إطلاق الرحلة السنوية لمسير «درب الأردن» 2018

تمتد 44 يوماً وبطول 650 كلم

TT

إطلاق الرحلة السنوية لمسير «درب الأردن» 2018

أطلقت جمعية درب الأردن الرحلة السنوية الثانية لمسير {درب الأردن} برعاية الملكة رانيا العبد الله، إذ انطلق أمس (الجمعة) أكثر من 10 مشاركين من الأردن وجنسيات مختلفة، من أم قيس شمال الأردن إلى العقبة جنوباً على مدى 44 يوماً.
وسينضم إلى المغامرين الذين سيقطعون الدرب كاملاً مشاركون آخرون في الرحلات اليومية ورحلات عطل نهاية الأسبوع، وتلك الخاصة بقطع أجزاء محددة من المسار، حيث تنظم جمعية درب الأردن هذه الرحلات خلال فترة الفعالية من 1 مارس (آذار) وحتى 15 أبريل (نيسان).
وتنظم الجمعية هذه الفعالية سنوياً بهدف الترويج لدرب الأردن وتحقيق عائد مالي يسهم باستدامة الدرب وتطويره وترسيمه، وبما يخدم المجتمعات المحلية في 52 قرية يمر الدرب بها، مانحاً المغامرين فرصة للتفاعل مع أهالي تلك القرى والتعرف على ثقافتهم وعاداتهم، بالإضافة للاستمتاع بتضاريس الدرب المتنوعة وعشرات المواقع الأثرية والتاريخية التي يمر بها.
وتقوم الجمعية بتنظيم هذه الفعالية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار الأردنية ودعم هيئة تنشيط السياحة ومشروع السياحة لتعزيز الاستدامة الاقتصادية في الأردن الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ورعاية كل من «المركزية تويوتا، وشركة البوتاس العربية، وومضة، وسينتاكس، والدكتور غسان العلمي، وأنا الأردن، وأيلا، وتركس، وجورامكو، وفيوتشر، وفندق لاند مارك».
وقالت وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب: «لقد قطع درب الأردن شوطاً بعيداً منذ ولادة فكرته قبل بضع سنوات ليصبح درباً مميزاً ومشهوداً له على مستوى العالم». وأضافت: «هو أمر رائع أن أرى احتفالنا اليوم بالفعالية السنوية الثانية لمسير درب الأردن التي تعد بأن تكون الحدث الأكثر تشويقاً وانتظاراً خلال العام. هانحن قد نجحنا في وضع حجر الأساس لأكثر التجارب السياحية الخاصة بالمغامرات نمواً وإثارة بفضل جهود مجموعة رائعة وملتزمة من المتطوعين وكثير من الجهات. مبروك للجميع».
من جهته، قال رمزي طبلت، رئيس مجلس إدارة جمعية درب الأردن: «حقق درب الأردن إنجازات هائلة العام الماضي، ما سينعكس إيجاباً على عدد مرتاديه وازدياد فرص المجتمعات المحلية في الاستفادة من عوائد تطوير السياحة».
وأضاف: «مع كل ما تم إنجازه فالطريق أمامنا لا تزال طويلة، وما زلنا بحاجة إلى العمل المكثف مع الأهالي لإنشاء أو توسعة مشاريعهم السياحية، وعلينا أن نتذكر جميعاً أن هذا الدرب كما هو الحال مع كل مواقعنا السياحية هو مورد مهم لنا، وعلينا المحافظة عليه، وهو ما ندعو له جميع مرتادي الدرب».
بدورها، قالت نانسي إسلك، مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالإنابة: «لقد استمتعت منذ عام 2015 بكثير من مسارات الأردن المخصصة للمشي، حيث يجذب جمال الأردن الطبيعي كثيراً من الزوار. يولّد قطاع السياحة مئات الآلاف من الوظائف، ويعدّ أحد القطاعات الخمسة الأكثر مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي. الولايات المتحدة فخورة بشراكتها مع الحكومة الأردنية لضمان حماية الكنوز الطبيعية والتاريخية الوطنية، وجعل الأردن وجهة سياحية منافسة عالمياً، وهو ما يعزز الناتج المحلي الإجمالي، ويخلق الوظائف، ويشرك النساء والشباب في تنمية الأردن اقتصادياً».
وقال مدير عام جمعية درب الأردن بشير داود، إن الدرب يشكل منصة فعالة تدعم المجتمعات المحلية اقتصادياً وتزودهم بالخبرات والمهارات التي تؤهلهم للحصول على فرص عمل مستدامة تسهم في رفع مستواهم المعيشي وتدعم الاقتصاد الوطني بشكل شمولي. وأضاف أن الدرب قد وضع الأردن بقوة على الخريطة العالمية لسياحة المغامرة، حيث صنف الدرب من قبل «ناشونال جيوغرافيك» ومجلات عالمية كثيرة كأحد أفضل الوجهات السياحية في العالم لعام 2018.
وأضاف داود أن الدرب يسلط الضوء على مناطق نائية ذات مقومات تدعم سياحة بيئية جديدة لم تكن يوماً على الخريطة السياحية التقليدية للأردن.
يذكر أن جمعية درب الأردن توفر من خلال موقعها الإلكتروني معلومات كاملة عن الدرب وخرائط للطريق، وذلك خدمة للأفراد ومجموعات تنظيم الرحلات ممن يرغبون في الاعتماد على أنفسهم في الرحلات التي يقومون بها أو ينظمونها.
ويمتد مسار درب الأردن الذي تديره جمعية درب الأردن من أم قيس شمالاً إلى العقبة جنوباً بطول 650 كيلومتراً، ويمر بـ52 قرية ويعبر في طريقه مناطق طبيعية متنوعة تشمل الغابات والصحاري والأودية.
وجمعية درب الأردن تأسست من قبل مجموعة من محبي أنشطة المغامرة في عام 2015 بهدف تطوير المسار وإدارته. وقد كانت فكرة أن يكون هناك مسار وطني حلماً يراود كثيراً منهم، إلى أن تحقق بفضل جهود أكثر من 40 متطوعاً عملوا على تحديد أجزاء المسار لمدة 3 سنوات.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».