جورج بوش الأب واجه الموت قبل 7 عقود

بعد يوم واحد فقط من دفن زوجته، أُصيب الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب بعدوى انتشرت في دمه وتم نقله إلى المستشفى. وقال متحدث باسم الأسرة، أمس (الاثنين)، إن بوش يستجيب للعلاج ويبدو أنه سيتعافى.
وكان بوش (93 عاماً)، الذي يعاني من مرض باركينسون الذي يضطره إلى استخدام كرسيّ متحرك منذ سنوات، قد حضر السبت الماضي مراسم جنازة زوجته في هيوستن بولاية تكساس، وقد سلّط الأهل والأصدقاء الضوء على زواجه الذي استمر 73 عاماً من السيدة الأولى السابقة وحياتهما الرائعة والصعوبات التي واجهاها معاً.
وحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فقد شملت روايات الأهل والأصدقاء رواية مختصرة عن واحدة من المرات الأولى التي تعرض فيها جورج بوش للموت.
وأشارت الرواية إلى أنه قبل أكثر من 7 عقود، واجه بوش الموت في المحيط الهادئ.
ففي السابع من ديسمبر (كانون الأول) عام 1941، كان بوش يسير في حرم أكاديمية فيليبس عندما سمع للمرة الأولى الأخبار التي تفيد بأن اليابانيين قصفوا بيرل هاربر. وحسب تصريحات كاتب سيرة بوش والمؤرخ الرئاسي جون ميتشام، فقد كان رد بوش الفوري هو التطوع في الجيش.
وقد ذكر بوش في سيرته الذاتية التي كتبها ميتشام وحملت عنوان «المصير والقوة: الملحمة الأميركية لجورج هيربرت والكر بوش»: «بعد قصف بيرل هاربر، كان العالم مختلفاً تماماً، فبلدك يتعرض لهجوم، وينبغي أن تقف إلى جانبه وتساعده».
وقد انضم بوش إلى البحرية الأميركية في عيد ميلاده الـ18، وأصبح أصغر طيار في البحرية الأميركية في ذلك الوقت.
وفي فجر يوم 2 سبتمبر (أيلول) 1944، كان من المقرر أن يطير بوش لتوجيه ضربة فوق جزيرة شيشي جيما اليابانية، التي تبعد 500 ميل عن البر الرئيسي. وقد كانت الجزيرة معقلاً للاتصالات والإمدادات لليابانيين، وكانت تخضع لحراسة مشددة. وكان هدف بوش الرئيسي هو ضرب برج إذاعي بالجزيرة.
وفي صباح ذلك اليوم، أقلع بوش عبر السماء الصافية إلى جانب زميليه تيد وايت، وجون ديليني. وبعد أكثر من ساعة، اصطدمت طائرتهم، وكان الدخان يملأ قمرة القيادة وابتلع اللهب الأجنحة. وفي هذه اللحظة طلب بوش من وايت وديليني ارتداء المظلات الخاصة بهما.
وحسب سيرته الذاتية، فقد استمر بوش في توجيه الطائرة وإسقاط القنابل وضرب برج الراديو، وبعد ذلك طلب من وايت وديليني القفز بالمظلات من الطائرة، ثم تسلق بوش بابه المفتوح لإجراء مناورة من قمرة القيادة، إلا أن الرياح ضربته بقوة، فاصطدم رأسه بذيل الطائرة وبعد ذلك دفعته الرياح بعيداً عن الطائرة التي تحطمت في الماء.
وكانت الرياح تحمله نحو جزيرة شيشي جيما، لذلك بدأ بوش بالتجديف في الاتجاه المعاكس، وكان رأسه ينزف في ذلك الوقت. وقال بوش لميتشام: «في تلك اللحظة اعتقدت أنني انتهيت ونظراً إلى أنني لم أرَ أي أثر لوايت وديليني فقد تيقنت أنهما لقيا حتفهما، هذا إلى جانب تفكيري في باربرا زوجتي، وكل هذا زاد من توتري وخوفي، وأجهشت بالبكاء».
وظل بوش يصارع الأمواج حتى انتشلته غواصة أميركية ليصبح هو الناجي الوحيد من هذا الحادث.