الجيش المصري يتعهد بمواصلة القضاء على الإرهاب

السيسي أثنى على تفاني الجنود في عملية «سيناء 2018»

الفريق أول صدقي صبحي خلال تكريم أحد المجندين أمس («الشرق الأوسط»)
الفريق أول صدقي صبحي خلال تكريم أحد المجندين أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الجيش المصري يتعهد بمواصلة القضاء على الإرهاب

الفريق أول صدقي صبحي خلال تكريم أحد المجندين أمس («الشرق الأوسط»)
الفريق أول صدقي صبحي خلال تكريم أحد المجندين أمس («الشرق الأوسط»)

أكد الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن «القوات المسلحة المصرية مستمرة بالتعاون مع الشرطة في القضاء على الإرهاب وتحقيق النصر»، مضيفاً أن «العسكرية المصرية كانت ولا تزال تحمل معاني النضال والكفاح في سبيل رفعة الوطن واستقراره... والجندي المصري الذي شارك في العملية الشاملة (سيناء 2018) هو امتداد لجيل أكتوبر (تشرين الأول) العظيم الذي حقق النصر».
وزار الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أسبوع، إحدى القواعد الجوية بسيناء، والتقى قوات الجيش والشرطة المشاركين في العملية الشاملة «سيناء 2018»، وأكد: «سنأتي هنا (أي لسيناء) قريباً للاحتفال بالنصر على خوارج هذا العصر»، مشدداً على ضرورة استخدام كل القوة ضد كل من تسول له نفسه أن يرفع السلاح ضد أي مصري.
وانطلقت عملية عسكرية واسعة منذ 9 فبراير (شباط) الماضي في سيناء، بمشاركة تشكيلات متنوعة من قوات الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية». وكان السيسي كلف في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الجيش والشرطة بـ«استخدام كل القوة» لاقتلاع الإرهاب من جذوره.
وحضر القائد العام للقوات المسلحة أمس، مراسم تكريم المجندين المشاركين في العملية الشاملة «سيناء 2018»، الذين تنتهي مدة خدمتهم في الأول من أبريل (نيسان) الحالي، وذلك بأرض احتفالات المنطقة المركزية العسكرية.
وأشار القائد العام للقوات المسلحة إلى الدور البطولي الذي قدمه هؤلاء الرجال وتمسكهم بالخدمة في القوات المسلحة على الرغم من انتهاء فترتهم التجنيدية في 1 مارس (آذار) الماضي، ضاربين بذلك أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وأن هؤلاء الأبطال قدوة للأجيال القادمة في البذل والعطاء والتضحية بإرادتهم الحرة.
كما نقل القائد العام تحية وتقدير الرئيس السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، للجنود وأسرهم على الجهد الذي بذلوه في تنشئة هذا الجيل من أبناء الوطن على القيم والمبادئ الأصيلة وحسن العطاء لمصرنا الغالية، مشيراً إلى أن «مصر ستظل وطناً عزيزاً لكل المصريين تحميها قوات مسلحة وطنية يمتلك رجالها البسالة والشجاعة والقدرة على تنفيذ المهام بكفاءة واقتدار»، مثنياً على تضحيات الشهداء والمصابين.
وتحولت محافظة شمال سيناء الحدودية إلى بؤرة إرهابية مشتعلة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، وتنتشر فيها جماعات متطرفة، من أبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع تنظيم داعش الإرهابي عام 2014 وغيّر اسمه إلى «ولاية سيناء».
وكانت مراسم الاحتفال، قد بدأت بعرض اصطفاف للجنود من قوة الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، وعناصر من قوات الصاعقة والمظلات، وقوات التدخل السريع، الذين شاركوا في العملية الشاملة، حيث استعرض اللواء وحيد عزت خفاجي، رئيس هيئة العمليات، دور القوات المسلحة في حربها على الإرهاب، وما تم تحقيقه من نجاحات كبيرة، التي أثبت رجالها كل يوم ولاءهم لمصر وشعبها الأبي، وقدرتهم على اجتثاث كل صور التطرف والإرهاب.
بينما ألقى اللواء عبد الغني حسن الصغير، رئيس هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، كلمة أكد فيها أن دفعة رديف «أبريل 2018» الموجودين بالوحدات المشاركة في العملية الشاملة، قد أبدوا رغبة أكيدة في الاستمرار في تنفيذ المهام المكلفين بها للقضاء على الإرهاب، نظراً لما يتمتعون به من كفاءة قتالية عالية، ووضعوا نصب أعينهم شعار «النصر أو الشهادة في سبيل الله وعزة الوطن».
من جهته، صدق القائد العام للقوات المسلحة على إطلاق اسم الشهيد جندي محمود أحمد محمد عبد الرازق على دفعة الرديف «أبريل 2018». وحضر مراسم الاحتفال الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، وعدد من قادة القوات المسلحة، وعدد من طلبة الجامعات المصرية.
وفى نهاية الاحتفال، كرّم القائد العام عدداً من أبطال القوات المسلحة، ومنحهم نوط الواجب العسكري من الدرجة الثالثة، الذي صدق الرئيس السيسي على منحه لدفعة الرديف المشتركين في العملية الشاملة «سيناء 2018» تقديراً لتفانيهم في خدمة الوطن وصون مقدساته.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.