مطالبة للبنان بتفعيل «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان» بعد عام على تأسيسها

مخيبر: الكرة في ملعب الحكومة بعدما تسلّمت أسماء 43 مرشحاً

حقوق المرأة واللاجئين السوريين والعاملات الأجنبيات والسجون ستدخل في مهام «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان» في  لبنان (إ.ب.أ)
حقوق المرأة واللاجئين السوريين والعاملات الأجنبيات والسجون ستدخل في مهام «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان» في لبنان (إ.ب.أ)
TT

مطالبة للبنان بتفعيل «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان» بعد عام على تأسيسها

حقوق المرأة واللاجئين السوريين والعاملات الأجنبيات والسجون ستدخل في مهام «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان» في  لبنان (إ.ب.أ)
حقوق المرأة واللاجئين السوريين والعاملات الأجنبيات والسجون ستدخل في مهام «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان» في لبنان (إ.ب.أ)

بعد أكثر من سنة على موافقة البرلمان اللبناني على إنشاء «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان»، لا تزال المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة تنتظر تعيين أعضائها العشرة، ليكونوا بمثابة العين الساهرة على حقوق الإنسان في لبنان الذي يتعرض لانتهاكات مختلفة، بحسب ما سبق أن أشارت إليه تقارير منظمات حقوقية عدة.
ورغم الوعود التي أطلقها ويطلقها المسؤولون في هذا الإطار، وكان آخرها تأكيد رئيس الحكومة سعد الحريري من على منبر «مؤتمر روما» قبل أيام، لم تقم الحكومة بتعيين الأعضاء، وهو ما يثير تساؤلات الأمم المتحدة التي تؤكد على أهمية الإسراع في هذه الخطوة، وبالتالي انطلاق عمل اللجنة الفعلي الذي من شأنه أن يساهم في تطوير وحماية حقوق الإنسان في لبنان. وهو ما يشدّد عليه، عبد السلام سيد أحمد، الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في لبنان، معتبراً أنه ليس هناك أي مبرّر لهذا التأخير، بينما يلفت مقرر لجنة حقوق الإنسان النيابية ومقدم مشروع الهيئة، النائب غسان مخيبر، إلى أن الكرة اليوم في ملعب الحكومة اللبنانية التي عليها فقط تعيين الأعضاء بعدما تسلّمت لائحة من 43 مرشحاً. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أهمية السير بالتعيين لأهمية هذه الهيئة في القيام بإصلاحات بنيوية في مجال حقوق الإنسان، كما متابعة ومراقبة عمل السلطات والإدارات.
من جهته، قال سيد أحمد لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعلم سبب التأخير ولا نريد التكهّن به، لكن يمكننا التأكيد أن كافة الأطراف والمسؤولين اللبنانيين يبدون تأييدهم لعمل الهيئة، لكن المشكلة تكمن في عدم اتخاذ الخطوة النهائية عبر تعيين الأعضاء بعد أكثر من سنة على إقرارها من قبل البرلمان». ولفت إلى لقاء جمعه مع الحريري ووزير حقوق الإنسان أيمن شقير قبل أيام، حيث أكد رئيس الحكومة حرصه على تفعيل عمل الهيئة، لكن لغاية الآن لم يتم إدراجها على جدول أعمال جلسة الحكومة.
وكان الحريري قال في اليوم العالمي لحقوق الإنسان «التزاماً مني بقضايا حقوق الإنسان، ومن ضمنها قضية المرأة، أعمل على تنفيذ التزامات لبنان الدولية، ومنها مكافحة العنف ضد المرأة وإصدار مرسوم تشكيل الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان المتضمنة لجنة الوقاية من التعذيب وتوفير الموارد المالية لها وضمان استقلاليتها».
مع العلم أن منظمات حقوقية ودولية عدّة كانت قد وجّهت انتقادات عدّة للدولة اللبنانية، بينها منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وذلك في مواضيع عدّة، منها التعامل مع اللاجئين السوريين ومع العاملات الأجنبيات والسجون والنفايات، وغيرها، معبرة عن مخاوفها بشأن إخفاق الحكومة في حماية حقوق الإنسان. ويجمع سيد أحمد ومخيبر على أهمية هذه الهيئة، ويوضح الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أن «عمل هذه الهيئة إلى جانب لجنة الوقاية من التعذيب، سينعكس إيجاباً ليس فقط على اللبنانيين، إنما على كل شخص مقيم في لبنان، بحيث بإمكانه اللجوء إليها لتقديم أي شكوى عند تعرضه لأي انتهاك، وهو الأمر الذي لا يقتصر على المواطنين فقط، بل سيكون بمثابة جهاز رقابي على مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية والسجون في ظل اقتصار هذه المهمة على القضاء اللبناني، كما أنها ستقوم سنوياً بإعداد تقارير حول حقوق الإنسان في لبنان لتقديمها للحكومة وإلى الجهات التعاقدية المعنية بالاتفاقات الدولية التي وقع عليها لبنان»، ويلفت في هذا الإطار إلى أن القانون اللبناني يمنح الهيئة القدرة على المراقبة، وهو ما يتناسب مع المعايير الدولية.
من هنا، يشدّد كل من سيّد أحمد ومخيبر على ضرورة الإسراع في تعيين الأعضاء، قبل إجراء الانتخابات النيابية في 6 مايو (أيار) المقبل، انطلاقاً من أن التأخير إلى ما بعد ذلك قد يصعّب المهمة في ظل حكومة تصريف أعمال أو انتظار تشكيل حكومة جديدة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.