الربيعة لـ («الشرق الأوسط»): تحركات لتبني برامج تمكن الصناعات السعودية من المنافسة خارجيا

أكد أن «الخارجية» تلعب دورا مهما في تعزيز الشراكة الدولية بتشجيع البعثات الدبلوماسية

توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي خلال تجوّله في معرض الرياض الدولي (تصوير: إقبال حسين)
توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي خلال تجوّله في معرض الرياض الدولي (تصوير: إقبال حسين)
TT

الربيعة لـ («الشرق الأوسط»): تحركات لتبني برامج تمكن الصناعات السعودية من المنافسة خارجيا

توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي خلال تجوّله في معرض الرياض الدولي (تصوير: إقبال حسين)
توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي خلال تجوّله في معرض الرياض الدولي (تصوير: إقبال حسين)

كشف توفيق الربيعة، وزير التجارة والصناعة السعودي، عن وجود تحركات جادة من قبل الدولة للنهوض بالشركات الصناعية المحلية الناشئة، وتمكينها من المنافسة خارجيا؛ وذلك عبر إنشاء مشاريع مشتركة مع الدول العربية والأجنبية، وربطها مباشرة مع قطاع الأعمال المحلي، مشيرا إلى تبني برامج مساندة بالشراكة مع البنك السعودي للتسليف والادخار الذي سيغطي النواحي التمويلية للمشاريع الشبابية والناشئة، بالمشاركة مع عدد من الجهات الحكومية الأخرى؛ لتمهيد الطريق للمشاريع الطموحة والوصول بمنتجاتها إلى خارج البلاد.
وأكد وزير التجارة السعودي لـ«الشرق الأوسط»، الدور الدبلوماسي الذي انتهجته وزارة الخارجية السعودية أخيرا عبر تحفيزها البعثات الدبلوماسية الاقتصادية لفتح قنوات تواصل مع المستثمرين السعوديين في المجالات الصناعية والتجارية، مبينا أن وزارة الخارجية تلعب دورا مهما في تعزيز الشراكة الدولية عبر تشجيع وتحفيز البعثات الدبلوماسية، ممثلة في سفراء الدول، لدخول السوق السعودية، من خلال تخصيص معارض دولية تجمعهم تحت سقف واحد يجري من خلالها التواصل المباشر مع قطاع الأعمال في السعودية، ومن ثم تكوين قاعدة اقتصادية متنوعة لا تعتمد على النفط فقط، وإنما تفتح أسواقا جديدة على المستوى المحلي لعدد من المنتجات التي يحتاج إليها الاقتصاد السعودي في المرحلة المقبلة.
وقال الربيعة بعد تدشينه معرض الرياض الدولي، أول من أمس، الذي يعد الأول من نوعه في البلاد، برعاية وزارة الخارجية وهيئة الاستثمار والبنك السعودي للتنمية ومجلس الغرف السعودية، وبمشاركة 16 دولة؛ «إن المعرض من شأنه التعريف بفرص الاستثمار والتجارة التي يقدمها الاقتصاد السعودي للمستثمرين الأجانب داخل السعودية والمصدرين إليها، ورفع مستوى التبادل الاقتصادي بين السعودية والدول المشاركة لتعزيز حجم التبادل التجاري إلى المستوى المأمول، إضافة إلى تسويق خدمات وصناعات ومنتجات الدول المشاركة في المعرض وتعزيز وتقريب وجهات النظر بين المصدر والمستورد من خلال اللقاءات المباشرة بينهم داخل المعرض».
وبين وزير التجارة والصناعة أن المعرض حظي بحضور عدد من الوزراء والسفراء المعنيين بالشأن الاقتصادي، عادا إياه فرصة ثمينة للشركات السعودية لترويج منتجاتها والتعرف على منتجات الدول الأخرى من خلال هذا التجمع، منوها بمشاركة البنك السعودي للتسليف والادخار وبرنامج الصادرات السعودية في دعم الصادرات للصناعات المحلية.
من جهته، أكد محمد عبو، الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المغربي، ورئيس الوفد المغربي المشارك في معرض الرياض الدولي؛ أن المشاركة المغربية تأتي في إطار تفعيل توصيات «ملتقى المملكتين» الذي نظمت دورته الأولى في الدار البيضاء أخيرا، وكذلك ضمن إطار تفعيل مخطط وطني مغربي لتنمية المبادرات التجارية، خصوصا مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، وعلى رأسها السعودية. وأوضح أنه جاء إلى العاصمة الرياض بمعية وفد مغربي رفيع من رجال أعمال يمثلون مختلف القطاعات؛ كقطاع التكنولوجيا والاتصال، وقطاع الصناعة الغذائية، وقطاع النسيج والألبسة، وقطاع صناعة الأدوية، إضافة إلى عدد من القطاعات التي تشكل قدرات تصديرية وتنافسية عالية المستوى، عادا هذا التجمع اكتشافا للفرص المتاحة في السوق السعودية خاصة ودول مجلس التعاون بشكل عام، وتوسيع الدائرة الاقتصادية بين تلك الدول.
من جانبه، أوضح أسامة الكردي، الرئيس التنفيذي لشركة «علاقات للمعارض الدولية» - الجهة المنظمة للمعرض، لـ«الشرق الأوسط»؛ أنه لم يكن للعاصمة الرياض سابقا معرض دولي مشابه للمعارض الدولية المقامة في كثير من عواصم دول العالم، مشيرا إلى أن المعرض الدولي سيركز على التعريف بفرص الاستثمار والتجارة التي يقدمها الاقتصاد السعودي للمستثمرين الأجانب داخل البلاد.
وبين أن ثقافة الترويج الدولي للمنتجات السعودية ما زالت غامضة نوعا ما من قبل المستثمرين السعوديين، مرجعا ذلك إلى عدم دراية بعضهم بالأساليب والوسائل التي من شأنها توسيع دائرتهم الاقتصادية إلى خارج الحدود، متوقعا أنه في ظل هذه التسهيلات التي تقوم بها الدولة لقطاع الاستثمار، ستكون الخلفية الاقتصادية للمستثمرين المحليين ثرية وستتوسع معها أطر التنافس على المستويين المحلي والدولي.



فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)

تتحرك دولة فيتنام حالياً لتعزيز التعاون متعدد الأوجه واستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وقطاعَي العمالة والسياحة في السعودية، حيث تنوي تزويد الوزارات والوكالات والمدن والمحافظات والجمعيات والشركات بنشرة اقتصادية لرفع وعي الجهات المعنية لديها بالسوق السعودية خصوصاً، وأسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عموماً، وفق معلومات لـ«الشرق الأوسط».

وكان رئيس الوزراء الفيتنامي، فام مينه تشينه، الذي زار الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي للمشاركة في المؤتمر السنوي لـ«مـبادرة مستقبل الاستثمار»، قال إن بلاده تتطلع إلى جذب مزيد من الاستثمارات السعودية، خصوصاً في مجالات التحول الرقمي، والطاقة المتجددة، والحوسبة السحابية، والمدن الذكية، التي توليها اهتماماً خاصاً بصفتها جزءاً من استراتيجيتها التنموية الطموح.

وبلغت صادرات السعودية إلى فيتنام خلال العام الماضي 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، بتراجع 28.2 في المائة عن المستوى الذي كانت قد بلغته، في حين بلغت الواردات من هانوي 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)، بارتفاع قدره 31.9 في المائة.

ووفق المعلومات، فقد أبلغت وزارة الخارجية الفيتنامية سفارة السعودية في هانوي عزمها إصدار النسخة الرابعة من النشرة الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بهدف تعزيز التعاون متعدد الأوجه بينها وبين السعودية وكذلك دول الشرق الأوسط وأفريقيا، لا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والعمالة والسياحة.

الاستيراد والتصدير

ووفق المعلومات، فقد طالب اتحاد الغرف السعودية كل القطاع الخاص في السعودية بالتسجيل عبر رابط مخصص للاستيراد والتصدير في فيتنام ولفرص التجارة (فعالية تجارية ومعارض) خلال النصف الأول من 2025.

يذكر أن صادرات السعودية الرئيسية غير النفطية إلى فيتنام تتمثل في اللدائن ومصنوعاتها، والمطاط، ومنتجات الصناعات الكيماوية وما يتصل بها، وكذلك المعادن، بينما تشمل الواردات من هانوي الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزاءها، والوقود والزيوت والشموع المعدنية، والحديد والصلب (فولاذ).

وبنهاية العام الماضي، حققت فيتنام نمواً إيجابياً في رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر مع السعودية بلغت نسبته 21.3 مليون ريال، مقارنة بنهاية عام 2022 حيث كانت النسبة 18.3 مليون ريال.

من جهة أخرى، تقلّصت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلة إلى الاقتصاد السعودي في العام السابق بـ3.1 مليون ريال؛ أي بنسبة 67.5 في المائة مقارنة بعام 2022.

وفي تلك الفترة، لم تشهد قيمة التدفقات الخارجة لشركات الاستثمار الأجنبي المباشر الموجودة في الاقتصاد السعودي أي تغيير، حيث ظلت ثابتة عند 0.0 ريال سعودي منذ 2022. نتيجة لذلك؛ وصل صافي التدفقات في 2023 إلى 3.1 مليون ريال، قياساً بالعام ما قبل الماضي، حيث بلغ حينئذ 9.4 مليون ريال.

مذكرة تفاهم

وكانت السعودية وجمهورية فيتنام الاشتراكية وقعتا في أكتوبر الماضي مذكرة تفاهم، ترتكز على تعزيز التعاون الاقتصادي في عدد من القطاعات الحيوية. كما تهدف إلى دعم التجارة الثنائية والاستثمار، مع اهتمام خاص بمجالات الاقتصاد الرقمي، والصناعة، والخدمات ذات الصلة، حيث يتمتع كلا البلدين بإمكانات كبيرة للنمو في هذه القطاعات. وتشجع مذكرة التفاهم بناء الشراكات بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في البلدين.

وسينفَّذ التعاون في إطار هذه المذكرة عبر بناء العلاقات بين المنظمات المهنية، من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات والمعارض والاجتماعات المشتركة، مما يعزز التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الاقتصادية.

وتشمل المذكرة أيضاً الترويج لإنشاء مشروعات مشتركة وشراكات اقتصادية، مع التركيز على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.

وسيعمل الجانبان على تبادل المعلومات حول التجارة والاستثمار، وتكثيف الزيارات والفعاليات المشتركة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، وذلك بما يتماشى مع الأنظمة والقوانين المعمول بها في كلا البلدين.