مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

هل أنا غلطان؟

بيل غيتس ما غيره، أغنى أغنياء العالم قال في مقابلة له في محطة «CNN» الأميركية، إنه ينبغي عليه دفع المزيد من الضرائب، وإن على الحكومة مطالبة فائقي الثراء الآخرين مثله، بالمساهمة بمبالغ أكثر.
وللمعلومية، فقد سبق له أن تبرع طواعية بعشرات المليارات لدعم قضايا خيريّة.
ولا أدري هل تلك التبرعات تدخل في ميزان حسناته، أم أنها ذهبت هباء؟!، ولا أدري أيضاً كم مليارديراً عربياً ومسلماً لديه الشجاعة أن يصدح على رؤوس الأشهاد ليقول ما قاله غيتس، ليمتلئ ميزان حسناته؟! أم أن مقولة «رأس المال جبان» لا تزال مكتوبة بماء الذهب ومعلقة فوق رؤوسهم في مكاتبهم؟!
أظن وبعض الظن ليس بإثم، أنني ما زلت أنفخ في الرماد، ولا حياة لمن أنادي.
***
كانت أيام الأسبوع عند العرب قديماً ليست هي الأسماء التي نعرفها ونتداولها في هذه الأيام، وكان ترتيبها كالتالي:
الأحد اسمه «أول»، والاثنين اسمه «أهون»، والثلاثاء اسمه «جبّار»، والأربعاء اسمه «دبّار»، والخميس اسمه «مؤنس»، والجمعة اسمه «عروبة»، والسبت اسمه «شبّار».
أما أحلى تلك الأسماء من وجهة نظري هو «مؤنس»، وهو فعلاً اسم على مسمّى، ولم يجانب الصواب ذلك المطرب الذي صدح قائلاً: «هلا بالخميس»، وأنا بدوري أصدح معه بأعلى صوتي قائلاً: «هلا بالمؤنس»، فالوناسة لا تكتمل فعلاً إلاّ بساعاته، ابتداء من الساعة الثالثة عصراً إلى ما بعد منتصف الليل، وبعضهم يسحبها إلى ما قبل شروق الشمس.
***
تقليد حسن أن يوقظ رب الأسرة زوجته وأبناءه لصلاة الفجر، لكن ليس على طريقة ذلك المسلم الأفغاني المقيم في ألمانيا، فهو يوقظ زوجته وطفلتيه لصلاة الفجر بمنفضة الغبار المعدنية، بل وبالحذاء كذلك، وعندما انزعج الجيران من كثرة صياح المضروبات المتكرر اتصلوا بالشرطة، التي داهمت المنزل وشاهدت الدماء تنزف منهن ونقلوهن على وجه السرعة للمستشفى، ووجدوا هناك أن صدر الأم به ثلاثة أضلع مكسورة، وبدورهم اعتقلوا الأب وأودعوه السجن تمهيداً لمحاكمته.
فما «هكذا تورد الإبل»، وما هكذا يكون الاستيقاظ.
***
أكبرت الحكم الذي أصدرته قاضية لبنانية مسيحية على ثلاثة شبان مسلمين أساءوا للسيدة مريم العذراء، بحفظ آيات من سورة «آل عمران» تتحدث عن السيدة مريم وابنها المسيح عيسى، عليه السلام، ولم يطلق سراحهم من السجن إلاّ بعد أن تلوا الآيات الكريمة عن ظهر قلب أمامها.
فهل أنا غلطان عندما أكبرت ذلك الحكم؟!