الجميل يخشى تحوّل الإقامة الدائمة إلى مدخل للمطالبة بالجنسية

كنعان دعا إلى عدم المتاجرة بالموضوع لأنه «بضاعة فاسدة»

النائب سامي الجميل لدى لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي (الوكالة الوطنية للإعلام)
النائب سامي الجميل لدى لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

الجميل يخشى تحوّل الإقامة الدائمة إلى مدخل للمطالبة بالجنسية

النائب سامي الجميل لدى لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي (الوكالة الوطنية للإعلام)
النائب سامي الجميل لدى لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي (الوكالة الوطنية للإعلام)

رأى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل أن مشكلة المادة 50 في موازنة العام 2018 ليست فقط بتملك الأجانب بل في الإقامة الدائمة داعيا رئيس الجمهورية إلى رد القانون بأكمله.
وبعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي قال الجميل «ليس بتغيير العبارة من إقامة دائمة إلى مؤقتة في البند 50 من الموازنة قد تتغير المشكلة، لأن الموضوع مرتبط بالملكية، وبالتالي نعطي تشريعا لوجود السوريين في لبنان إلى أمد غير محدد، وبعد فترة معينة لن يعود بالإمكان القول لأي لاجئ بالعودة إلى بلده كونه اكتسب حقا شرعيا بالبقاء في لبنان»، مؤكدا «المشكلة ليست بتملك الأجانب بشكل خاص بل هي مشكلة الإقامة الدائمة».
وكانت المادة 50 في موازنة عام 2018 التي نصت على منح أي عربي أو أجنبي إقامة دائمة له ولعائلته، في حال تملّك شقة سكنية في لبنان، استحوذت على جدل واسع في لبنان وأول من تطرق إليها البطريرك الراعي معتبرا إياها مقدمة للتوطين خلافاً للدستور.
وأوضح الجميل «مشكلة الإقامة، أنه بعد فترة 10 سنوات، باستطاعة هؤلاء الأشخاص المطالبة بالجنسية وقد يتعرض لبنان لضغط بإعطائها لهم»، مطالبا رئيس الجمهورية ميشال عون «برد هذا القانون بأكمله، لأنه يتضمن مخالفات دستورية كثيرة، تجنبا لهذه المشكلة الكبيرة التي يمكن أن تترتب عن إقرار القانون ونشره في الجريدة الرسمية».
وأشار إلى «طرق كثيرة للالتفاف على القانون»، داعيا إلى «الحذر من هذه المادة». وقال: «أردنا توضيح هذه الأمور للبطريرك الراعي والرأي العام، كي لا يكون هناك تضليل بالموضوع الذي لا يعتبره البعض خطيرا على عكسنا».
وردّ النائب في «التيار الوطني الحر» إبراهيم كنعان على تحذير النائب الجميل من أن المادة 50 في موازنة العام 2018 يمكن أن تمهد للتجنيس داعيا إلى عدم المتاجرة بهذا الموضوع «لأنه بضاعة فاسدة كفساد مروجيها».
وأوضح في بيان أن المادة الثالثة من القرار رقم 15-1925 وتعديلاته المتعلقة بشروط التجنس بالجنسية اللبنانية، تنص على أنه «يجوز أن يتخذ التابعية اللبنانية وبموجب قرار من رئيس الدولة بعد التحقيق وبناء على طلب يقدمه الأجنبي الذي يثبت إقامته لخمس سنوات غير منقطعة في لبنان والذي يقترن بلبنانية ويثبت أنه أقام مدة سنة في لبنان إقامة غير منقطعة منذ اقترانه إضافة إلى الذي يؤدي للبنان خدمات ذات شأن. ويجب أن يكون قبوله بموجب قرار مفصل الأسباب».
وأكّد «عليه، فكل قول بحتمية اكتساب الجنسية اللبنانية من قبل من يقيم في لبنان إقامة دائمة لمدة معينة من الزمن يفتقر إلى السند القانوني، وهو مجرد إشاعات مغرضة وبضاعة فاسدة كفساد مروجيها».
وأوضح كذلك «أن الإقامة الدائمة في لبنان لمدة معينة من الزمن لا تستوجب تملكاً عقارياً، فقد يقيم الأجنبي بالإيجار ويثبت مدة إقامته كما لا تكفي الإقامة الدائمة، مهما طالت، لاكتساب الجنسية اللبنانية، وإنما يجب أن يصدر قرار عن رئيس الدولة بمنحها».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.