مصر: اتهامات بالفساد {تُغرق} مسؤولين محليين بعد «موجة أمطار»

النائب العام يبدأ إجراءات التحقيق في القضية

سيارات ومركبات كما بدت في أحد الشوارع المغمورة بمياه الامطار في القاهرة (إ.ب.أ)
سيارات ومركبات كما بدت في أحد الشوارع المغمورة بمياه الامطار في القاهرة (إ.ب.أ)
TT

مصر: اتهامات بالفساد {تُغرق} مسؤولين محليين بعد «موجة أمطار»

سيارات ومركبات كما بدت في أحد الشوارع المغمورة بمياه الامطار في القاهرة (إ.ب.أ)
سيارات ومركبات كما بدت في أحد الشوارع المغمورة بمياه الامطار في القاهرة (إ.ب.أ)

أغرقت اتهامات بـ«الفساد وإهدار المال العام»، مسؤولين محليين في مصر، على خلفية تحقيقات بدأتها السلطات بشأن تضرر بعض الأحياء الجديدة في العاصمة من تجمع مياه الأمطار بشكل أعاق حركتهم، وذلك على خلفية موجة من الطقس السيئ الذي ضرب البلاد قبل أيام، ووصل في بعض المناطق إلى حد السيول.
وأعلنت «هيئة الرقابة الإدارية»، أمس، إيقاف عدد من المسؤولين بجهاز «مدينة القاهرة الجديدة»، وأحالت «وقائع الأزمة إلى النائب العام لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية».
وأثارت مشكلة تراكم مياه الأمطار في منطقة «القاهرة الجديدة» موجة من الغضب في أوساط واسعة من المصريين، خاصة أن المنطقة تمتاز ببنيتها التحتية الحديثة، والمخططة بشكل كان يعتقد أنه جيد.
ودفعت حالة الامتعاض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى التعليق على الأزمة، وقال عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، قبل يومين: «أتفهم تماماً حالة المعاناة التي ألمت ببعض المصريين نتيجة الآثار الناجمة عن تساقط الأمطار بشكل مفاجئ وغير معتاد عليه خلال اليومين الماضيين، وأؤكد أن الدولة بكل أجهزتها ستكثف من جهودها لتلافي حدوث مثل هذه الآثار مرة أخرى».
وقالت «الرقابة الإدارية»، في بيان، أمس، إنها «أجرت تحقيقات بناء على توجيهات رئاسية للوقوف على الأسباب الفنية والموضوعية التي أدت إلى وقوع أزمة تراكم مياه الأمطار من جراء الطقس السيئ الذي ضرب بعض المناطق بالقاهرة الكبرى وأبرزها مدينة القاهرة الجديدة، وتحديد المسؤوليات بشأنها، وخاصة في ظل وجود تحذيرات صادرة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية لكل الجهات بالدولة بتعرض البلاد إلى رياح شديدة يصاحبها سقوط أمطار تصل للسيول في بعض المناطق». وعددت «الرقابة الإدارية» عدداً من الأعطال التي تسببت في أزمة تراكم الأمطار، ومنها «تعطل الطلمبات ومولدات الكهرباء وشبكات الحريق، وبعض لوحات التحكم الرئيسية لتشغيل الطلمبات الخاصة بنظام الصرف الصحي بالقاهرة الجديدة، وما شاب إجراءات تسليم وتسلم محطات الصرف بين جهاز مدينة القاهرة الجديدة وشركة الصرف الصحي بالقاهرة بالمخالفة، الأمر الذي شكل جريمة جنائية تضر بالمال العام وتستدعى المساءلة القانونية».
وحمّلت «الرقابة الإدارية» 3 وزارات والسلطات المحلية بالعاصمة جانبا من المسؤولية، وقالت إن تبين «انعدام الحرفية والمهنية في إدارة الأزمة عقب حدوثها وغياب التنسيق بين وزارات الإسكان والكهرباء والنقل ومحافظة القاهرة للاستفادة من قدرات كل منها وإمكاناتها لتلافى الآثار التي نجمت عن ذلك».
وحددت الهيئة أسماء «رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة، ورئيس شركة الصرف الصحي للقاهرة الكبرى، واللجنة المسؤولة عن تسليم وتسلم محطات الصرف الصحي لجهاز مدينة القاهرة الجديدة، ومدير عام التأمين وسلامة الطرق والمكلف بالإشراف على الطريق الدائري التابع للهيئة العامة للطرق والكباري» باعتبارهم مسؤولين عن المشكلة، وقالت إنه تقرر «إيقاف عدد من المسؤولين بجهاز مدينة القاهرة الجديدة عن العمل، وإحالة الوقائع إلى النائب العام لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية».
وأشارت «الرقابة الإدارية» إلى أنه «تتم مراجعة تشكيل مركز لإدارة الأزمات التابع لرئيس مجلس الوزراء ومنحه صلاحيات وآليات تتيح له مواجهة أي أزمات تتعرض لها البلاد».
من جهته، أصدر النائب العام المستشار نبيل صادق، قراراً بتكليف «هيئة الرقابة الإدارية بإعداد تقرير مفصل عن مواطن التقصير في أداء الجهات والأشخاص المسؤولين عن جهاز مدينة القاهرة الجديدة، وأجهزة الدولة الأخرى على خلفية أزمة تراكم مياه الأمطار بالقاهرة الجديدة». وتضمن قرار النائب العام عرض نتائج التقرير فوراً على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات في الشكاوى المقدمة من المواطنين في هذا الخصوص.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.