلي بضبط النفس، وعدم الإقدام على أي خطوات يمكنها أن تزيد من تدهور الوضع، وهو ما يهدد بالتصعيد إلى مواجهة مسلحة واسعة النطاق بين غزة وإسرائيل».
نتنياهو التقى بومبيو... وواشنطن تستأنف مفاوضات السلام بعد نقل سفارتها إلى القدس
جمعية إسرائيلية تلتمس إلى المحكمة ضد وزارة الخارجية الأميركية بسبب المبنى
نتنياهو التقى بومبيو... وواشنطن تستأنف مفاوضات السلام بعد نقل سفارتها إلى القدس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة