تشكيلة تتميز بالحرية والقليل من البصمات المستقبلية

شيخ الموضة بيير كاردان يعود إلى ملعب الـ«هوت كوتير» بعد 20 عاما

تشكيلة تتميز بالحرية  والقليل من البصمات المستقبلية
TT
20

تشكيلة تتميز بالحرية والقليل من البصمات المستقبلية

تشكيلة تتميز بالحرية  والقليل من البصمات المستقبلية

بعد غياب 20 سنة عن عالم الـ«هوت كوتير»، عاد المخضرم بيير كاردان الأسبوع الماضي إلى ساحة الموضة بعرض أزياء مثير يحمل بصماته المستقبلية والمتمردة إلى حد ما. المصمم الذي يبلغ من العمر 91 سنة وحقق ثروة طائلة استثمرها في عدة بيوت فخمة من بين استثمارات أخرى كثيرة، يؤمن بأن ثروته الحقيقية تكمن في حريته وعدم ارتباطه بأي جهة من شأنها أن تملي عليه رأيها أو تفرض عليه شيئا لا يروق له. وفي تصريح لمجلة «ويمنز وير دايلي»، قال إنه لم يعد في حاجة لأن يرضي متطلبات الموضة العالمية بالمشاركة في برامج الموضة السنوية الأربعة، بكل ما يترتب عنها من ضغوط وتوتر وترقب لا ينتهي. فترفه الآن هو حريته في أن يختار التوقيت الذي يناسبه لطرح إبداعاته. وأضاف: «لقد نظمت عروض أزياء لمدة 60 سنة من عمري، والآن أريد أن أرضي نفسي، وأن أعرض في الوقت الذي يناسبني. لم تعد لي أي التزامات كما في السابق». كان العرض مساء يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي في مطعمه الشهير «ماكسيمس» الذي قال إنه مثل بيته، «يمكنني فيه أن أقرر ما أريد.. فأنا حر ولا أعتمد على أحد». استغرق عرضه نحو 40 دقيقة وهو وقت قياسي بالنسبة لعرض لا يستغرق في العادة سوى 15 دقيقة. وبما أن المصمم لا يملك حق العرض باسمه الخاص، بعد أن باعه منذ سنوات، فإن هذه التشكيلة كانت باسم «ماكسيمس باريس» وشملت نسخا متنوعة من التصاميم الهندسية والتفاصيل المستقبلية، التي التصقت باسمه وأطلقت شهرته في الستينات من القرن الماضي. لكن، يبدو أن عجوز الموضة لا يزال بجعبته الكثير ولا يجتر قديمه فحسب، إذ قدم أشكالا جديدة أخرى قال إنه أرادها عصرية، مما يفسر ابتعاده عن التصاميم الضيقة التي تحدد الخصر، واستغناءه التام عن الأزرار وما شابه من تفاصيل معقدة مستعيضا عنها بالطيات والدرابية، فهي «تشكيلة طليقة وحرة تماما كما يجب أن يكون لابسها»، حسبما قال. بدأ العرض بمجموعة من التايورات بسترات «توكسيدو»، زين بعضها بتفاصيل من الجلد المطرز، وحتى هذه لم تكن مفصلة على الجسم، إذ بدت واسعة وليست مفصلة على مقاس العارضات، وهو الأمر الذي تعمده حتى يتيح للجسم حرية أكبر. أتبعها بمجموعة من الفساتين من الساتان والأورغنزا، تتميز بطيات رحيمة هي الأخرى على الجسم، أحيانا تزينها وردة ضخمة معقودة من الأمام تقوم بوظيفة حزام للتخفيف من اتساعها وإضفاء بعض التحديد على الجسم. ومع ذلك، فإن التشكيلة ليست سريالية أو موجهة لليدي غاغا ومثيلاتها من عاشقات الغرابة، بل يمكن القول إن أغلبها كان واقعيا وتجاريا إلى حد كبير، على العكس من المجموعة التي قدمها للرجل. فقد تميزت ببعض الجنوح إلى الغرابة، شملت سترات وبنطلونات من المخمل وأخرى من الساتان اللامع وقمصان مطرزة بالترتر تخاطب رجلا جريئا أولا وأخيرا.
تجدر الإشارة إلى أن بيير كاردان كان عضوا في منظمة الموضة الفرنسية «لاشومبر سانديكال» للأزياء الراقية والجاهزة على حد سواء من عام 1953 إلى عام 1993.
محطات مهمة في حياته:
1922: ولد في إيطاليا
1945: يصل إلى باريس حيث سيعمل مع باكان وسكياباريللي. في العام نفسه، يلتقي جون كوكتو وكريستيان بيرار اللذين يتعاون معهما في تصميم أقنعة وأزياء فيلم «الجميلة والوحش»
1950: يترك العمل في دار «ديور» ويؤسس شركة خاصة به تتخصص في تصميم الأقنعة وملابس المسرح
1953: يعرض أول تشكيلة نسائية باسمه
1958: يفوز بجائزة أحسن مصمم شاب في بوسطن
1960: يقدم أول تشكيلة رجالية بمشاركة 250 طالبا فرنسيا
1983: بعد عدة جوائز عالمية، يحصل على وسام الشرف الخاص بالفنون والآداب
1984: يحصل على وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية الفرنسية، وفي عام 1986 حصل على الوسام نفسه من إيطاليا
1991: يصبح سفيرا فخريا لـ«اليونيسكو»
1993: يطلق خطا للمكياج ومستحضرات التجميل
1996: قدم آخر تشكيلة «هوت كوتير» في عرض خاص بمطعمه «ماكسيمس»
2008: افتتاح عاشر فرع لمطعم «ماكسيمس» في بجين بالصين



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT
20

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.