زاهي حواس
عالم آثار مصري وخبير متخصص بها، له اكتشافات أثرية كثيرة. شغل منصب وزير دولة لشؤون الآثار. متحصل على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. نال درجة الماجستير في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية عام 1983، والدكتوراه في علم المصريات عام 1987. يكتب عموداً أسبوعياً في «الشرق الأوسط» حول الآثار في المنطقة.
TT

مركز الملك عبد العزيز

يعد مركز الملك عبد العزيز آل سعود معلماً وطنياً وواجهة حضارية وثقافية على مستوى المملكة العربية السعودية... هذا المركز يعرض كيف استطاع الملك عبد العزيز أن يسترد مدينة الرياض، وذلك في 16 يناير (كانون الثاني) 1902م، وبعد ذلك مراحل توحيد المملكة وتعيين حدودها، والذي أعقبه إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية، وبعد ذلك تفرغ لكي يبني المملكة على أسس علمية ويضع القواعد لنهضة البلاد.
وهذا المركز يظهر خطوات الملك في سبيل الوحدة، وقد أصبح المركز معلماً وطنياً... وهناك جزء مهم جداً داخل المركز يركز على الأسرة السعودية ويوثق نشأة وحياة الملك عبد العزيز ورحلاته خارج البلاد، بل ومقتنياته الشخصية. وقد أنشئ المركز بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز، ويستهدف المركز زواره من الشباب والأطفال ليعرض لهم تاريخ المملكة، وأهم الأحداث والمراحل التاريخية التي مرت بها. بل إن هناك أحداثاً قد لا يعرف بها الشباب لكنها كان لها الأثر الكبير على المملكة؛ وعلى سبيل المثال ما قام به الملك عبد العزيز حينما منح حق التنقيب عن النفط لشركة أرامكو عام 1933م. كما يعطينا المركز التاريخي فكرة واضحة ومهمة جداً لتاريخ الجزيرة العربية ودور المملكة العربية السعودية التاريخي، بالإضافة إلى وضع عناصر تبرز رسالة الإسلام الخالدة.
أما الزائر للمركز فسوف يشاهد الكثير من الأنشطة، وخصوصاً المتحف الوطني الذي يجاور المركز، وقاعة للمحاضرات، وقاعة تذكارية لمقتنيات الملك عبد العزيز، وقد عرفت من الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن المركز يولي في الوقت نفسه اهتماماً كبيراً للحفاظ على البيئة، إذ إن مساحاته الخضراء بما فيها من أصناف النباتات والأشجار المتنوعة تساهم في الحد من التلوث وفي تنقية الهواء وتلطيف درجة الحرارة لتستفيد من ذلك المناطق المحيطة بالمركز، وقد اصطحبني لزيارة المركز الأمير سلطان، وأحسست بمدى فخره بتاريخ الملك عبد العزيز وما قدمه للبلاد من خير وحب ووحدة.
وأهم العناصر التاريخية في مركز الملك عبد العزيز هو قصر المربع، وقد تم ترميمه وإعادته إلى نفس الحالة القديمة في أواخر عهد الملك عبد العزيز، وسوف نجد أيضاً المكتبة التي تهدف إلى خدمة المواطنين للحصول على كتب ومعلومات وبها كثير من الكتب والمراجع العلمية والدوريات، بالإضافة إلى قاعة للمخطوطات. ويضم المركز أيضاً عدداً من العناصر الأخرى المتنوعة مثل المنشآت الطبية المجاورة لقصر المربع، وجامع الملك عبد العزيز، وقاعة المحاضرات، والبئر القديمة التي تضخ المياه منه عبر جدول مائي، وواحة النخيل بأشجارها المائة رمزاً لمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية.
وبلا شك فإن وجود المتحف الوطني مجاوراً للمركز يعطي الزائر فرصة لمعرفة تاريخ المملكة منذ أقدم العصور وحتى العصر الحديث، وفي الوقت نفسه يضم مركز الملك عبد العزيز كل ما كان يخص الملك المؤسس، فإذا أراد الزائر فهم ما قام به الملك لتوحيد المملكة وتدعيم الأسس والقواعد التي سارت عليها حتى أصبحت بهذه القيمة، فعليه بزيارة المركز.
بقي أن نعرف أن مركز الملك عبد العزيز درة ثقافية ترسخ الوطنية داخل قلوب كل المواطنين.