جائزة مهرجان أبوظبي تكرم اسم الفنان عبد الحسين عبد الرضا

قدمها الشيخ نهيان مبارك آل نهيان لنجل الراحل

الشيخ نهيان مبارك آل نهيان مع نجل الفنان الراحل
الشيخ نهيان مبارك آل نهيان مع نجل الفنان الراحل
TT

جائزة مهرجان أبوظبي تكرم اسم الفنان عبد الحسين عبد الرضا

الشيخ نهيان مبارك آل نهيان مع نجل الفنان الراحل
الشيخ نهيان مبارك آل نهيان مع نجل الفنان الراحل

تم تكريم الفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا بجائزة مهرجان أبوظبي 2018، مساء أول من أمس، قدّمها الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح، راعي «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» ومهرجان أبوظبي، إلى بشار عبد الحسين عبد الرضا نجل الفنان الراحل، وذلك في حفل خاص أقيم في المجلس الخاص للشيخ نهيان مبارك آل نهيان في أبوظبي.
واشتهر الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا منذ ستينات القرن الماضي، بعطائه المميز في مجال التمثيل الكوميدي والتأليف الدرامي، ورفد الراحل المكتبة الخليجية والعربية بمجموعة من الأعمال التلفزيونية والإذاعية والمسرحية التي ترسخت في الذاكرة.
وقال دكتور حبيب غلوم العطار، مدير إدارة الأنشطة الثقافية والمجتمعية في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، خلال الحفل: «إن تكريم الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا في مهرجان أبوظبي، هو شرف لنا؛ فهو تكريم لكل الفنانين الخليجيين، وتحديداً الفنانين الإماراتيين؛ إذ جميعنا تتلمذ على يد الفنان الراحل ونهلنا منه الكثير»، وأضاف: «تكريم الفنان على أرض الإمارات الحبيبة بلاد الخير، في عام زايد، هو شكر مضاعف. وأيضاً نشكر (مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون) على جهودها وسعيها الدائم لتقدير وتكريم الفن والفنانين».
من جهته، قال نجل الراحل، بشار عبد الحسين عبد الرضا: «تكريم الوالد في يوم المسرح العالمي، في مهرجان أبوظبي، تحت رعاية الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح، هو تكريم لدولة الكويت والخليج بأسره، وأهل الإمارات معروف عنهم كرمهم ووفاؤهم وحسن ضيافتهم». وأضاف: «لا أستطيع أن أعبر عن مدى سعادتي بهذا الوفاء الكبير لوالدي الراحل الفنان عبد الحسين عبد الرضا، حيث إن هذه المبادرات تسعدنا نحن كأسرة الفنان، وكذلك جمهوره الذي لا يزال يحس بفقدان هذا النجم». ويقدم مهرجان أبوظبي جائزته السنوية منذ عام 2012 بالتعاون مع شوبارد، تكريماً لأصحاب العطاءات الاستثنائية والإنجازات في مجال الفنون والثقافة؛ احتفاءً بمنجز المبدعين الرواد من جميع أنحاء العالم.
وقدم المهرجان جائزته السنوية لهذا العام إلى السير أنطونيو بابانو على مساهماته القيّمة في عالم الموسيقى، بما في ذلك دوره مديراً موسيقياً لفرقة «دار الأوبرا الملكية» في لندن، والقائد الرئيسي لـ«أوركسترا أكاديمية سانتا تشيتشيليا الوطنية – روما»، التي أحيت حفلين مميزين ضمن فعاليات مهرجان هذا العام، كما ستُقدم الجائزة إلى كل من كريشتوف بينديريتسكي احتفالاً بمسيرته الحافلة مؤلفاً موسيقياً وقائد أوركسترا، وفيليب غلاس على مساهماته الرائعة في موسيقى القرنين العشرين والحادي والعشرين، وتقديراً لدوره في إعادة رسم ملامح الموسيقى الكلاسيكية المعاصرة.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».