مساعدات غذائية سعودية إلى محافظات يمنية

سلسلة لقاءات في جنيف في إطار التواصل الدولي لمركز الملك سلمان للإغاثة

مساعدات سعودية تصل إلى سكان قرية الملح في مديرية نهم شرق صنعاء (واس)
مساعدات سعودية تصل إلى سكان قرية الملح في مديرية نهم شرق صنعاء (واس)
TT

مساعدات غذائية سعودية إلى محافظات يمنية

مساعدات سعودية تصل إلى سكان قرية الملح في مديرية نهم شرق صنعاء (واس)
مساعدات سعودية تصل إلى سكان قرية الملح في مديرية نهم شرق صنعاء (واس)

واصلت السعودية تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية لليمنيين في كل المحافظات دون استثناء وتمييز، ضمن خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، حيث وصلت أمس إلى مديرية الحزم بمحافظة الجوف 8 شاحنات إغاثية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تشتمل على 2300 سلة غذائية، تزن السلة الواحدة 74 كيلوغراما، من المواد الغذائية الأساسية، تمهيداً لتوزيعها على الأسر الأكثر احتياجاً في المحافظة في الأيام القليلة المقبلة.
ووزع المركز أمس ألف سلة غذائية على قرى وادي الملح بمديرية نهم في محافظة صنعاء، يستفيد منها 6 آلاف شخص، وهي من إجمالي المخصص للمحافظة والبالغ 18919 سلة غذائية، في حين بدأ المركز بتوزيع 4500 كرتون من التمور في عشرة مراكز في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة يستفيد منها 27 ألف فرد، وهي من إجمالي المخصص للمحافظة من التمور والبالغ ألف طن.
ويأتي التوزيع في إطار المشروعات الإغاثية والإنسانية المتنوعة التي يقدمها المركز والتي بلغت حتى الآن 217 مشروعًا شملت المحافظات اليمنية كافة.
وفي جانب التواصل الدولي للمركز، عقد الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، سلسلة لقاءات في جنيف، حيث التقى مدير عام المنظمة الدولية للهجرة ويليام لاسي سوينغ، على هامش المؤتمر الدولي رفيع المستوى للدول المانحة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، بمقر الأمم المتحدة في جنيف. وناقش الجانبان الشؤون الإغاثية والإنسانية والمشروعات المشتركة بينهما وسبل تعزيز التعاون الثنائي.
وأشاد سوينغ بالبرامج الإغاثية والأعمال الإنسانية التي يقدمها المركز للشعب اليمني للتخفيف من معاناتهم، ودوره المميز في حل مشكلات النازحين بمختلف دول العالم وتقديم الخدمات الأساسية لهم.
وفي لقاء آخر، ناقش الربيعة مع جاليس كاربوناير نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مشاريع إعادة تأهيل الأطفال المجندين التي يقوم بها المركز لإنقاذ ومساعدة الأطفال الذين جندتهم ميليشيات الحوثي الإرهابية، وتطرقا إلى الشراكة والعلاقة بين المركز واللجنة، وذلك خلال لقاء في جنيف على هامش المؤتمر. وأكد المستشار السعودي حرص المملكة على الشعب اليمني وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية في جميع محافظاته دون تمييز وتفرقة بما فيها دعم المركز لمستشفى السلام في صعدة والمستشفى السعودي في حجة، مبيناً أن مشاريع المركز في اليمن بلغت 217 مشروعا متنوعاً شملت قطاعات التغذية والصحة والإصحاح البيئي وغيرها من القطاعات المهمة.
وأشار إلى أن جميع المعابر اليمنية مفتوحة وأن مينائي الحديدة وصليف مفتوحة للمساعدات الإنسانية والتجارية والوقود وأن المملكة ودول التحالف حريصة كل الحرص على استقرار اليمن واقتصاده.
كما التقى الدكتور الربيعة أليستر بيرت وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية، بحضور محمد آل جابر السفير السعودي لدى اليمن والمدير التنفيذي لمركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن والدكتور عبد العزيز الواصل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأمم المتحدة بجنيف. وجرى خلال اللقاء بحث التعاون المشترك في مجالي الإغاثة والعمل الإنساني.
وأبرز الربيعة ما تقدمه السعودية ووقوفها مع اليمن في أزمته التي يمر بها مستعرضاً ما قدمه المركز خلال ثلاث سنوات للمنكوبين في العالم، خصوصاً في اليمن وقال: «للمركز مشاريع وبرامج إغاثية وإنسانية متنوعة، وأشار إلى الانتهاكات الإنسانية الخطيرة التي تمارسها الميليشيات الحوثية من إطلاق للصواريخ الباليستية على مدن ومناطق المملكة»، وأضاف: «جهود المملكة ودوّل التحالف في دعم العمل الإنساني وإطلاق خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن والجهود الكبيرة لفتح الموانئ والمعابر والبرية والجوية ودعم قدراتها لدخول المساعدات الإنسانية والتجارية والوقود تأكيد على حرص المملكة على الشعب اليمني، إضافة إلى جهود المملكة في دعم البنك المركزي اليمني لضمان استقرار الاقتصاد اليمني وأهمية دخول جميع الموارد اليمنية إلى البنك المركزي لتتمكن الحكومة اليمنية من دفع الرواتب وتطبيق آليات تضمن الشفافية المالية اللازمة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».