جددت موسكو التلميح إلى وقوف أجهزة خاصة غربية وراء تسميم عميل الاستخبارات الروسي السابق سيرغي سكيربال وابنته يوليا في بريطانيا قبل ثلاثة أسابيع، بهدف تشويه سمعة روسيا وزيادة الضغوط عليها.
وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية أن واشنطن طورت منذ سنوات غاز «نوفيتشوك»، وهو المادة الكيماوية التي استخدمت في العملية، ولفت إلى وجود «إثباتات» على ذلك. وكانت موسكو قد اتّهمت خلال الأيام الماضية لندن وواشنطن بفبركة معلومات لتثبيت الاتهام ضد روسيا من دون إجراء تحقيق جدي ومهني في حادثة تسميم العميل. وأشارت إلى معطيات تؤكد أن الغاز المستخدم جرى تطويره في عدد من البلدان الغربية، ذكرت بينها بريطانيا والولايات المتحدة والسويد، في رد على الاتهام البريطاني الذي اشتمل على إشارة بأن الغاز مصدره روسي.
وخلافا للاتهامات الروسية السابقة للغرب التي لم تدعم بأدلة، أكّد إيغور ريبالتشينكو، مدير دائرة الرقابة الكيماوية في المركز العلمي التابع لوزارة الدفاع الروسي، أمس «وجود وثيقة مهمة تدعم المعطيات التي قدمتها موسكو حول قيام واشنطن بإجراء اختبارات لتطوير غاز نوفيتشوك في نهاية تسعينات القرن الماضي».
وأوضح المسؤول الروسي أن النشرة السنوية التي أصدرها في العام 1998 المكتب الوطني للمعايير في الولايات المتحدة (التابع لوزارة الدفاع)، لفتت أنظار الخبراء الروس عندما وجدوا فيها إشارة إلى اختبارات تجرى على مادة عضوية فسفورية. وقال: «أدركنا أنه يجب أن يكون لها تأثير مميت قوي». وزاد أنه «بات الآن واضحا انطلاقا من اسم هذه المادة أن الحديث كان يدور عن نوفيتشوك التي تعرف غربيا باسم A234».
وذكر ريبالتشينكو أن «تلك المادة كانت مدرجة في النشرة من جانب موظفي مركز الأبحاث والتطوير الكيماوي التابع للجيش الأميركي. وما لفت الأنظار أكثر هو أن الفقرة الخاصة بها حذفت من إصدارات النشرة في السنوات اللاحقة».
وكانت موسكو قد وجّهت اتهامات مماثلة سابقا إلى أجهزة الاستخبارات البريطانية. وقال الخبير ليونيد رينك، الذي وصفته وسائل إعلام روسية بأنه أحد العلماء الذين ركّبوا المادة السامة «نوفيتشوك» خلال فترة الاتحاد السوفياتي، إنه «كان بمقدور البريطانيين أنفسهم تسميم ضابط الاستخبارات الروسية السابق سيرغي سكريبال». وقال رينك إن تكنولوجيا إنتاج المادة السامة المشلة للأعصاب «نوفيتشوك»، التي يقارنها البريطانيون بالمادة A234 يمكن أن يتم بسهولة تامة في أي مختبر كيماوي حديث عند توفر المختصين المحترفين.
وأشار إلى وجود مثل هؤلاء المختصين لدى بريطانيا الذين كان بمقدورهم تلويث أي أشياء تعود لسيرغي سكريبال وابنته يوليا، سواء في منزل الأول أو في المقبرة حيث ترقد زوجته.
وفسر ليونيد رينك سبب رفض الجانب البريطاني تسليم روسيا عينة من المادة التي تسمم بها سكريبال وابنته، بالقول إنه «سيتبين على الفور، أن المادة لم تنتج في روسيا، لأن لكل دولة تكنولوجياتها الخاصة المتميزة في إنتاج المواد الكيماوية، ويمكن بسهولة تحديد مصدر كل مادة».
وفنّد الخبير الادعاءات القائلة بأن ابنة سكريبال، يوليا، جلبت المادة السامة مع أمتعتها من موسكو، موضحا أن «هذا هراء كامل، لأنها لم تكن ستصل حية إلى لندن في هذه الحالة».
ووجه المستوى الرسمي الروسي اتهامات مماثلة إلى أجهزة غربية، وقال قائد قوات الحماية من الإشعاعات والأسلحة الكيماوية والبيولوجية في وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كيريلوف، إن «بريطانيا كانت ولا تزال إحدى الدول التي تطور برامج الأسلحة الكيماوية الجديدة»، موضحا أنه «منذ بداية سبعينات القرن الماضي برزت في أوروبا الغربية برامج تطوير مواد سامة من الجيل الجديد، وكانت بريطانيا ولا تزال إحدى الدول التي تقوم بتطوير مثل هذا البرنامج، ولديها خبرة كبيرة ومعرفة فيما يخص تطوير مثل هذه المواد».
ولفت إلى أن «واحدا من أهم المواقع البريطانية التي جرى فيها تطوير ودراسة المواد السامة مختبر في بورتون داون، على بعد عدة كيلومترات من مدينة سالزبري». وأضاف أن مختبر «بورتون داون» يعتبر موقعا سريا، وبين مهامه إتلاف النماذج القديمة للسلاح الكيماوي، وإجراء تجارب بذريعة وضع إجراءات للحماية من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
موسكو تتهم واشنطن بتطوير غاز «نوفيتشوك»
مسؤول في وزارة الدفاع الروسية تحدّث عن وجود «إثباتات»
موسكو تتهم واشنطن بتطوير غاز «نوفيتشوك»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة