قالت نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات إن مشروع التكفّل ببناء وترميم مسجد النوري الكبير في الموصل يأتي ضمن التزام بلادها الدائم بدعم أشقائها العرب، لا سيما العراق الذي يعاني منذ سنوات طويلة من تبعات الحروب التي أثرت بشكل كبير على مختلف مناحي الحياة هناك، وبشكل خاص على الحياة الثقافية وما خلفه ذلك من تدمير للبنية التحتية طال المواقع الأثرية والتراثية.
وقالت الكعبي إن المشروع يأتي في إطار التزام الإمارات المبدئي بدعم العراق بإجمالي 500 مليون دولار لمشاريع البنية التحتية والكهرباء والمساعدات الإنسانية، وبتكلفة 50.4 مليون دولار للمساهمة في إعادة بناء وترميم المعالم الأثرية، وذلك بهدف تمكين العراق من استعادة مكانته الثقافية الضاربة بعمق في تاريخ الإنسانية، وذلك بالشراكة مع وزارة الثقافة العراقية وعدد من المنظمات الدولية.
وأضافت في حديث مع «الشرق الأوسط» بعد الإعلان عن المشروع لتشرح أهم أبعاده: «يشمل المشروع إعادة بناء مسجد النوري الكبير ومنارته الحدباء وقاعدتها، والمباني الملحقة به، إضافة إلى إعادة بناء البنية التحتية اللازمة حوله، وكذلك إعادة تأهيل الحدائق التاريخية، وبناء صرح تذكاري يحتوي بقايا المسجد، ومساحات ثقافية ومجتمعية وتعليمية لأفراد المجتمع في الموصل، وذلك خلال خمس سنوات».
ويعتبر مسجد النوري الكبير الواقع في الساحل الأيمن للموصل والذي يشتهر بمنارته «الحدباء» المحدبة نحو الشرق، من مساجد العراق التاريخية العريقة وثاني مسجد يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، حيث بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز تسعة قرون وقد أعيد إعماره مرات عدة، كانت آخرها عام 1363 من السنة الهجرية والتي توافق العام 1944 ميلادية.
وعن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع وزارة الثقافة العراقية وانعكاساتها، قالت الكعبي إنها «تهدف إلى وضع أساس راسخ للتعاون بين الطرفين في مجالات الثقافة وتنمية المعرفة المتعلقة بالآثار والتراث والفنون والمكتبات تأكيدا على وحدة الأصول الحضارية والثقافية وعلى الهوية القومية المشتركة، ودور الثقافة والفنون في تعزيز العلاقات بين الدولتين، وتوطيد علاقات الأخوة والصداقة بينهما».
وتابعت أن مذكرة التفاهم تأتي اعترافا بأهمية دور الحوار الثقافي واللقاءات الثقافية في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون وأضافت أنها «تتضمن مسارات للتعاون في مشروعات حماية التراث الثقافي بما في ذلك ترميم الآثار التاريخية، وتبادل الخبرات والمعلومات والخبراء في كافة المجالات الثقافية، وهو ما سيشكل دعماً مباشرا للحياة الثقافية العراقية ويعزز الإمكانات الداعمة للسياحة الثقافية، ويسهم في خلق فرص اقتصادية تعزز الاستقرار والازدهار في هذا البلد العريق».
وشددت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات على أن البلدين تجمعهما علاقات أخوية وتعاون وثيق منذ عقود، وتأتي الاتفاقية تعزيزاً لتلك العلاقات الراسخة والعمل على تبادل الخبرات لتسهيل تنفيذ الاتفاقيات الدولية المبرمة من خلال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» وغيرها من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالآثار والتراث والفنون والمكتبات التي صدقت عليها الدولتان، إضافة إلى تعزيز التعاون بين السلطات المختصة في المجالات الثقافية بغرض رفع مستوى الوعي بـــالهوية القومية والوطنية وثقافة وتراث وفنون كل منهما لدى الآخر.
وزيرة الثقافة الإماراتية: نسعى لتمكين العراق من استعادة مكانته الثقافية
نورة الكعبي تؤكد لـ «الشرق الأوسط» إتمام مشروع بناء مسجد النوري الكبير بالموصل خلال 5 سنوات
وزيرة الثقافة الإماراتية: نسعى لتمكين العراق من استعادة مكانته الثقافية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة