المغرب: العثماني يحث كوادر حزبه على الزهد في المسؤولية

TT

المغرب: العثماني يحث كوادر حزبه على الزهد في المسؤولية

حث سعد الدين العثماني، رئيس الوزراء المغربي، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رفاقه في الحزب على الزهد في المسؤولية وعدم السعي إليها، ووضع وحدة الحزب فوق أي اعتبار.
وقال العثماني في افتتاح المؤتمر الجهوي للحزب في الرباط، صباح أمس، إن حزب العدالة والتنمية وجد الحل لمعضلة الصراع حول مواقع المسؤولية الحزبية التي تعصف ببعض الأحزاب في جعل قرار الترشيح للمسؤولية في يد أجهزة الحزب وقواعده وليس في يد الأشخاص الراغبين فيها. وأشار العثماني إلى أن المجلس الوطني للحزب (بمثابة برلمان الحزب)، هو الذي يختار وزراء الحزب عن طريق التصويت السري، مضيفاً: «هذه المسألة مهمة»؛ لأنها في نظره تقدم حلاً ديمقراطياً لإشكالية التسابق على مناصب المسؤولية والصراع عليها بين المناضلين».
ودعا العثماني أعضاء الحزب إلى تجنب المناورات والألاعيب والمؤامرات بهدف الحصول على مناصب المسؤولية. وقال: إن المسؤولية لا يجب أن تشكل هدفاً يسعى إليه المناضل الحزبي، لكن عند اختياره لها من طرف أجهزة الحزب فمن واجبه أن يتحملها، وأن يقوم بتبعاتها، كما أن من واجب جميع أعضاء الحزب أن يساعدوه ويساندوه في مهامه.
وذكّر العثماني بالظروف التي انتخب فيها أميناً عاماً للحزب، خلال مؤتمره الأخير في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، التي عرفت صراعاً بين «تيار الوزراء» بزعامة العثماني والتيار المعارض له بزعامة منافسه إدريس اليزمي الإدريسي والأمين العام السابق عبد الإله ابن كيران، مشيراً إلى أن أعضاء الحزب واجهوا في تلك الفترة الكثير من الإشكالات، غير أنه أوضح أن أهم شيء أفرزته تلك الظروف في نظره «هو وحدة الحزب لأن أكبر فخ يمكن أن تسقط فيه الأحزاب هو الانشقاق، وهذا الأمر يتطلب وعياً ويقظة وقدرة على التوافق».
كما لمّح العثماني إلى تشابه مشكلات المرحلة التي يجتازها الحزب في عهده بمرحلة تولي عبد الرحمن اليوسفي، أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقاً، رئاسة الحكومة المغربية خلال حكومة التناوب في نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي، التي واجه فيها انتقادات وهجومات من داخل حزبه أدت إلى انشقاقات وصراعات داخلية.
وأشار العثماني إلى أن كل المسؤولين تواجههم مثل هذه الإشكالات والهجومات والعراقيل كما حدث لليوسفي. غير أنه أكد تفاؤله بقدرة حزب العدالة والتنمية على تدبر مثل هذه الصدمات.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.