الملكة إليزابيث توافق رسمياً على زواج هاري وميغان

مصمم فستان الزفاف... السر الذي تسبب بارتفاع أسهم الكثير من المصممين المحتملين

ميغان ماركل شاركت أول نشاط رسمي مع الملكة إليزابيث الثانية (أ.ف.ب)
ميغان ماركل شاركت أول نشاط رسمي مع الملكة إليزابيث الثانية (أ.ف.ب)
TT

الملكة إليزابيث توافق رسمياً على زواج هاري وميغان

ميغان ماركل شاركت أول نشاط رسمي مع الملكة إليزابيث الثانية (أ.ف.ب)
ميغان ماركل شاركت أول نشاط رسمي مع الملكة إليزابيث الثانية (أ.ف.ب)

مع اقتراب موعد زفافها للأمير هاري، دخلت ميغان ماركل دائرة اهتمام الصحافة البريطانية بقوة. أصبحت الصحف والمواقع ووسائل التواصل تتفحص بدقة شديدة كل شاردة وواردة للدوقة القادمة من أميركا. هناك تحليل لكل قطعة ملابس ارتدتها وتعليقات على مدى ملاءمتها لوضعها الجديد، ومدى دعمها للمصممين البريطانيين، وأيضاً كيف يقارن ما ترتديه مع خط أزياء دوقة كمبريدج كيت ميدلتون. أما كيف تتعامل ماركل مع الجمهور فهو أيضاً مجال خصب للانتقادات أو التعليقات المرحبة وما بينهما. يرى البعض أن ماركل تبادر للمس محدثيها، فهي تصافح الكل وتعانق الفتيات، وتنحني لتحدث من هم أقصر منها ضاربة بقواعد البروتوكول الملكي عرض الحائط.
المقارنة مع كيت قائمة، وستشتد مع الوقت، وآخر مثل لها كان بالأمس حين أعلنت الموافقة الرسمية للملكة إليزابيث على زواج هاري وميغان.
فحسب «رويترز» التي نشرت صورة الوثيقة الرسمية، فقد أعطت الملكة إليزابيث الإذن الرسمي لزواج حفيدها «الحبيب» الأمير هاري من خطيبته الأميركية ميغان ماركل.
وأكدت الملكة، في رسالة إلى المجلس الخاص الذي يقدم المشورة لمن يجلس على العرش والمؤلف من سياسيين وقضاة وأساقفة كبار، موافقتها على زواج هاري، الخامس في ترتيب ولاية العرش، وماركل، نجمة المسلسل التلفزيوني الدرامي الأميركي «سوتس».
وجاء في الرسالة التي يعود تاريخها ليوم الأربعاء «أعلن موافقتي على عقد الزواج بين حفيدي الحبيب الأمير هنري تشارلز ألبرت ديفيد أمير ويلز وريتشيل ميغان ماركل».
أما المقارنة مع كيت، فقد لفتت المجلات والمواقع النظر إلى الفرق بين الإذن الرسمي لهاري وميغان وبين الإذن الرسمي لويليام وكيت. فحسب مجلة «إنستايل» الأميركية ظهر الفرق بين وصف كيت ميدلتون، كما جاء في وثقة الإذن الرسمي لزواجها من الأمير ويليام عام 2011 حيث جاء فيه: أن الملكة تعلن موافقتها على الزواج بين «حفيدنا الحبيب الأمير ويليام آرثر فيليب لويس والمحبوبة الموثوق فيها كاثرين إليزابيث ميدلتون»؛ في حالة هاري وميغان ذكر اسم العروس مجرداً من أي صفات محببة «حفيدي الحبيب الأمير هنري تشارلز ألبرت ديفيد أمير ويلز وريتشيل ميغان ماركل». وأثار ذلك الفرق في التوصيف الكثير من التكهنات حول تفضيل الملكة لكيت ميدلتون على ميغان ماركل، وقال البعض إن ذلك لا يعني الكثير، فالملكة كانت على معرفة بكيت لفترة طويلة أثناء مواعدتها لويليام التي بدأت من عام 2003، والتقت بها لأول مرة في عام 2008 قبل الزفاف بثلاثة أعوام، بينما التقت ماركل مرة واحدة فقط في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وحسب قانون التاج البريطاني، يجب أن يحظى قران هاري وميركل بموافقة الملكة، وهو ما ينطبق على أول ستة في ترتيب ولاية العرش البريطاني، وذلك بموجب ملحق أضيف في 2013 لقانون التاج، الذي حل محل قانون قديم يعود إلى القرن الثامن عشر.
والموافقة الرسمية من الملكة إجراء شكلي لأنها كانت عبرت بالفعل في بيان عن مدى سعادتها من أجلهما، وقالت إنها ستحضر حفل الزفاف في مقر إقامتها في قلعة وندسور غربي لندن يوم 19 مايو (أيار). كما دعت الملكة، ماركل، لإمضاء عيد الميلاد مع الأسرة الملكية في ضيعة ساندرينجهام بشرق إنجلترا.
وكانت ماركل قد شاركت الأسبوع الماضي في أول نشاط رسمي مع الملكة إليزابيث الثانية، منذ أن أعلن هي وهاري العام الماضي أنهما سيتزوجان.
وانضمت ماركل إلى زوجها المحتمل وآخرين من كبار أفراد الأسرة المالكة، ومن بينهم الأمير تشارلز والد الأمير هاري والأمير ويليام شقيقه الأكبر وزوجته كيت، في قداس لدول الكومنولث بكنيسة وستمنستر آبي بلندن.
فستان زفاف ميغان في مواجهة فستان كيت
من سيصمم ثوب الزفاف الملكي؟ سؤال تداولته الصحف والمواقع البريطانية، وأسهبت في نقل شائعات عن أن ميغان ماركل قد اختارت ثوبها بالفعل، وحضرت أول جلسة لقياسه وتجربته، لكن مسؤولين في البلاط الملكي يبقون على التفاصيل طي الكتمان. ورغم أن متحدثة باسم مكتب الأمير هاري أكدت «لم نصدر بياناً ولم نعلق على ثوب الزفاف» لكن التكهنات لا تهدأ.
وأثار اختيار بيت أزياء لتصميم ثوب الزفاف تكهنات في الصحف والمجلات منذ أن أعلن هاري الخامس في ترتيب ولاية العرش البريطاني وماركل (36 عاماً) خطبتهما في نوفمبر (تشرين الثاني).
وقالت بويانا سنتلر مؤسسة العلامة التجارية الكندية «سنتلر» لـ«رويترز»: «أعتقد أنها بالتأكيد ستختار مصمماً بريطانياً»، وأضافت: «لا أعلم أي مصمم لكن أعتقد أنه سيكون بريطانياً».
ومن بين من طرحت أسماؤهم، المصممة ستيلا مكارتني التي صممت الحلة التي ارتدتها أمل كلوني المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان في مراسم زواجها المدني على نجم السينما الأميركية جورج كلوني، والمعطف الذي ارتدته ماركل في زيارة إلى كارديف عاصمة ويلز في وقت سابق هذا العام.
وردت مكارتني باسمة على سؤال «رويترز»، عما إذا كانت ترغب في تصميم ثوب زفاف ماركل قائلة: «الزفاف هو الزفاف، وهو شرف كبير وميزة أن تصمم ثوب زفاف».
وأضافت: «أحب العمل على أثواب الزفاف، وهي تتنوع دائماً، لأنها شخصية للغاية. يتعين أن تعبر بحق عن المرأة وعن اليوم».
وكان بيت أزياء «رالف آند روسو» البريطاني ضمن بيوت الأزياء التي وردت أسماؤها للقيام بالمهمة، بعد أن اختارت ماركل رداء من تصميم الدار لجلسة تصوير مع الأمير هاري بمناسبة إعلان خطبتهما. وذكر موقع «هافنغتون بوست» أن من بين الأسماء المطرحة لمصمم الرداء ظهر اسم المصمم إرديم، ليحتل الصدارة في القائمة المحتملة. وأسهم المصمم نفسه في التكهنات بسبب امتناعه عن الرد على سؤال إذا ما كان سيصمم فستان الزفاف المنتظر خلال برنامج على محطة «راديو 4»، حين سأله مذيع البرنامج «كيف ستعبر ماركل عن الحب عند اختيارها للرداء؟ هل لديك تصور حول ذلك الرداء؟»، وكانت إجابة إرديم سريعة حيث قال: «أعتقد أن تركيزي سيكون على ملابس راقصات فرقة الباليه الملكية». والمعروف أن إرديم يصمم أزياء راقصات الفرقة لهذا الموسم. ولكن ماركل ليست غريبة عن تصميمات إرديم، فهي قد صرحت لمجلة «فانيتي فير» أنها ترتدي تصميماته منذ سنين. وسواء اختارت ماركل، إرديم أو ستيلا مكارتني أو «رالف آند روسو» أو غير ذلك من الأسماء، فمجرد التكهنات باسم المصمم في هذا الشأن يسهم في رفع أسهمه في الأسواق. فحسب تقرير لمحرك البحث «ليست»، فالدوقة المنتظرة لها تأثير واضح على مستقبل مصممي فساتين الزفاف. فعلى الرغم من أن الاسم محاط بالسرية التامة، إلا أن الإشاعات حول من هو المصمم تسببت في ازدياد شعبية الأسماء المطروحة. فقد شهدت محركات البحث على الإنترنت زيادة في المرات التي نقر عليها خلال العام الماضي. فعلى سبيل المثال ازدادت مرات البحث على اسم المصمم إرديم بنسبة 43 في المائة، بينما زادت نسبة البحث على اسم دار «رالف آند روس» بنسبة 82 في المائة، وشهد اسم المصمم رولاند موري زيادة 38 في المائة. وتشير التقارير إلى أن ازدياد شعبية المصممين الذي يرتبط اسمهم بالزفاف القادم، يمكن اعتباره ما يسمى «تأثير ميغان». وتصميم ثوب زفاف أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية يمكن أن يقود إلى طفرة في مبيعات بيت الأزياء. فقد تحولت كيت زوجة الأمير ويليام إلى أيقونة للموضة منذ زواجها من شقيق هاري الأكبر عام 2011. وشهدت سلسلة متاجر «ماركس آند سبنسر» البريطانية طفرة دعائية في يناير (كانون الثاني)، عندما التقطت الصور لماركل وهي ترتدي سروالاً يعرضه المتجر بسعر 62 دولاراً أثناء زيارة لمحطة إذاعة في لندن.

الموافقة الرسمية من الملكة إليزابيث على زفاف هاري وميغان


مقالات ذات صلة

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

الأميرة كيت: الحب أعظم هدية

قالت أميرة ويلز البريطانية كيت ميدلتون إن الحب هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها الناس بعضهم لبعض، في رسالة إلى الضيوف الذين سيحضرون قداس ترانيم عيد الميلاد السنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».